لستُ هنا لأُناقش أزمة العقار بحد ذاتها ولكن اسعى إلى تسليط الضوء على جانب هام وملفت في نفس الوقت للعوامل المحيطة والمحركة لهذا الحركات الواسع حيث لم يعد الحديث عن مشكلة العقار كما كان الأمر في السباق حينما كان يجتمع الجار بجارة على دلة القهوة وصحن التمر ويتحدثون على العقار بصورة مبسطة ومتواضعة تعكس بيئة وثقافة المجتمع آن ذك حيث أنطلق الحوار إلى فضاء أوسع من خلال وسائل إعلامية وإجتماعية متنوعة ولعل أخرها وأشهرا الموقع الشهير "تويتر"؛ وتعتبر مشكلة "اسعار" العقار من ابرز المشاكل التي تواجه المجتمع السعودي خاصة لاسباب متعددة ليس هذا مقام ذكرها إلا أن هذه المشكلة أوجدت في "نظري" ثلاثة مدارس إجتهادية ويمكن تصنيفها على النحو التالي:
اولاً: مدرسة المتخصصون .
ثايناً: مدرسة المستثمرون .
ثلثاً: مدرسة الحالمون "المتضررون".
1- المدرسة الأولى المتخصصون: تتحدث هذه المدرسة عن مشكلة العقار بصورته متكاملة تشمل الاقتصاد العالمي والمحلي والظروف الإجتماعية والحراك السياسي ويسعون إلى تأطير المشكلة بصورة دقيقة وفق نظريات علمية و تحولات تاريخية دون أي دوافع منفعيه قد تؤثر على قراراتهم إلى حدٍ ما, ويمكن القول بأن هذه المدرسة من المدارس العقلانية التي تتعامل مع "اختلاف" المدارس الأخرى بمرونه ومنطقيه دون التعويل على سبب محدد أو التعنيف وتبادل الاتهام مع المدارس الأخرى, وبالرغم من ذلك لم تسلم هذه المدرسة من إنتقادات وهجوم كلا المدرستين الأخريين كُلاً بحسب مصلحته ولكن استطاع أتباع هذه المدرسة أن يسهموا في زيادة الوعي الاقتصادي لدى الباحثين من خارج المدارس الأخرى!!
2- المدرسة الثانية المستثمرون: يمكن القول بأن أصحاب هذه المدرسة هم أحد إن لم يكونوا السبب ذاته في مشكلة ارتفاع اسعار العقار – كما يزعم أصحاب المدرسة الثالثة - حيث يسيطر شريحه كبيره منهم على الأراضي الشاسعة والتحكم بالأسعار وتتحدث هذه المدرسة عن المشكلة على اساس أنها بفعل عوامل أخرى ومن ابرزها المضاربة وأنه ليس لهم اي علاقة بهذه المشكلة ويعتبرون فرض الضرائب على الأراضي لن يؤثر على ارتفاع الاسعار إن لم تكن سبب في ارتفاعها أكثر, وتواجه هذه المدرسة انتقادات حادة واتهامات واسعة من قبل المدرسة الثالثة "الحالمون" وبعض افراد المدرسة الأولى.
3- المدرسة الثالثة الحالمون "المتضررون": وهم مزيج مشترك من طباقات المجتمع المختلفة "اقتصادياً" ويعتبر أغلب ابناء هذه المدرسة من المتضررين مباشرة من هذه المشكلة - ارتفاع الأسعار - ويطالبون بتدخل مباشر من الدولة وذلك من خلال فرض ضرائب على الأراضي وكسر الاحتكار وتوفير فرص سكنية بطرق ميسرة لتجاوز جشع المستثمرين وتلاعب المطورين , وتواجه هذه المدرسة من قبل مدرسة المستثمرون بالتجهيل والخوض فيما ليس من اختصاصهم نظراً لكونهم الخصم المتهم أولاً وأخراً بهذه المشكلة.
وأخيراً يمكن القول بأن هذا الحراك هو من الحالات الطبيعية بل والصحية في أي مجتمع يسعى افراده إلى الارتقاء بمكونات المجتمع إلى مراحل متقدمة من الحوار والتنوع في الآراء؛ كما أن الأزمات والمشاكل الاقتصادية تساعد على رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات المتضررة والتي غالباً ما تكون سبباً في مشاكلها, وقبل أن أختم أعلم بأن هناك من سيقف تعجباً من تسمية المدرسة الثالثة بمدرسة الحالمون ولكي اختصر على البعض مشوار التساؤل في هذا الموضوع فإن ابناء هذه المدرسة وبفعل صعوبة المعيشة وضغوط الحياة اصبحوا يعبرون عن المشكلة بصور يائسه وكأنه حلم إن لم يكن كذلك ولعل في فلم ابطال "المونوبولي" مايترجم ذلك أكثر.
