هيئة السوق المالية السعودية بين الإعجاب والتعجب

11/12/2011 13
د.إبراهيم الدوسري

لا بد أن يذكر المنصف ما قدمته هيئة السوق المالية السعودية من جهود في تطوير السوق ونقلها إلى العالمية، فالسعودية التي كانت تحتل المرتبة 64 عالمياً في 2009م في تنظيم الأوراق المالية قفزت إلى المرتبة 16 عالمياً في 2011م.

إنها صورة مشرفة تستحق الإشادة والإعجاب بما تقدمه وتبذله هيئة السوق المالية التي ولدت في منتصف عام 1424هـ. ومما يستحق الإعجاب والإشادة ما أبرزته الهيئة في تقريرها المالي 2010م من نمو وتطور في عدد الصناديق الاستثمارية والتوسع في إدراج الشركات الجديدة والقائمة وتعديل اللوائح التنظيمية التي تحقق المزيد من العدالة والشفافية التي ينشدها المتداول.

وفي مقابل الإعجاب يكون العجب، واختصر ذلك في علامات التعجب التالية:-

الأولى: أليس من مسؤوليات الهيئة حماية المستثمرين من الممارسات غير العادلة؟! فأين الهيئة مما يحدث في شركات المضاربة، وبالأخص قطاع التأمين؟! ومن الشواهد على ذلك سهم في قطاع التأمين يكرر التعليق بالمتداولين بسعر يتجاوز الـ 200 ريال، وقيمته العادلة لا تتجاوز ثمانية ريالات، ليعود هذا السهم بالصورة نفسها التي كان عليها في الربع الثالث من عام 2009 في تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام.

الثانية: الموافقة على زيادة رأس المال لشركات خاسرة، فشركة فقدت ما يقارب نصف رأسمالها منذ تأسيسها في1981، يكافأ مجلسها إدارتها بالموافقة غلى الزيادة، وأخرى تأسست في 2007، تكافأ بزيادة رأسمالها وهي خاسرة ما يقارب 20 في المائة من رأسمالها.

الثالثة: غياب هيئة السوق عن الإشراف على الجمعيات العمومية للشركات المتداولة، وإلا فهل يعقل أن تبرأ ذمة مجلس إدارة شركة تأسست في عام 2008 برأسمال 14 مليار ريال فقدت منه أكثر من 70 في المائة حتى هذه اللحظة وتبرأ ذمة مجلسها في ثلاث سنوات تقريباً. وأخرى تأسست برأسمال مليار ريال لم يبق منه سوى 5 في المائة، وثالثة تأسست برأسمال 1,2 مليار ريال لم يبق منه سوى 109 ملايين ريال؟!!

الرابعة: حوكمة الشركات جميلة، لكن التعجب أن نجد أن مجلس الإدارة المطلوب مراقبته عند إدارته لأموال المساهمين، هو نفسه من يعين مراقب الحسابات.. ويحدد أتعابه؟!.

الخامسة: ما وصلت إليه هيئة السوق من نجاح في الشفافية والإفصاح جميل، لكن التعجب يكمن في أن نجاح الهيئة لم يدخل بعد إلى قلوب كثير من المتداولين!!. فأين الجهود الرقمية والمقاييس الكمية والبحوث التي يمكن للهيئة قياس درجات الشفافية وثقة المتداولين في السوق؟!!

السادسة: جميل تنوع شركات الوساطة وزيادة عددها، إلا أن التعجب لا يزال قائما في سيطرة شركات الوساطة التابعة للبنوك، وخروج الشركات الوليدة أو الجديدة من السوق السعودية لعدم قدرتها على المنافسة، ويظل التعجب مستمرا في وجود البنوك كوسيط في السوق السعودية ومستثمر في الوقت نفسه، فأين الهيئة من ذلك؟!!.

الجميع يعلم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق هيئة السوق، ويعلم كذلك جميع الطموحات والتطلعات التي تسعى إليها، إلا أن إزالة علامات التعجب وتحويلها إلى الإعجاب سيدفع بالكثير من المتداولين لدعم هيئة السوق في مسيرتها لقيادة السوق المالية السعودية نحو التميز العالمي.. وسوف تصل، بإذن الله.