"الهلال الشيعي" مصطلح سياسي استخدمه ملك الأردن عبدالله الثاني في حديثه مع صحيفة "واشنطن بوست" أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر من عام 2004، حيث عبَّرَ فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية إلى السُلطة موالية لإيران، تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخِّل بالتوازن القائم في المنطقة.
تخَوف ملك الأردن جاء في وقته، فالرقص مع الذئاب بدأ بتدخل إيران السافر في الكويت والبحرين والسعودية. ومثلما قضى حزب البعث العربي الاشتراكي على العراق وانصاع للمد الشيعي الإيراني، تنساق سورية وراء حليفتها إيران في تعنت ذئاب البعث والطائفية والعرقية والمذهبية، وتتجه نحو المصير الإيراني لتنتهي بأقسى العقوبات الاقتصادية.
في الأسبوع الماضي، بمعارضة عراقية لبنانية، أصدر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة، القرار رقم 7442 القاضي بفرض عقوبات اقتصادية صارمة ضد سورية. من أهم هذه العقوبات منع سفر كبار المسؤولين السوريين وتجميد أرصدتهم، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري وتجميد التبادلات التجارية الحكومية، باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري. كما شملت العقوبات تجميد أرصدة الحكومة السورية والطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية، باستثناء الحوالات المصرفية المرسلة من العمالة السورية في الخارج إلى أسرهم، وتجميد تمويل المشاريع على الأراضي السورية، ووقف رحلات الطيران من وإلى سورية.
بعد بضع ساعات من صدور هذا القرار، سارعت إيران لضخ 8 مليارات دولار في الجيب السوري لتفادي ترنحه أمام هذه العقوبات. إلا أن الاقتصاد السوري هوى فجأة، حيث هبط سوق الأسهم بنسبة 40% وارتفع متوسط أسعار المواد الغذائية 30%، فزاد سعر الدقيق 50%، وأسعار الخضراوات والفاكهة والسكريات بأكثر من 20%، وأسعار السيارات بنحو 10%.
هذه العقوبات تزامنت مع قرار الحكومة السورية الخاطئ والمتسّرع القاضي بحظر الاستيراد مما زاد من حدة تفاقم الاقتصاد السوري وألحق الضرر البالغ بأنشطته الصناعية والتجارية.
ولمزيد من الضغط على نظام الشبيحة القمعي، أقرت دول الاتحاد الأوروبي حظراً على استيراد النفط السوري، التي كانت تستورد 95% من صادراته، تمثل نحو 35% من الدخل القومي السوري، مما أدى إلى حرمان خزينة الدولة من حوالي 3 مليارات دولار سنويا من الإيرادات، وتسبب في عجز الدولة عن دفع رواتب موظفيها.
في القانون الدولي، هنالك 7 أنواع من العقوبات المفروضة على الدول التي ترقص مع الذئاب، أهمها العقوبات الاستراتيجية التي تحظر بيع منتجات قادرة على تقوية الطاقة العسكرية لذئب محتمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وهنالك العقوبات الاقتصادية، مثل الحظر البري والبحري والجوي الهادفة إلى إضعاف طاقة الرقص الكامنة لدى الذئاب وإرغامها على الانصياع للقرارات الدولية.
وهنالك العقوبات التجارية، مثل الحصار البريطاني الفرنسي ضد هولندا في عـام 1832 والحصار البريطاني الألماني ضد فنزويلا في 1902. وهنالك الحصار القانوني لفرض احترام الذئاب لقواعد النظام الدولي وإرغامها على تنفيذ التزاماتها الدولية. وهنالك أيضاً الحصار الإنساني، كالحصار الألماني الإيطالي المشترك ضد زنجبار في عام 1888 للقضاء على تجارة الرقيق فيها.
في بداية القرن العشرين كان الحصار السياسي للسواحل الروسية في عام 1919 يهدف إلى الحد من المد الشيوعي، ولكن نجاحه كان مرهوناً بالحصار الاقتصادي الذي نجح لاحقاً في إسقاط النظام الشيوعي. فالعقوبات الجزئية على الذئاب لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة مباشرة إذا لم تفرض عليها عقوبات أوسع نطاقا تشمل حرمانها من التجارة والمال والاستثمار.
