ـ المواطن فعلا يعاني من مشكلة السكن بشكل يصل إلى درجة أن ما بين 30 % إلي 50 % من مرتبه يذهب للإيجار ونظريا فبدل السكن سوف يوفر للموظف الحكومي مبلغ الإيجار، بحيث يتوفر له باقي مرتبه كاملا ليعيش منه، وكما قلت فإنه نظريا يقدم حلا رائعا لتخفيف الضغط على المواطن، فحسب الإحصاءات أن النسبة الأكبر من المواطنين يعيشون تحت رحمة الإيجارات، ولكن هذا الحل عمليا ضرره أكبر كثيرا من نفعه ونتيجته الحتمية هي مزيد من التضخم والعبء على المواطنين وعلى الاقتصاد، فالمواطن اكتسب في الآونة الأخيرة القناعة التامة بأن الزيادات الحكومية في المرتبات تتبعها فورا وقبل تطبيقها حتى! ارتفاع في الأسعار والتكاليف للحاجات الأساسية، ويتضح هذا بشكل أكبر في الدول الخليجية التي أقرت زيادات ضخمة في المرتبات نتج منه تضخم عام وملحوظ بشكل كبير، وحيث إنه ليس كل المواطنين في القطاع الحكومي، ولدينا نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل، فإن الارتفاع في أسعار المساكن سوف يظلم معه الكثير من غير المستفيدين من هذا القرار.
ـ إن المستفيد من هذا القرار هم أصحاب الرواتب العالية وهم النسبة الأقل من الموظفين وأغلبهم يمتلك سكنه الخاص، وليس بحاجة إلي بدل السكن أساسا، إضافة إلى أن مرتبه يتيح له الحصول على قرض عقاري، أما أصحاب المرتبات المتوسطة والدنيا فهم المتضررون من القرار فحصتهم من بدل السكن سوف يلتهمها التضخم في الأسعار، ورواتبهم لا تحقق متطلبات البنوك في الإقراض.
ـ مبلغ 75 مليار ريال سنويا يمكنه تقديم حلول جذرية لمشكلة الإسكان، بدلا من أن يضيع في جيوب المؤجرين، وحتى يتضح لنا حجم هذا المبلغ ومدى تأثيره في مشكلة الإسكان نقدم هذه الحقائق:
• هذا المبلغ ينقص قليلا عن رأس مال صندوق التنمية العقاري حتى عام 2010 بعد أكثر من 35 عاما من الدعم المتواصل حيث إنه في بداياته بدأ بـ 250 مليون ريال وحاليا يبلغ 95 مليار ريال، وبالرغم من أن أغلب الزيادات في رأس مال الصندوق كان في الأعوام الأخيرة إلا أنه ساهم في بناء أكثر من 751 ألف وحدة سكنية عبر الإقراض وأكثر من 20 ألف وحدة سكنية عبر التسليم المباشر، النصيب الأكبر منها في الأعوام الأخيرة والتي كان لها دور كبير في حل مشكلة الإسكان، حيث بلغ إجمالي القروض التي قدمها الصندوق طوال 35 عاما نحو 141 مليار ريال وهو ما يمثل ضعف ما يطالب به من بدل سكن لسنة واحدة، حيث بلغ مجموع ما قدمه الصندوق من قروض في عام 2009 ما يوازي ما قدمه من عام 2000 إلي عام 2004، حيث تشير التقارير إلى أن صندوق التنمية العقاري ساهم في 81 % من القروض السكنية في المملكة.
• كما أن مبلغ 75 مليار ريال يمثل تقريبا ضعف الدعم الأخير للصندوق العقاري، ولو وجه هذا المبلغ للصندوق لساهم في بناء 150 ألف وحدة سكنية، هذه الوحدات تمثل حسب الدراسات 60 % من عدد الوحدات المطلوب بناؤها سنويا والمقدرة بـ250 ألف وحدة سنويا ليتوازن العرض مع الطلب وهذا أكبر عامل بلا منازع سوف يساهم في عدم ارتفاع العقار.
• إن الخطة الخمسية التاسعة للمملكة تهدف لأن يمول الصندوق العقاري بناء 109 آلاف وحدة فقط وأن تقوم الهيئة العامة للإسكان ببناء 66 ألف وحدة، وأن تبني بعض الجهات الحكومية 50 ألف وحدة لمنسوبيها، بمجموع 225 ألف وحدة يساهم القطاع العام في بنائها على مدى خمسة أعوام، بينما لو قدم هذا المبلغ للصندوق العقاري لساهم على مدى خمسة أعوام قادمة في بناء 750 ألف وحدة إضافية.
