في الأسبوع الماضي، طالعتنا صحيفة "الاقتصادية" في مقابلة أجريت أخيرا على هامش مؤتمر يوروموني مع السيدة بليث ماسترز التي تشغل حالياً منصب رئيس قسم السلع العالمية لدى بنك جي بي مورغان الأمريكي، الذي يعتبر إحدى أكبر المؤسسات المالية والاستثمارية في الولايات المتحدة، حيث تحدثت السيدة ماسترز عن الأهمية الاستراتيجية للسلع وأن الاستثمار فيها أصبح الآن ضرورة ملحة ووجهت الدعوة للمملكة للتوسع في مجال تجارة السلع وإدراجها ضمن الاستراتيجيات الاستثمارية الحكومية والخاصة خلال الفترة المقبلة.
لمن لا يعرف السيدة بليث ماسترز، فهي فتاة بريطانية نالت أبحاثها الجامعية إعجاب مسؤولي جي بي مورغان، حيث قدموا لها عرضا للعمل معهم في نيويورك بمجرد تخرجها في جامعة كامبريدج عام 1991م. المهم هنا أن أبحاثها هذه أدخلتها التاريخ من أوسع الأبواب، حيث تقلدت وهي في سن 28 عاماً أكبر منصب إداري تتقلده سيدة في تاريخ هذا البنك العريق وسبب ذلك يعود إلى أنها كانت السبب في تطوير منتج Credit Default Swap لأول مرة، الذي سرعان ما تسابقت المؤسسات المالية الأمريكية من بنوك تجارية وشركات تأمين وبنوك استثمارية منذ ذلك الحين على استخدامه (سواء للتحوط أو للمضاربة) حتى بلغ حجم تعرضها لهذا المنتج في عام 2008م ما يقرب من 20 تريليون دولار أمريكي على أقل تقدير.
بقي أن أشير إلى أن هذا المنتج منتج ائتماني يمنح المقرض ضماناً في حال تخلف المقترض عن السداد، إلا أنه كان السبب الرئيس لظهور أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية عام 2008م، التي بدورها هزت الاقتصاد العالمي حتى يومنا هذا!! الغريب أن السيدة ماسترز تعمل اليوم في مجال السلع وهو مجال مختلف نوعاً ما عن عملها السابق، واللافت أنها تقدم لنا الآن نصائح نضع تحتها أكثر من خط إن كان من حيث المنطق أو من حيث التوقيت!!
فمن حيث المنطق، إن كانت هي تنصحنا بالتوسع في تجارة السلع بدلاً من استثمار فوائضنا المالية في الأوراق المالية فأعتقد أن اقتصاد المملكة يعتمد بشكل شبه كامل على بيع النفط وهو سلعة مهمة جداً إن لم يكن أهم السلع على الإطلاق وبالتالي فإن تنويع الأصول الاستثمارية يستلزم منا إيجاد توازن ما بين مخزوناتنا من النفط واستثماراتنا من الأوراق المالية. أما في حالة التوسع في تجارة السلع فأعتقد أن ذلك سيرفع من درجة المخاطرة نتيجة لتركز الاستثمارات في السلع بشكل مفرط، وفي رأيي كان من الأولى لها أن تنصحنا بعدم إنتاج النفط بما يزيد على حاجتنا والاحتفاظ به في مكامنه للأجيال المقبلة لأن الاستثمار في النفط سيكون أفضل من الاستثمار في أي سلعة أخرى مهما كانت مهمة.
أما من حيث التوقيت، فكنت أتمنى من السيدة ماسترز لو أنها قدمت لنا نصيحتها قبل أن ترتفع أسعار السلع إلى المستويات القياسية المخيفة لها حالياً وقبل أن تتحول المؤسسات المالية الكبرى في الولايات المتحدة (مثل جي بي مورغان وجولدمان ساكس ومورغان ستانلي وغيرها) إلى صانعي سوق في أسواق السلع، حيث أصبحت كل مؤسسة منها اليوم تسيطر على سلعة محددة بشكل واضح ومكشوف، وبشكل لا يختلف كثيراً عما يفعله مضاربو الأسهم في الأسواق المالية!!!
تحياتي لك
المستقبل للسلع. الذهب والمواد الغذائية. ان انهار اقتصاد امريكا (وسينهيار عاجلا ام آجلا فلا يمكنهم طباعة النقود للأبد) فالطلب سيكون عليها وان لم ينهار فطباعة دولارات ويورو ستسبب تضخم اضافة الى اضعاف الثقة بالعملات الورقية وسترتفع الاسعار. طبعا اتكلم على المدى المتوسط والطويل. , peter schiff, Jim Rogers, Marc Faber لهم نفس الرأي وهو رأي مشهور او اتجاه مشهور وليس مقترن ب "بليث" او جولدمان ساكس او غيرهم. بل جيم روجرز ممن لا ييثقون بهؤلاء مطلقا. ان كان هناك تدخلات في الاسعار فهي تدخلات البنوك المركزية وذلك لمحاولة التأثير و منع اسعار الذهب والفضة من الصعود.
الرأسمالية المقيته جعلت من غداء الناس وسيلة مضاربة
تمت تجربة جميع الانظمه وبقى النظام الاسلامى