في تقرير صدر بنهاية يونيو المنصرم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" عن أعداد الجياع في العالم وتزايدهم، أصبح لدى المنظمة قناعة بأن أعداد الجياع ستزداد بشكل كبير وغير مسبوق في هذه السنة جراء الأزمة المالية العالمية، بحيث سينضم 100 مليون شخص (+ 11 %) إلى قائمة تزيد عن 900 مليون شخص ليتفوق العدد الإجمالي للجياع في العالم عن المليار شخص !!...
وفيما يلي مقتطفات من التقرير:
- أوضحت المنظمة "الفاو" أن تفاقُم الجوع على نحو لم يسبق له مثيل لا يأتي نتيجةً لبُوار المحاصيل أو فشل المواسم الزراعية بل يترتّب على أزمةٍ اقتصادية عالمية استتبعت انخفاض مستويات الدخل وتَلاشي فُرص العَمالة. وقد أفضت هذه التطورّات، طبقاً للمنظمة إلى تَناقُص فرص الفقراء في ضمان الغذاء.
- قال المدير العام للمنظمة جاك ضيوف، أن "هذا المزيج الخطِر من التباطؤ الاقتصادي العالمي، مقروناً بالارتفاع المتعنت في أسعار المواد الغذائية لدى العديد من البُلدان قد دَفع بنحو 100 مليون نسمة إضافيّة، مقارنةً بأرقام العام الماضي للوقوع في براثن الفقر والجوع المُزمنين". وأوضح أن "أزمة الجوع الصامتة تلك- التي تشمل اليوم سُدس البشرية جمعاء- إنما تَطرح خطراً جديّاً على السلام والأمن في العالم.
- يَكاد جل عدد السكان الذين يُعانون نقص الغذاء يقتصر على البُلدان النامية. ففي آسيا ومنطقة المحيط الهادي، ثمة ما يُقدَّر بنحو 642 مليون شخص يعانون الجوع المُزمن؛ وفي منطقة إفريقيا يعيش 265 مليوناً من الجياع؛ وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي هناك 53 مليوناً من الجوعى؛ وفي الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ثمة 42 مليوناً من هؤلاء، بينما يُقدَّر عدد الجياع لدى البلدان الصناعية في مجموعهم بنحو 15 مليون نسمة.
- أسعار السلع الغذائية الدولية ظلّت رغم انخفاضها أعلى من مستوياتها لعام 2006 بنسبة 24%، ولم تزل تفوق ما كانت عليه عام 2005 بنسبة 33%.
- خلافاً للأزمات السابقة، لا تملك البُلدان اليوم مجالا كبيرا للمناورة على النقيض مما كانت عليه في الماضي، لمُواجهة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لأن آثار الاضطراب الاقتصادي تنعكس فعلياً على أجزاءٍ واسعة من العالم في نفس الوقت تقريباً. وعليه فإن تطبيق إجراءات الإصلاح الاقتصادي وآلياته كخفض أسعار العُملات المحلية، والاستدانة من أسواق رأس المال الدولية طَلَباً للتكيُّف في مُواجهة الصَدمات الاقتصادية الكليّة... إنما يَطرح في ظل استمرار أزمة الاقتصاد الشاملة إمكانياتٍ أقل فعّاليةً اليوم كحلولٍ مُجدية.إن تقرير الفاو المذكور ملخصه أعلاه يوضح للجميع جدية مشكلة الجوع والفقر، وشموليتها لتطال مختلف البلدان، وأن مقولة: (لا أحد يموت جوعا) الشائعة في بعض الأوساط مقولة خاطئة 100%، مما يدعو لتكاتف الجهود (الفعلية وليس نداءات مجردة) نحو العمل على حلها والتخفيف من معاناة الجائعين، وحيث أن الجوع هو أقسى درجات الفقر فقد جعل الله تعالى الفقراء أول مصارف الزكاة ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين ..)) الآية. وما أجمل قوله عليه الصلاة والسلام: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم" الحديث .
اعتقد بعد نهاية إعلان النتائج سيصبح عدد فقراء العالم مليارين أو أكثر!!!!!! الله يعين.