لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!

02/11/2011 26
محمد العمران

قبل انهيار سوق الأسهم السعودية عام 2006، كانت الشائعات والمضاربات اللاعقلانية تسيطر سيطرة شبه تامة على تداولات السوق، أجبرت الكثير من المتداولين على الانجراف خلف شركات المضاربة المعروفة باسم ''شركات الخشاش'' بحثاً عن الكسب السريع والأرباح الخيالية في وقت كانوا يرفضون الانصياع لنداءات العقل والمنطق مني ومن الكثير من الإخوة المحللين، بل كان البعض منهم يتخذنا سخرياً عندما كنا نحذر من خطورة الوضع عليهم وعلى السوق إجمالاً!!

وبعد انهيار سوق الأسهم عام 2006، شاهدنا جميعاً بكاء ونحيب هؤلاء المتداولين على خسائرهم في المجالس الاجتماعية وفي جميع وسائل الإعلام تقريبا (شاشات التلفزة والصحف والإذاعة والإنترنت)، وشاهدنا بعضهم يحمل مسؤولية ما حدث على هيئة السوق المالية وبعضهم الآخر يحمل المسؤولية على المحللين وبعضهم الآخر يحمل المسؤولية على قلة الوعي وضعف الثقافة الاستثمارية وغيره من الأعذار، حتى تعاطف الجميع معهم (ونسأل الله العلي القدير ألا يخسر مسلم) على اعتبار أن ما حدث من المفترض أن يكون درساً ويجب ألا يتكرر.

لكن عندما نشاهد ما يحدث الآن في سوق الأسهم السعودية خلال هذا العام 2011 من انجراف عشوائي خلف الشائعات ومضاربات لا عقلانية ومركزة في شركات التأمين وشركات ''الخشاش'' القديمة، سندرك حينها أن البعض منا ''لا يتعلم من أخطائه السابقة'' أو لنكن أكثر صراحة ووضوحاً ''لا يريد أن يتعلم من أخطائه السابقة'' في حين أن هؤلاء في حقيقة الأمر هم من كان قبل فترة قصيرة يبكي وينوح على خسائره ويلوم غيره على فشله، بينما هم الآن في قمة السعادة ويعتقدون أنهم هم الأذكياء فقط، وهذه مع الأسف طبيعة بعض البشر عندما يجيرون النجاح لأنفسهم ويحملون فشلهم على الآخرين.

كنت أعتقد أننا جميعاً سنستفيد وسنلتزم بالحديث الشريف ''لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين''، إلا أن الواقع الذي أراه في سوق الأسهم يدل على غير ذلك، حيث إن بعض المؤمنين يلدغون مرتين وثلاث وأربع وأكثر من الجحر نفسه ولا يتعلمون، بل يصرون على ارتكاب الخطأ نفسه مرات عديدة، والسبب هو الطمع والجشع لتحقيق المكاسب السريعة وبأي طريقة كانت على أساس أنهم سيطلقون بكاءهم ونحيبهم (وربما نداءات استغاثة) في الأوقات الصعبة، وحينها لا أعتقد بعد اليوم أنهم سيجدون من يسمع لهم أو حتى من سيصدقهم!!