في الآونة الأخيرة زادت التقارير السلبية عن وضع الاقتصاد العالمي ورأينا كيف اكتست الأسواق العالمية باللون الأحمر نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري، ومن خلال متابعاتي لبعض الأخبار الاقتصادية خرجت بمجموعة من المخاوف الاقتصادية التي بالتأكيد سيكون لها تأثير على قراراتي الاستثمارية في سوق الأسهم، وأتمنى من الأخوة القراء أن يطرحوا آرائهم لكي تعم الفائدة للجميع.
السبب الأول: ظهور مؤشرات كثيرة على احتمالية إفلاس اليونان منها عدم السيطرة على العجز وانكماش الاقتصاد اليوناني بمعدلات تزيد عن المتوقع والتوقعات بزيادة الديون لتصل إلى 150 % من الناتج الإجمالي ما يستدعي المزيد من أموال الإنقاذ وارتفاع تكلفة الديون إلى مستويات غير اقتصادية، وصعوبة بيع أصول الدولة (التخصيص) بدون سياسة حرق الأسعار. ولا ننسى احتمالية اهتياج شعبي عارم مع زيادة سياسة شد الحزام.
أيضا قيام ألمانيا وفرنسا بدراسة التداعيات المحتملة لإفلاس اليونان يعني لي الكثير في هذا الجانب.
السبب الثاني: زيادة نسبة احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة ركود مزدوج خصوصا مع عدم استفادة الاقتصاد الأمريكي بشكل المؤمل من الترليونات التي تم إنفاقها لأجل تحفيزه سابقا وحاليا لم تبقى لدى الفيدرالي الكثير من الأدوات الناجعة.
ويجب التنبه لموضوع البطالة المرتفعة والتي لا تزال عند مستويات تزيد عن 9 % ولا شك أن لهذا الموضع تأثير غير محدود على الاقتصاد الأمريكي، وقد قرأت لعالم أمريكي لا يحضرني اسمه عن توقعه لقيام ثورة جياع في أمريكا بسبب ارتفاع البطالة والله أعلم.
السبب الثالث: احتمالية إفلاس عدد من البنوك الكبيرة الأوروبية أو على الأقل انخفاض ملاءتها المالية واحتياجهم لضخ أموال كبيرة في رؤوس أموالهم وبالتالي تعقيد المشهد الاقتصادي وزيادة أعداد البطالة، ومنبع هذا الخوف يعود إلى التعرض الكبير للديون السيادية لبعض الدول وخصوصا اليونان وأيضا ما قيل عن قيام الحكومة الأمريكية بمقاضاة عدد من البنوك بسبب أزمة الرهن العقاري وما قد ينتج عن ذلك من تكاليف ستزيد من سوء الموقف.
السبب الرابع: ارتفاع معدلات التضخم في الصين الأمر الذي قد يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي مع توجه الصين لكبح جماح التضخم والذي قد يكون له أثار مدمرة على الدولة في حال وصل إلى مستويات لا يتمكن معها الشعب الصيني من الاحتمال.
هناك أيضا سبب أخر لكنه مرتبط بالسبب الرابع، فاستمرار المعدلات المرتفعة للتضخم في الصين ومع ارتفاع سعر صرف اليوان فإن ذلك قد يحدث خلاف بين أعضاء البنك المركزي الأوروبي نظرا لأن الواردات الأوروبية من الصين ستكون مرتفعه وبالتالي حدوث تضخم لدى بعض الدول ذات الاقتصاد المنتعش مثل ألمانيا وبالتالي سيحدث انقسام بين من يريد إقرار سياسة محفزة تساعد على تحسين الوضع الاقتصادي وأخر يريد وضع ضوابط لمحاصرة التضخم.
أخيرا ... أتمنى منك أخي القارئ أن تضع رأيك من أجل الخروج بنتائج تفيد الجميع في صنع القرار الاستثماري.