توشكى والوليد .. والعودة من جديد

08/06/2011 6
حجاج حسن

بالأمس انتهينا – بل يظنون أننا انتهينا - من قصة أرض توشكى التي طال النزاع عليها بين الحكومة المصرية وبين شركة المملكة القابضة المملوكة للأمير الوليد بن طلال، واستردت مصر 75 ألف فدان من أصل الـ 100 ألف فدان التي كان قد حصل عليها الأمير الوليد من حكومة اللامبارك البائدة.

الغريب والعجيب، هي فرحة الشعب المصري بعودة الأرض وأنا لا أدري لما كل هذه الفرحة والتهليل بعودة هذه الأرض، ويكأنها أرض سيناء التي عادت من أيادي الاحتلال، فما الذي ستضيفه 75 ألف فدان لآلاف بل ملايين الأفدنة في صحراء مصر التي تشكل أكثر من 95 % من مساحتها.

وها هي الأرض عادت فأروني ماذا أنتم فاعلون وأين الجديد، ونحن أمام ثلاثة خيارات لا رابع لها:

*الأول: وهو أن تصدق المملكة القابضة هذه المرة، وتقوم باستصلاح واستغلال الأرض، وتثبت جديتها وهنا استفاد الطرفان.. وهذا ما نتمناه.

*الثاني: وهو أن يبقى الوضع كما هو عليه، ويعود مسلسل توشكى والوليد من جديد.. لندق سوياً آخر مسمار في نعش الاستثمار المصري، وهذا ما نخشاه.

*الثالث: وهو كما جاء بالعقد الجديد، أحقية كلا الطرفين في اللجوء للتحكيم الدولي، وما أدراك ما التحكيم الدولي، واسألوا "وجيه سراج" الذي رفضت الحكومة أن تعطيه 50 مليون جنيه مقابل التنازل عن قطعة أرض، فأخذها 800 مليون جنيه عبر التحكيم الدولي.

القضية ليست قضية أرض عادت، ولكن القضية هي المصير المجهول الذي ينتظر تلك الأرض وغيرها وغيرها، سواء كانت مملوكة للحكومة أو الشباب أو حتى الشركات الخاصة ورجال الأعمال، القضية قضية التحرك والعمل، فها هي الأرض أصبحت ملكاً للحكومة وستظل ملكاً للحكومة، ولكن ما الجديد فستظل أرض صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء.

المشكلة أن مصر بعد الثورة لا تزال - إلى الآن - هي مصر قبل الثورة، وكل ما تغير هو فقط مبارك وآله وحاشيته، ولكن لا يزال المصريون يتكلمون ويتكلمون إلى أن أصبحوا في صدارة مستخدمي الإنترنت والفيسبوك، فأي صدارة هذه، وأي نجاحُ هذا !!

النجاح هو أن نعمل ونتحرك، أن نبني ونعمر، أن نغير بل ونتغير، النجاح أن يخرج لنا يعقوب آخر وزويل، وليس النجاح أن نصبح أوائل العالم في الكلام ويصبح الشعب المصري كله هيثم ووائل وغنيم.