العقوبات الاقتصادية العربية ستؤدي حتماً إلى خسائر فادحة في التعاملات التجارية السورية، التي تمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي. مع بزوغ فجر العام المقبل ستواجه سورية أزمة حقيقية بسبب انكماش اقتصادها بنسبة 3%، وذلك نتيجة لإلغاء 50% من عائداتها السياحية والتجارية، التي تمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر 11% من الوظائف.
والعقوبات الاقتصادية التركية ستكون أكثر وطأة على الاقتصاد السوري باعتبار تركيا تمثل الشريك التجاري الأول لسورية، حيث من المتوقع انخفاض حجم التجارة بين البلدين من ملياري دولار في عام 2010م إلى أقل من 400 مليون دولار في العام المقبل.
منذ استيلاء ذئاب الشبيحة على ساحات الرقص الأمني، خسرت سورية علاقاتها الحميمة مع كافة الدول الخليجية، التي كانت أكثر الدول تعاوناً في دعم الاقتصاد السوري. الاستثمارات الخليجية المباشرة حصدت المركز الأول في السوق السوري وفاقت 18 مليار دولار في منتصف العام الجاري. كان بنك سورية والخليج سباقاً في 2008 للاستثمار في الأسواق السورية، وزادت ودائعه خلال فترة وجيزة بنسبة 30% لتفوق 25 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، وأدت إلى تحقيق أرباح قياسية بلغت 22 مليون دولار وبنسبة نمو 109% عن نفس الفترة من العام الماضي.
ومنذ بدأت ذئاب الشبيحة بالرقص، خسرت سورية المركز 27 عالمياً في إنتاج النفط والغاز وفقدت 42% من قطاع الخدمات و39% من مجموع القوى العاملة، ليصبح هذا القطاع مثقلاً بالبطالة التي من المتوقع أن ترتفع إلى 60% من مجموع القوى العاملة.
أتمنى من الشعب السوري العظيم أن يبتعد عن الرقص مع الذئاب، وأن يتعظ من دروس العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاد الجوار، وأن يقتنع بأن الهلال الشيعي لن يلبي طموحات أبنائه الأبرار.
كلام جميل يحترم القارئ بمده بالأرقام والمعلومات بدل الهواجيس والظنون والافتراضات الواهية والإحصاءات الخاطئة التي يتحفنا بها معظم كتاب صحفنا اليومية للأسف.
ايران تسيطر على العراق وسوريا ولبنان وجاري السيطرة على اليمن والبحرين والكويت وفلسطين وأخيرا مصر.
مقال جريء، ويدل على بعد نظر الملك عبد الله الثاني.
قرأت المقال مرتين من روعته، تحيتي للكاتب الكريم. المشكلة الحقيقية هي في أن الولاء الحقيقي لبعض فئات المجتمعات العربية ليست لدولها و إنما لدولة تعتبر عدو حقيقي للعرب. يريدون طمس الهوية العربية يريدون إعادة أمجادهم الفارسية المزعومة. المشكلة الأخرى أن بعض الدول العربية للأسف أصبحت جزء لا يتجزأ من هذا العدو القادم من الشرق. العراق لبنان سورية والمحاولات جارية في اليمن والبحرين والكويت و آخر أهدافهم السعودية بكل تأكيد. فالمطلوب هو السعي لإيجاد إتحاد عربي حقيقي ضد هذا العدو.
