"آبار" : من تحت الأرض إلى الفضاء

28/07/2009 4
ناصر اّل مبارك

في ظرف سنة ونصف انتقلت شركة آبار للاستثمار، "آبار للطاقة" سابقا، من شركة أصولها تحت الأرض إلى شركة أصولها فوق الأرض وفي الفضاء..

القصة بدأت عندما قامت آبار ببيع اصولها (تحت الأرض) والتي تشتمل على شركة "بيرل اينرجي" التي تستكتشف وتنتج النفط من حقول على سواحل اندونيسيا و تايلند كما باعت شركة "ديلما" التي تؤجر حفارات النفط والغاز على شركات النفط في المنطقة..

وبدعم من السيولة التي جنتها من بيع أصولها النفطية والأموال التي جنتها من دخول شركة الاستثمارات البترولية الدولية (ايبيك) التابعة لحكومة أبو ظبي كشريك بحصة الغالبية أصبحت الشركة تتمتع بسيولة كبيرة جدا تصل إلى 8 مليار درهم هذا فضلا عن التمويلات التي بامكانها استقطابها لتمويل استثماراتها..

لا أدري عن فلسفة السياسة الاستثمارية والاستراتيجية للشركة لكن الشركة تحولت إلى شركة استثمارات خاصة تستثمر في كل شئ واي شئ وفي اي مكان خاصة أوروبا، فشملت مشترياتها خلال الأشهر الثمانية الماضية شراء أراض في أبو ظبي (500 مليون درهم) و أبراج سكنية في جزيرة الريم بابو ظبي ايضا (5 مليار درهم)  وبنك خاص في سويسرا (245 مليون دولار) وشركة ايطالية (250 مليون يورو) وسندات بنك أوروبي (50 مليون يورو) وتوجت سلة مشترياتها بأن اصبحت في شهر مارس الماضي أكبر مالك في شركة دايملر بنز الألمانية (1.9 مليار يورو).. وذلك قبل أن تعود مرة أخرى لشراء 14 قطعة ارض في أبو ظبي (2.7 مليار درهم) ومن ثم العودة لأوروبا لشراء حصة صغيرة في شركة "تسلا" لصناعة السيارات..

اليوم قررت آبار الخروج نهائيا من نطاق الأرض وذلك بعد توقيعها اتفاقية للحصول على حصة 32 % في شركة "فيرجن جالاكتيك" بقيمة 280 مليون دولار وهي شركة تابعة للملياردير البريطاني "ريتشارد برونسون" مالك شركة فيرجن للطيران..

شركة فيرجن جالاكتيك تخطط لارسال رحلات للفضاء بدءا من نهاية عام 2011، اذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، وذلك في مركبات خاصة تتسع لـ 6 ركاب بالاضافة لملاحين وبامكان هذه المركبات الوصول لارتفاع 110 كلم في الفضاء الخارجي وسيستمتع الركاب بـ 6 دقائق في كل رحلة في منطقة اللا جاذبية حيث سيكون بامكانهم فك الأحزمة والطيران داخل المركبة تماما كما يفعل رواد الفضاء..

بقي ان أذكر القراء أنه ومن بين الاستثمارات التي قامت بها الشركة مؤخرا فإن شراءها لحصة في دايملر بنز "المصنعة لسيارات المرسيدس" كان الأنجح حيث ارتفع السهم بنحو 50 % منذ وقت الشراء، ما يعني أنها حققت ارباحا دفترية من هذا الاستثمار تقترب من المليار يورو في 4 اشهر !!!