ذهبت لأمريكا محملة بالمليارات... وعادت لنا بخفي حنين؟!

31/07/2009 12
خالد صالح

ما حدث لاعمار الاماراتيه في استثمارها بأمريكا يذكرني بالمثل العربي الطريف " عاد بخفي حنين "، والذي تعود أحداثه إلى اسكافي شهير بالكوفة اسمه " حنين " ساومه أعرابي على خفين فاختلفا، فاغتاظ " حنين " الاسكافي و سبق الأعرابي على الطريق و ألقى احد الخفين في الطريق و مشى مسافة، ثم ألقى الخف الأخر، واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي .

فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض فامسكه وقال لنفسه " ما أشبه هذا الخف بخف حنين الذي كنت انوي شرائه ولو كان معه الخف الأخر لأخذتهما " ثم سار ومضى في طريقة فعثر على الخف الأخر فندم لأنه لم يأخذ الخف الأول، و نزل من ناقته ليأتي بالخف الأول.. فتسلل حنين إلى الناقة وأخذها بما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، ورجع إلى قومه فسألوه " ما الذي جئت به من سفرك ؟ " قال " جئتكم بخفي حنين !! "

أما أعمار فخسارتها اكبر و اشد مرارة من الأعرابي، فقد رجع الأعرابي لقومه " بخفي حنين " الشهيرة، أما اعمار فذهبت لأميركا محملة بالمليارات وعادت لنا صفر اليدين!!

تعود بداية القصة إلى منتصف العام 2006 حين دخلت اعمار إلى السوق الأمريكي عبر الاستحواذ على شركة " جون لانج هومز " وهي شركة لبناء المباني السكنية في كاليفورنيا، مقابل 4 مليارات درهم، وقد قيمت صافي اصول الشركة بحوالي 1.5 مليار درهم فيما تم تسجيل الفرق في دفاتر " اعمار " كشهرة بقيمة 2.5 مليار درهم.

و مع بداية ازمة الرهون العقارية تأثرت أنشطة الشركة الأمريكية كثيرا وخصوصا خلال العام 2008 و الذي شهد أول الخسائر لاعمار بعد شطب كامل قيمة الشهرة لشركتها الأمريكية، حيث قامت الشركة بتخفيض قيمة الشهرة في الربع الثالث من العام الماضي بقيمة 750 مليون درهم تلتها 1750 مليون درهم خلال الربع الرابع من نفس العام، هذا بخلاف خسائر أخرى من تخفيض مخزون العقار للشركة ذاتها.

و لم يدر بخلد الكثير احتمال شطب ما تبقى من الشركة التابعة في دفاتر " اعمار " بالكامل، وهو ما حمله إعلان الشركة لنا اليوم وكان له وقع الصدمة على المساهمين والمتابعين على حد سواء، حيث أعلنت الشركة عن خسائر بلغت 1.3 مليار درهم للربع الثاني من هذا العام متضمنة تخفيض لما تبقى من قيمة الشركة التابعة في دفاتر الشركة و البالغ 1727 مليون درهم.

و بحسب إعلان اعمار اليوم فقد اضطرت شركتها التابعة " جون لانج هومز " مع استمرار التباطؤ في السوق العقاري بالولايات المتحدة الأمريكية إلى اللجوء للفصل السابع من قانون الإفلاس، والذي يختلف عن إعلان الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر والذي يسمح بإعادة الهيكلة، حيث يعني الفصل السابع تصفية الشركة وبيع أصولها وخروجها من النشاط، وقد يكون هذا ما دعا اعمار إلى التحوط بكامل قيمة الشركة التابعة.

و بالخصومات الأخيرة أقفلت شركة اعمار و إلى الأبد كابوس الشركة الأمريكية المزعج وبقي أمامها مواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها النشاط العقاري خصوصا في سوقها الرئيس " الإمارات ".

وما حدث لاعمار يقودنا للتساؤل عن احوال الشركات الاخرى و التي دخلت في توسعات غامضة جلبت معها كوابيس مزعجه لازالت تؤرق ادراتها و مساهميها... فلا احد يعلم قد تعود لنا سابك ايضا " بخفي حنين " ؟؟!