مقالٌ ممتع .. ويشيرُ إلى فطنةِ بعض الجكام إلى الخطرِ القادم من الشرق !!!... مع ملاحظتين سريعتين: 1) أفعالُ الشبيحة النظام السوري هي أقربُ عنندي للكلاب منها إلى الذئاب .. على الأقل في ثقافةِ أجدادي !!!!... 2) بأذن الله، لن يتمُ إستكمال الهلال الشيعي ذلك أن هذا المشروع البغيض يتمُ التعاملُ معه منذ 2004م كما ذكر المقال !!!... وهناك شواهدُ قائمة على الأرض حالياً لتفكيك هذا المشروع وستزداد شدة حتى بتمُ إفشاله إن شاء الله... والله أعلم
شكرا د. فواز,, هل سنرى تقرير عن الوضع الاقتصادي لدولة البحرين والاحداث الاخيره, لان كثير من السعوديين والكويتين والقطرين والاماراتين لديهم استثمارات كبيره في البحرين, والمنطق يقول انها ستعاني من انحسار في الاستثمارات الخارجيه
أخي الكريم/العراب: الإستثمارات التي ذكرتها آمنو بإذن الله ورعايته ... ثم حمايتها من قبل دول مجلس التعاون كافة !!!... أللهمَ أضربْ الظالمين بالظالمين وأخرجنا منها سالمين... ننتظرُ قادمَ الأيام لتقليم الأظافر النووية للنظام الإيراني!!... والله أعلم
آمنو = آمنة... العذر والسموحة.
تذيعُ قناةُ السي أن أن مساء اليوم مقابلةً مع رئيس النظام السوري/بشار أسد أجرتها معه المذيعة/أمامبور قال فيها: أنه غير مسؤولُ عن أعمال العنف وجرائم الشبيحة !!!... وهي محاولةٌ صبيانية للهروب من تهمة الجرائم ضد الإنسانية !!!.. على الشاب/بشار اسد أن يقررَ .. أما أن يكون رئيساً ... أو طرطوراً !!!... والله أعلم
دا الرئيس فين ؟
اري ان تركيا امامها مهمه تاريخيه يجب ان تقوم بها فيجب ان تتدخل القوات التركيه والمصريه والاردنيه بدعم خليجى وغطاء من حلف الاطلسى لانها النظام القائم فى سوريا ولكن يجب الحغاظ على الجيش السورى قائما وتغيير قياداته الرئيسيه فقط احفظ الامن حتى لاتتكرر غلطه العراق ويجب ان تكتب الامم المتحده دستورموقتا لسوريا بالتعاون مع المثقفين السوريين و يعاد النظر به عدة سنوات على شرط ان يكون البلد فى مستقر وبشكل تدريجى حتى لاتتكرر غلطة الدستور العراقى الذى كتبته برلمان منتخب مجاء معبرا عن رغبات الكتل الفائزه واتضح انه غير قابل للتطبيق
مقال دسم من العيار الثقيل إن شاء الله لن تتحقق مآرب من يريد السوء بأمة المسلمين العرب و سنشهد زوال نظام الشبيحة قريـــــــبا أمين
اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم آية ... آمين
اللهم عليك بشيعة العراق وايران و سوريا والسعودية ... اللهم عليك بهم فأنهم لا يعجزونك
ضعنا مابين ال c الايراني وال = الاسرائيلي مع ال الصليبي,,,هل نحتاج الى تعلم كيف تختار???عدوك???
او جميعهم اعداء
نعم جميعهم اعداء مع اختلاف التوقيت.
اعداء ويعملون تحت اغطية
العدو الاول,,, C ايران,,, تعمل تحت غطاء الدين
العدو الاول -_ الصهيوني يعمل تحت غطاء الهيئات والمنظمات والمجالس العالمية ههه وبسم الانسانية!!!
النظامان الإيراني والإسرائيلي كلاهما عدوّان للإسلام والعرب.. فكلاهما شنّا الحروب على العرب .. وكلاهما يحتلان أراضٍ عربية... ولكن الأول يتدخلُ بالشئون الداخلية لجيرانه (العراق وسوريا ولبنان ومصر والمغرب والبحرين والمملكة واليمن.. ووو).. والثاني يحاول حماية وجوده... والفرقُ بينهما هو أن الأول خطرٌ عاجلٌ وأهم ..في حين أن الثاني خطرٌ آجلٌ ومهم !!!.. والقاعدةُ العقلية تقولُ: إذا تزاحمَ الأهم والمهم.. فعليكَ بالأهم أولاً !!!!... والله أعلم
اسرائيل ممجوجة حتى في الدول التي تقيم معها علاقات دبلماسية لكن إيران مقبولة على نطاق واسع.