الحالمون وربما بأحلام اليقظه فى بلاد الصحراءأخى العزيز
كيف يمكن تصنيف اصحاب الصنادق والمكاتب الصغيرة؟ ربما نحتاج الى مدرسة جديدة اسمها المطبلون! شكرا لكم
أما عن المطبلون فهناك جامعة تضاهي جامعة هاردفور يتخرج منها عشرات إن لم يكن الألاف من المطبلين سنوياً :) شكراً لتعليقك
اضحكتني اضحك الله سنك
مقال يستحق الإشادة به تحياتي للكاتب و الجميع
اسعدك الله وأدام ضحكتك ياعزيزي
التلميذ: وأنت تستحق كل الشكر والتقدير لتواصلك وكلماتك الجميلة.
انا من المدرسة التحليلية واسباب وهناك عدة اسباب لأرتفاع اسعار العقار ومنها 1- زيادة عدد الاجانب فى البلد الى درجة كبيرة وطبعا كل هؤلاء يحتاجون الى سكن 2- احتكار الاراضى من قبل قلة قليلة حصلت على المنح المليونية ولاهم باعوها ولا هم طوروها 3- ارتفاع اسعار مواد البناء والتشطيب واجور العمالة نتيجة تقييم الريال السعودى بأقل من قيمته الحقيقية 4- تهافت البعض على شراء ماهو متاح من اراضى والاحتفاظ بها واعتبارها مخزن لحفظ قيمة النقود 5- عدم السماح بتعدد الطوابق فى اغلب الشوارع الرئيسية 6- كثرة الحديث عن ازمة السكن بالرغم من ان المتاح للتأجير يكفى ويزيد ولكن نحن لدينا ازمة تملك مساكن وليس ازمة سكن فجأة اصبح جميع المواطنين يرغبون فى تملك مساكن بصفة عاجلة لذلك اصبحت هناك مشكلة واصبح العرض لا يتماشى مع الطلب فأرتفعت الاسعار وسلامتكم
أستاذ نايف شكرا لك على هذا التصنيف, وان كنت اتوقع ان هذا ينطبق على العقار في غالبية الدول , لا بلدنا,, لان الفئه الثانيه, ليست دقيقه, فليس كل من عنده عقار, هو مستثمر. فهناك فئه عندها عقار نتيجة زيجه, او نتيجة نسابه, او قرابه, او نتيجة خداع وتحايل, او نتيجة شحاذه متكرره, او نتيجة كذب( من خلال طلبه منحة ارض, وقد سبق له ان حصل على عدة منح), فهذه الفئه ليست كفئة المستثمرين بالعقار, كما في البلاد الاخرى. لذا فواقع العقار لدينا له أربع فئات. هل سبق وان قرأت بيت شعر لاحمد مطر يقول فيه(( وكل حقه به ان بعير جده مر به قبل غيره!!!!!!!))
إذا فرضنا جدلاً أن هذا تصنيف ... السؤال هل هم صنَّفوا أنفسهم ... أم زمانهم وتباين أحلامهم ... وراء هذا التصنيف .
FAWAZ_S : أشكر لك مشاركتك وحضورك العطر
الباحث: اشكر لك مشاركتك ياعزيزي وبخصوص الفئة التي ذكرت فإن طريقة حصولهم على تلك الأراضي لا يمنع من انغماسهم في المدرسة الثانية نظراً لكون الهدف هو تحقيق المنفعه الربحية منها. ولله در الشاعر الكبير أحمد مطر :)
نجم الثريا: في اعتقادي التوجهات والأراء المختلفة والثقافات المتنوعة تفرض على اتباعها مثل هذه التصنيفات لتمايز الفرق واستقلالها عن بعضها.
قبل 2005 كنت كل عام تقريبا اسمع عن قريب او صديق او جار امتلك مسكن اوامتلك ارض ليبنى عليها مسكن هذه الايام اكاد اسمع شهريا وفى بغض الاحيات اكثر من مرة شهريا عن تملك احد الاقارب او الاصدقاء او الجيران لمسكن او ارض وطبعا البركة فى قروض البنوك وهكذا تنامى الطلب مما ادى الى مانحن فيه من ارتفاع لاسعار العقار طبعا بجانب الاسباب التى ذكرتها فى مداخلتى السابقة