• إن مبلغ 75 مليار ريال لمدة ثلاثة أعوام يوازي المبلغ الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين هذا العام لبناء 500 ألف وحدة سكنية، سوف تساهم فعليا في حل مشكلة الإسكان.
• إن مبلغ 75 مليار ريال لمدة ثلاثة أعوام سوف يلبي جميع قوائم الانتظار في الصندوق العقاري حتى عام 2010.
• إن مبلغ 75 مليار ريال يشكل أكثر من 12 % من موازنة المملكة.
ـ هذه الأرقام والمقارنات توضح أن هذا المبلغ يمكنه أن يساهم في تقديم حلول عملية ونهائية وواقعية لحل مشكلة الإسكان، وهذه الحلول سوف توازن الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب في سوق الوحدات العقارية بشكل يحد من ارتفاع أسعار العقارات، إذا لم يساهم في خفضها للحدود المنطقية، كما أن ضخ هذه المبالغ في سوق البناء سوف يدعم الاقتصاد بشكل كبير، بعكس ذهاب هذه المبالغ إلي خارج دائرة الاقتصاد في حسابات المؤجرين.
ـ هناك العديد من الحلول التي بالتأكيد بدل السكن ليس واحدا منها، فتنظيم الرهن العقاري، ودعم صندوق التنمية العقاري، وتحفيز البنوك على الإقراض العقاري السكني والتوسع فيه بشكل يتيح الاقتراض الميسر للمواطن .
شكرا جزيلا استاذ فيصل على هذا المقال المهم والحساس .... اتفق معك ان صرف هذا المبلغ كبدل سكن سيزيد من الضغوط التضخمية في البلد وبالتالي سنعود للمربع الأول ،،، لكن هل المشكله هي قلة الاراضي؟؟ ممكن الدوله تصرف الـ 75 مليار لبناء المساكن لكن وين الاراضي!!! إذا الـ 500 ألف وحدة سكنيه لسى ما وفروا جميع الاراضي الخاصه بها فكيف راح يوفرون الاراضي للموظفين؟!! المشكله في احتكار الارض وايضا عدم التوجه لانشاء مدن اخرى وتقليل الضغط على المدن الرئيسية
قال الله تعالى : (( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ، إذا لأمسكتم خشية الإنفــاق ، وكان الإنسان قتـورا )) ... الخير كثير... والحمد لله رب العالمين ،، وتلبي السكن و كل الإحتياجات الأخرى التي ذكرت !!!؟؟؟ فقبل أيام أعطت قطر زيادة بين 60-120%
اتفق مع الكاتب تماما ال 75 مليار لو ضخت في الصندوق العقاري افضل بكثير من توزيعها على الموظفين
لا شك أن الحل الافضل هو تعزيز رأس مال بنك التنمية العقارية لكن هذا أيضاً سيكون له أثار جانبية كبيرة ليس أقلها أرتفاع تكلفة البناء وتفاقم اسعار العقار ونقص العمالة. على الحكومة أولاً أن تخفض من مشاريعها العملاقة مؤقتاً (3-6 سنوات) ليتفرغ المقاولين الكبار لتعمير مساكن المواطنين عبر مجمعات سكنية وفي نفس الوقت سحب السيولة الجديدة من خلال بيع 19% من أسهم صندوق الاستثمارات العامة في سابك بالتدريج لتنخفض عند 51% بدل 70%
بالنسبة للصندوق العقاري نتمنى منهم بعد إعطاء رقم المعاملة وضع تاريخ استلام المبلغ كذلك
نعم التفكير في بدل لـ " بدل السكن " أفضل من دعم توصيات بدل السكن التي ينتظرها التضخم والمؤجرون بفارغ الصبر !! أخي فيصل فكر راقي وتقكير واعي أعجبني كثيرا تحليلك وهنيئـًا لبلد ٍ أنت من أفرادها دمت موفقا
اخوي الحربي عدد موظفين الدوله بحدود مليون موظف على أكثر تقدير لو افترضنا ان المبلغ الذي ذكرته صحيح وهو الـ 75 مليار سنويا نحصل على التالي : كل موظف من المليون موظف يحصل على 75 الف ريال بدل سكن إذا الأرقام التي ذكرتها غير صحيحه الرقم الصحيح هو ما ذكره بعض الأقتصاديين قبل يومين وهو بحدود 17 مليار ريال والله اعلم ..
