عميل التمويل الأًصغر يرغب في أن يعيش

19/06/2011 2
حسن ابراهيم

يكاد قلبي أن ينخلع أثناء زياراتي الميدانية لبعض عميلات التمويل الأصغر فمن لا يعرف من هم تلك العميلات إليكم تلك الصورة التي أبصرتها بأم عيني ... هي سيدة عجوز طاعنة في السن يظهر علي وجهها آثار الدهر و آلام الفقر و الجوع تعيش تلك السيدة في بيت من الطوب الني اللبن و أرضية تلك البيت كأرضية الشارع هي من تراب و أساس البيت هو حصيرة ربما يوجد داخل المنزل ما تنام علية و لكني لم أراه تحدثت تلك السيدة معي و مع موظفة الإقراض التي منحتها القرض و كأنها تتحدث إلي من هم أعطوها الطعام بعد فترة طويلة من الجوع لدرجة أنني قلت لها يا أمي العزيزه هوني عليكي فإنه ليس لأحد فضل عليكي نحن نقدم لكي خدمة الإقراض و أنتي تسددي قرضك يزيد علية مصاريف القرض فنحن نبيع و أنتي تشتري و لكنها ظلت تتكلم بعرفان و شكر شديد حتي بعد إتمام أعمال زيارتي لها و بعد توديعي لها تركتها و هي تدعي لنا و ما زلت أسمع دعائها لنا بعد ما أدرت لها ظهري و إبتعدت عنها لمسافة أكبر من 20 متر .

بعد ما قمت بزيارة تلك المرأه إزداد فخري بأنني من ممارسي التمويل الأصغر في الوطن العربي و بالخصوص لأنها قامت بإستخدام قيمة القروض الموجهه إليها بإنشاء مشروع تربية دواجن في منزلها تبيع و تشتري و تربح و تأكل و تعيش من ربحها فلقد ساعدها التمويل الأصغر علي أن يكون لها دخل يساعدها علي تعيش .

قصة نجاح أخري في دولة الأردن هي عميلة مؤسسة صندوق المرأه العميلة نادية قنديل ( أم نائل ) فلقد شقت طريقها بعدة مشاريع ولم تتوقف رغم الصعوبات التي واجهتها و مع كل هذه العثرات استطاعت أم نائل أن تحسن من حياتها و حياة أسرتها بدأت أم نائل مع صندوق المرأة وكانت من أوائل من تعاملوا مع الصندوق فكانت معنا بمبلغ 200 دينار في البداية بمشروع تربية الاغنام و تطور مشروعها الى الافضل و استطاعت توسيع و تكبير المشروع وها هي الان تصل إلى 10000 دينار، و لم يتوانى الصندوق في مساعدة أم نائل في مسيرة مشروعها فقد كانت مثال رائع للسيدات المكافحات بصبرها. و انعكس مشروع أم نائل على حياتها بشكل ملحوظ، حيث استطاعت أن تساعد زوجها وأسرتها المكونة من تسع أفراد من خلال تعليم ابنائها في الجامعات وساعدت في مصاريف زواج اثنين من ابنائها، و لا ننسى تأثير مشروع أم نائل على أهالي المنطقة فقد استفاد أهالي المنطقة من منتجات أم نائل كمشتقات الالبان والاجبان التي تصنعها بنفسها من خلال تربية الاغنام و الابقار، ووفرت ايضا لأهالي المنطقة المواد التموينية من خلال محل صغير قامت بفتحه لعرض منتجاتها. تقول أم نائل: " أعول نجاحي إلى الله سبحانه و تعالى قبل كل شيء و إلى صندوق المرأة وموظفيه لجهودهم الرائعة في تسهيل الخدمات لنا لنرقي إلى مستوى معيشي نقهر فيه الفقر و نتمكن من خلاله بزراعة الأمل في قلوبنا والبسمة على وجوه أبناءنا." وأضافت أن طموحي المستقبلي ان شاء الله أن أمتلك مزرعة مواشي ومصنع صغير للالبان.

إن عميل التمويل الاصغر يرغب فقط أن يعيش يرغب فقط أن يقتاد لقيمات يقمن صلبه هو إنسان غير متواكل لا يسأل الناس أعطوه أو منعوه فقلد استدان من منظمات التمويل الأصغر علي أمل إقامة مشروع أو تدعيم مشروعه الصغير هو يسعى للحصول علي الرزق فهذا هو عميل التمويل الأصغر و هذا هو التمويل الأصغر و أهميتة.