رأس الخير ... هل يعزز مكانة المملكة ...؟ وهل نحن كأفراد مستعدون لذلك ... ؟؟!!

07/12/2011 4
سلمان بن ناصرالهواوي

إن المتتبع لتطورات الاقتصاد السعودي منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز رحمه الله يجد أن المملكة قد مرت بمرحلتين أساسيتين من تطورها الاقتصادي ساهمت في وضع مكانة مرموقة للمملكة على الخارطة الاقتصادية العالمية. وقد كانت المرحلة الأولى هي مرحلة اكتشاف النفط بكميات تجارية ومن ثم بداية الإنتاج والتصدير الذي تسارع خلال فترة وجيزة إلى أن جعل المملكة العربية السعودية من أبرز الدول المنتجة بالعالم. وبعد ذلك وفي أواخر عقد السبيعينات وبداية عقد الثمانينات الميلادية بدأت الدعوات إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد ريعي يعتمد على إيرادات النفط إلى البحث عن مصادر أخرى لتقوية الاقتصاد وتقليل تأثره بتقلبات أسعار النفط ونتج عن ذلك تباين في الرؤى في ذلك الحين أدت بمجملها إلى دخول الاقتصاد السعودي بمرحلة جديدة من المخاض نتج عنها دخول قطاعات اقتصادية عديدة جديدة أهمها وأبرزها قطاع الصناعات البتروكيماوية وقطاع الزراعة وقد نجح القطاع البتروكيماوي خلال العقود الثلاثة الماضية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الخارطة الاقتصادية العالمية بينما فشل وانحسر القطاع الزراعي عن تحقيق الأهداف المرجوة منه والتي من أهمها تحقيق الأمن الوطني الغذائي لعدة أسباب من أبرزها الظروف البيئية والمناخية للمملكة .

واليوم ونظراً لتحولات كبيرة ومشاكل اقتصادية ضخمة تواجه الاقتصاد السعودي سواء على المستوى العالمي الذي يُشكل تذبذب أسعار النفط وتذبذب أسعار المنتجات البتروكيماوية أبرزها أو على المستوى المحلي والتي يُعتبر بها التضخم والبطالة أبرز المشاكل نجد أن هناك مرحلة مخاض أخرى تتكرر مشابهه للمرحلة السابقة تمهد لبداية مرحلة اقتصادية جديدة يدخل بها قطاعان اقتصاديان جديدان هما قطاع الصناعات التعدينية وقطاع الصناعة المعرفية.

ومن خلال المراقبة اللصيقة للتطور الحاصل في هذين القطاعين الجديدين نجد أن كفة الميزان ترجح بأن يعزز ويرفع قطاع الصناعات التعدينية مكانة المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي نتيجة لوجود خامات حلوة أي ذات درجة نقاء عالي سيتم توجيه الجزء الأكبر من حجم انتاجها للسوق العالمي بينما قطاع الصناعة المعرفيه يعتبر قطاع شبه خدمي ويوجه منتجاته للسوق المحلي بشكل أكبر.

وهنا يجب أن نشيد بالجهود التي تقودها الهيئة الملكية للجبيل وينبع بتوجيهات من حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي تجعلنا نقف احتراماً لها عند علمنا أن حجم الاستثمارات التي يتم ضخها في رأس الخير حالياً كبير جداً وقد تجاوزت حوالي 200 مليار ريال في أقل من سنتين وهي مرشحة لتجاوز 500 مليار ريال خلال الخمس سنوات القادمة وهذ يعني أن هناك نشاط اقتصادي قادم وبكل قوة سيدعم ويعزز من مكانة المملكة العربية السعودية على الخارطة الاقتصادية العالمية وأي نشاط اقتصادي ناجح سيخفض من معدلات البطالة وسيساهم في تحقيق نمو الناتج المحلي الذي سينعكس على رفع مستوى الدخل الفردي كما أنه سيمكن من إيجاد صناعات تحويلية وخدمية كثيرة مرتبطة بهذا القطاع .... لكن .... ومن زاوية أخرى مع الأسف سيظل هذا القطاع الجديد كالقطاعين السابقين عرضة لتقلبات أسعار المنتجات لكن بدرجة حدة أقل على الاقتصاد السعودي نتيجة توزيع المخاطر الكلية هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى استمرارية مفهوم الاقتصاد الريعي على الاقتصاد السعودي.

وخلاصة القول …. نحن كأفراد بسطاء نعلم أن هناك قطاع اقتصادي قادم بقوة سيدعم ويعزز مكانة المملكة على الخارطة الاقتصادية العالمية لذلك يتحتم علينا التخطيط للتكيف مع هذا التطور المرتقب سواء على الصعيد الاستثماري والبحث عن الفرص الاستثمارية بهذا القطاع الواعد أو على صعيد التخطيط لتأهيل وتدريب أبنائنا كي نضمن تحقيقهم لندرة معرفية تؤهلهم للمنافسة بهذا القطاع.