خلال اليومين الماضيين تبادلت شركة اسمنت ينبع وأرامكو السعودية البيانات الصحفية التي تحمل الطرف الأخر مسؤولية الخطأ بشأن توفير الوقود اللازم لخط الإنتاج الجديد لأسمنت ينبع، والغريب أن الطرف الأساسي والمعني بالموضوع لم يتم طرح أسمة مع العلم أن جميع الشركات تخضع لسلطته وهو المخول بالتنسيق بين جميع الأطراف في هذا الشأن ... إنها وزارة البترول والثروة المعدنية!!
من خلال البحث في موضوع شركات الاسمنت وجد أن ثلاث شركات اشتكت سابقا من نقص الوقود وهي اسمنت ينبع واسمنت الجنوبية واسمنت نجران،، ويبدو أن اسمنت اليمامة ستلحق بالركب في حال أرادت التوسع بدلا من الإحلال.
جميع الشركات الثلاث المذكورة أعلاه لديها توسعات ستدخل قريبا، وكان الهدف من هذه التوسعات هو إيجاد خطوط إنتاج ذات طاقة أعلى وتكلفة أقل وبعض هذه الشركات لمح إلى أن الخطوط الجديدة للإنتاج ستحل محل الخطوط القديمة ذات التكلفة التشغيلية الأعلى.
ولقد عاش المواطن مسلسل الدراما "سنوات الضياع لشركات الاسمنت السعودية" منتصف عام 2008 وخلال عام 2009 بسبب قرار الدولة وقف تصدير الاسمنت خارجيا إلا بشروط محددة، خلال تلك الفترة اشتكت جميع شركات الاسمنت دون استثناء من هذا القرار وأنه سيسبب لهم خسائر كبيرة وضرر على الاقتصاد .... الخ في مقابل ذلك كانت الشركات تتوسع من خلال التعاقد على إنشاء خطوط جديدة وبعضهم برر ذلك بأنه إحلال لخطوط قديمة إما تلميحا أو تصريحا.
خلال العامين الماضي والجاري شهد الطلب المحلي على الاسمنت نموا كبيرا ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض مخزونات الكلنكر وارتفاع كمية المبيعات والتي تجاوزت في تسعة أشهر من 2011 أكثر من 36 مليون طن من الاسمنت ... هذا الارتفاع الكبير في الطلب شجع شركات الاسمنت بأن تبقي على خطوط إنتاجها القديمة وإن كانت مرتفعة التكاليف تعمل لأن المتوقع أن تحقق عوائد إضافية مع زيادة الطلب، إلا أنها تواجه حاليا إشكالية في توفير الوقود المدعوم من الحكومة.
في حال انخفض الطلب كما حدث في أعوام 2008 و 2009 فالمتوقع أن تقوم الشركات بإيقاف خطوط إنتاجها القديمة، كما فعلت شركة اسمنت السعودية عام 2009 عندما دشنت خطين إنتاج بطاقة 20 ألف طن يوميا ليحلا محل خطوط الإنتاج القديمة بالهفوف وعين دار.
البعض يقول أن شركات الاسمنت عمدت إلى إنشاء خطوط جديدة وفق المثل (لقحت ولا ما ضرها الجمل)، فإن استمر الطلب ضعيفا فإن خطوط الإنتاج الجديدة ستقلل التكاليف وإن شهد الطلب نمو أصبحت هذه الخطوط زيادة في الإنتاج!!
أخى لا لقاح ينفع ولاشكوى تفيد
يبدو ان لسان حال ادارات بعض شركات الاسمنت ( ان ما اضافت هذه التوسعات لنا شيء فلن تضرنا, لاننا سنقوم بعملية استبدال خطوط الانتاج القديمه بخطوط انتاج جديده واقتصاديه,, والامر متروك لقوة الطلب على الاسمنت)),, وهي مشابهه بقرار بعض شركات النقل البري,, التي تشتري ناقلات جديده, مع ابقاء بعض الناقلات القديمه, فان كان سوق النقل جيد وحجم الطلب قوي,اضافوا الجدده مع القديمه في الخدمه..,, والا ركنوا الناقلات القديمه واستعملوا الجديده
تصحيح,,, اضافوا الناقلات الجديده مع الناقلات القديمه في الخدمه..,,
نواجه نقص الوقود في شركات الأسمنت كما تواجه شركات البتروكاميكل نقص في اللقيم وغدا سوف يكون فيه نقص في الكهرباء في بعض المصانع كما يلوح في الأفق والله أعلم.
إن لقحت ... والاَّ ما ضر الجمل