اخي فيصل الارقام عندك خاطئه وكلام الاخ اقتصاد اليوم هو الصحيح:وهو 17 مليار انظر الى جريدة الشرق الاوسط العدد رقم 11799 يوم 14 ربيع الثاني 1432
ههههههههههههههه يا كثر هرجكم ومرجكم بهالمواضيع خلاص ملينا الموضوع بكل بساطه : يا حرامي رجع الارض اللي سرقتها . وتنهي مشكلة الاسكان !! صجيتونا بأفكاركم كل يوم طالع لي واحد . دولة قطر والامارات محظوظين ما عندهم ناس بتفكيركم الزياده في الرواتب تسبب تضخم !! واسعارهم مثل اسعارنا !! بفارق بسيط جدا .يعني دولتين بوزرائها ومستشاريها ما يفهمون؟؟؟ انتم الي تفهمون بس يالسعوديين؟؟؟ كل شي تفهمون فيه؟؟ دين سياسه اقتصاد وش خليتو؟؟
لو ضخت هذه الاموال الهائله فى الصندوق العقارى فلن يستفيد المواطن , لان المشكله تكمن فى ندرة الاراضى لو ضخت الاموال فسوف تشتعل الاراضى أكثر مما هى عليه الان ولن يجد المواطن أرض ولا ب2000 ريال المتر على الاقل , اقتصاد البلد يشكو من عدم موازنه , فأسعار الاراضى نار وأسعار الاسهم فى نفس الدوله منهاره ..!!! ومكررات الاسهم الذهبيه البتروكيمائيه 6, 7 , 8 مره وهنا الخلل , فأصبحت الاموال تتدفق باستمارا على العقار مما جعله يتضخم جدا , ولو طرد التويجرى من هيئة السوق وعادت لسوقنا روحه وحياته كان بدأ المواطنون ببيع عقاراتهم والاستثمار فى سوق الخير والبركه الاسهم وبالتالى نستفيد أن العقار انخفض والمواطن حصل على ثروه تساعده على البناء أو على الاقل الاجار.
حقيقه انو المفروض الدوله تمشي بشكل متوازي في اتجاه السكن وبدل السكن اول شي الي حصل على قرض لا يحصل على بدل سكن ثاني شي تقوم بتوفير سكن لمن يصرف لهم بدل سكن على مراحل ثالث شي من حق اي موظف حكومي او قطاع خاص الحصول على بدل السكن في حال لم يحصل على سكن مدوم من الدوله ولا ليش الدوله تدفع للاجانب العاملين في القطاع الحكومي والشركات بدل سكن والشركات اقصد بها الشركات الحكومية كما ان هناك مبالغه في الرقم من قبل الكاتب اتمنى مراجعتها فموظفي الدوله في حدود مليون موظف اذا تم صرف بدل سكن لهم بواقع ثلاث رواتب اساسيه بما لا يقل عن 15000 ريال ولا يزيد عنن 45000 ريال فسيكون المبلغ اقل ايضن من ما ذكر الاخوان وهو 17 مليار ترى الشركات مثل ارامكو وسابك والكهرباء وغيرها فيها حدود عليا لبدل السكن وحدود دنيا في حدود تتراوح من 15000 الى 100000 حتى ولو كان ثلاثه اضعاف راتبك اقل او اكثر من هذا المبلغ
بارك الله فيك كلام من ذهب
رائع جدا ما ذكرت يا أخي .. ويشهد الله أني عقبت على موضوع اخر بنفس تفكيرك تماما دون أن أقرأ مقالك . ولي الفخر أن يكون تفكيري على خطا تفكيرك بتوارد الأفكار ، ، (٥٠) مليار أو ٧٥ أوحتى ١٧ كما يفضل الأخوة الأكارم أعلاه تعتبر مسيرة على الطريق السليم . أما مشكلة ندرة الأراضي أو بالأصح صعوبة توفيرها فلا تعني بأي حال أن نتنازل عن فكرة توفير مبلغ البناء وهما موضوعان يدرسان في ملفين مختلفين وبالحلول الأنسب لكل من المشكلتين . ليس من المعقول عدم دعم الصندوق لأن الأراضي غالية !!! ولكن يدعم الصندوق من جهة ويبحث عن حلول للاراضي بدراسات ومقترحات ملائمة من جهة موازية شكرا لهذا المقال الذي ينير أفكار أعضاء مجلس الشورى إن كانوا فعلا مريدي الاستنارة!!