بالأمس انتهينا – بل يظنون أننا انتهينا - من قصة أرض توشكى التي طال النزاع عليها بين الحكومة المصرية وبين شركة المملكة القابضة المملوكة للأمير الوليد بن طلال، واستردت مصر 75 ألف فدان من أصل الـ 100 ألف فدان التي كان قد حصل عليها الأمير الوليد من حكومة اللامبارك البائدة.
الغريب والعجيب، هي فرحة الشعب المصري بعودة الأرض وأنا لا أدري لما كل هذه الفرحة والتهليل بعودة هذه الأرض، ويكأنها أرض سيناء التي عادت من أيادي الاحتلال، فما الذي ستضيفه 75 ألف فدان لآلاف بل ملايين الأفدنة في صحراء مصر التي تشكل أكثر من 95 % من مساحتها.
وها هي الأرض عادت فأروني ماذا أنتم فاعلون وأين الجديد، ونحن أمام ثلاثة خيارات لا رابع لها:
*الأول: وهو أن تصدق المملكة القابضة هذه المرة، وتقوم باستصلاح واستغلال الأرض، وتثبت جديتها وهنا استفاد الطرفان.. وهذا ما نتمناه.
*الثاني: وهو أن يبقى الوضع كما هو عليه، ويعود مسلسل توشكى والوليد من جديد.. لندق سوياً آخر مسمار في نعش الاستثمار المصري، وهذا ما نخشاه.
*الثالث: وهو كما جاء بالعقد الجديد، أحقية كلا الطرفين في اللجوء للتحكيم الدولي، وما أدراك ما التحكيم الدولي، واسألوا "وجيه سراج" الذي رفضت الحكومة أن تعطيه 50 مليون جنيه مقابل التنازل عن قطعة أرض، فأخذها 800 مليون جنيه عبر التحكيم الدولي.
القضية ليست قضية أرض عادت، ولكن القضية هي المصير المجهول الذي ينتظر تلك الأرض وغيرها وغيرها، سواء كانت مملوكة للحكومة أو الشباب أو حتى الشركات الخاصة ورجال الأعمال، القضية قضية التحرك والعمل، فها هي الأرض أصبحت ملكاً للحكومة وستظل ملكاً للحكومة، ولكن ما الجديد فستظل أرض صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء.
المشكلة أن مصر بعد الثورة لا تزال - إلى الآن - هي مصر قبل الثورة، وكل ما تغير هو فقط مبارك وآله وحاشيته، ولكن لا يزال المصريون يتكلمون ويتكلمون إلى أن أصبحوا في صدارة مستخدمي الإنترنت والفيسبوك، فأي صدارة هذه، وأي نجاحُ هذا !!
النجاح هو أن نعمل ونتحرك، أن نبني ونعمر، أن نغير بل ونتغير، النجاح أن يخرج لنا يعقوب آخر وزويل، وليس النجاح أن نصبح أوائل العالم في الكلام ويصبح الشعب المصري كله هيثم ووائل وغنيم.
وكي كلامك جميل جدا لو نظرت حظرتك لانتخابات البلدية السعودبة تلاقي 100 مرشح في دائرة واحدة المهم اهالي الدائرة بيريدوا مينوهاكذا اهل مصر فرض بسيط انا غدا سأعلن عن برنامجي الانتخابي وارشح نفسي علشان يصيرو 80 مليون وواحد فهل الشعب يريدني موظف سنترال مرشح نفسه دكتور نسا مرشح نفسه رئيس مصر القادم لن يخطر علي البال غير متوقع
الثورة لا تعرف دستور ولا نظام ولا محاكمات--الثورة هي تقلب كل شي بسرعة وتاتي بمن ثار--- تشاوشسكو في رومانيا داسوه بالأقدام في الثورة ولم ينتظروا محاكمات فارغة!!! رئيس البلاد هو كان وزير دفاع حسني؟؟؟ للأسف الثورة ستسرق تدريجيا ولم يبق الا فقط حرية الكلام!!!!!!!!!!!!!!!اما التغيير فعند زوار السفارات!!
البت في قضية أرض توشكي خطأ فادح. الأولى أن ينصب اهتمام المجتمع المصري والحكومة المصرية على تأسيس حكومة محترمة. وتزرع هيبتها وسيادتها في قلب كل مواطن مصري. الحكومة الحالية مؤقته. وليس سرّا أن الشعب المصري لا يعترف بها وكل يوم يخرج أحدهم يشكك في نزاهتها وأمانتها. كثير من القرارات السيادية تكون أسهل لو كان هناك قانون واضح وحكومة قوية مهيبة ذات سيادة مطلقة. التحكيم الدولي دليل على أن الحكومة ضعيفة وليست مؤهلة لحل مشاكلها بمفردها. الحكومة هي القوة التي تنفذ أحكام القضاء.
حجاج,, انت تطالب بالتغير,,, والله سبحانه وتعالى ذكر في محكم كتابه العزيز((( ان الله لا يغير ما قوم حتى يغيروا مابأنفسهم)))
عفوا (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
المشكلة أن الثورة المصرية رغم انها أطاحت برئيس دولة،،، لكنها وللأسف انجبت 80 مليون رئيس، فكل مصري الأن اصبح رئيساً .. فلا كلمة حاكم ولا شرطة ولا جيش تعلو فوق كلمة المواطن سواء على صواب او على خطأ ،،،،، والعجيب أن المثقفين والمتعلمين ذهبوا إلى مكاتبهم يديرون مصر والأزمة عبر حملات الفيسبوك والتويتر،،،، وتركوا الشارع والعمل يقودهما البطلجة والقوة... وهذا اخطر ما يواجهه مستقبل مصر.. مصر التي تحتاج الكثير حتى نسطيع أن نقول أن ثورتها نجحت وأنها عادت لأبنائها. أما بالنسبة لـ 75 ألف فدان التي عادت... فها هي الأيام بيننا وبعد عشرات السنين سنتقابل وهذه الارض كما هي دون تغيير يذكر.