أهمية التحليل النفسي للمتداولين في سوق الأسهم

13/08/2011 17
جواهر

يعرف المتداول أو المستثمر في سوق الأسهم أهمية التحليل الأساسي ( المالي ) والتحليل الفني كأدوات لتحقيق أهدافهم الاستثمارية وتحقيق الربح أو تجنب الخسارة في أسواق المال و يبنون تعاملاتهم على أساس هذين المؤشرين

فالتحليل الأساسي/ هو دراسة وتجميع البيانات المؤثرة في المنشأة أو الشركة .. كنسبة نمو الشركة وتوسعاتها ومكرر أرباحها وسعرها العادل والتوزيعات النقدية …. وغيرها من المؤثرات

والتحليل الفني / هو دراسة تحرك سعر السهم في فترة معينة باستخدام الرسوم البيانية من خلال مؤشرات وأدوات فنية كالمتوسطات المتحركة ونسبة التذبذب وأحجام التداول وتدفق السيولة وغيره …

ولكن.. هل يعرف المتعامل في السوق ما هو التحليل النفسي ومدى أهميته في تحقيق الأهداف الاستثمارية للمتعاملين فيه ! فما هو التحليل النفسي ؟

التحليل النفسي للمتعاملين بالسوق / هو دراسة سلوك المتداول وحالته النفسية وردود أفعاله وطريقة تعامله مع السوق في فترة معينة كفترة انتعاش الأسواق أو انخفاضها أو في فترات الأزمات أو الحروب التي تعصف بالسوق وتترك المتعامل في حيرة أو ذهول ..وبالرغم من أن معرفة التحليل النفسي ذات أهمية للمتداول إلا إن العارفين به قلة وهو مؤشر مهم لكنه لم يأخذ حقه في التقدير .. والسبب أن هذا التحليل النفسي يعتمد على الحدس وقوة الملاحظة وربط الأحداث ببعضها ثم تحليلها واستخلاص النتائج منها ..وكما أن للتحليل الأساسي والفني مؤشرات فكذلك للتحليل النفسي مؤشرات ومن أهم تلك المؤشرات

1- الإحجام / وهو إحجام المتداولين عن البيع أو الشراء بسبب الخوف أو الطمع أو عدم وضوح الرؤية …والإحجام مؤثر كبير وسبب من الأسباب الرئيسة لانخفاض الأسواق فعندما يشعر المتداولون بالفزع والخوف يقومون ببيع أسهمهم على الفور بيع جماعي يتسبب في انخفاض السوق أو حتى انهياره وقد يستغرق السوق فترة قد تطول أو تقصر على حسب حدة النزول لعودة النشاط والدخول من جديد للسوق .

ومن أمثلة الإحجام في السوق السعودي ..

إحجام المتداولين عن التعامل مع السوق بل وخروج الكثير منهم إثر انهيار سوق الأسهم عام 2006 م ..لقد تسبب هذا الانهيار في انعدام الثقة بالسوق وقلة نشاطه والإحجام عن الشراء ومازلنا نشاهد آثاره حتى يومنا هذا ..ومن الأمثلة أيضاً .. إحجام المتداولين عن شراء سهم سابك بالرغم من وصولها لقيمتها الدفترية بسعر 34 ريال تقريبا منذ سنة ونصف تقريباً بسبب الخوف من وصول سابك إلى أسعار متدنية وانهيار السوق تبعاً لذلك ولم يدرك المتداولون أن الفرصة قد فاتتهم إلا عندما تخطت سابك الـ 70 ريال أي 100% .. القليل انتهزوا تلك الفرصة التاريخية والكثير ندم على أنه لم يشتر بذلك الثمن البخس .. سابك بـ 34 ريال!! كيف تركها الناس ؟ الجواب بسيط إن الإحجام مؤشر للخوف وأحد المؤشرات النفسية لمنتهزي الفرص ومن يملك الحدس والشجاعة للشراء وقت الخوف والأزمات ..إن أوقات الأزمات والخوف من السوق وعندما تصل نفسية المتعاملين إلى الحضيض تعتبر من الفرص السانحة للشراء والتي قلما يستفيد منها المتعاملون. وكثير من المستفيدين منها أصبحوا من أثرياء العالم الذي يشار إليهم بالبنان كأمثال وارن بفت وغيره من رجال المال ..

2- وسائل الإعلام / وهي أحد المؤشرات النفسية التي تؤثر على المتداول سلباً أو إيجاباً ويمكن للمتداول ذو الحدس القوي أن يستخدمه كمؤشر عكسي لما يحدث في السوق .. ومن الأمثلة على ذلك " عندما وصل السوق السعودي لـ 21000 نقطة خرج الكثير في وسائل الإعلام يصرحون بأن السوق سوف يصل لـ 30000 نقطة في فترة وجيزة بينما المحذرون من خطورة السوق كانوا قلة لم يسمع لهم " بعد أن صم المتداولون آذانهم عن سماع تلك التحذيرات وأعمت نشوة الأرباح الكثير عن تصديق تلك التحذيرات .. لهذا كان الخارجون والناجون من محرقة السوق قلة قليلة ..

3- استرداد أو تصفية صناديق الاستثمار/ وهو أحد المؤشرات النفسية والتي تعني بيع المستثمرين لوحداتهم واستردادها وتسييلها ..كذلك التغيرات في نسبة تملك الأفراد هي أيضاً مقياس ومؤشر على الحالة النفسية للمتداول..

الخلاصة :- إن معرفة الحالة النفسية للمتعاملين بالسوق مؤشر يستدل به المتعامل الحاذق في البيع أو الشراء ومعرفة توجهات السوق وتحقيق الربح أو تجنب الخسارة واستغلال الفرص وقت الأزمات والخوف والهروب من السوق ..