اعلنت شركة صافولا السعودية اليوم عن توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة فواز الحكير للاستحواذ على بعض سلسلة متاجر جيان السعودية ( Geant ) شاملة الاصول الثابتة والمخزون وعقود الايجار مقابل قيمة في حدود 440 مليون ريال وذلك عن طريق شركتها التابعة العزيزية بندة المتحدة، بالاضافة الى اعطاء مجموعة فواز الحكير الحق في شراء نسبة 10 % من راسمال شركة العزيزية بندة المتحدة خلال ثلاث سنوات من تاريخ توقيع العقد.
هناك عبارة تلفت النظر في الاعلان الصادر من الشركة وهي ان الاستحواذ سيتم على بعض اصول سلسلة متاجر جيان ، واعتقد ان المقصود هنا ان الاسم التجاري او الوكالة الحصرية لمتاجر جيان الفرنسية مستبعدة من الصفقة، اي ان الاستحواذ سيكون فقط على الاصول الثابتة و المخزون والمواقع والمتمثلة في عقود الايجار، وبالتالي سيتم تغير الاسم التجاري الى اسواق بندة بدلا من جيان.
المهم هنا هو الاجابة على السؤال المطروح.. هل الصفقة عادلة بالقيمة المعلن عنها ام لا؟
بالتاكيد من الصعب الوصول الى تقييم عادل للصفقة حاليا خصوصا مع قلة المعلومات المذكورة في الاعلان بالاضافة لعدم وجود احصاءات دقيقة عن اسواق التجزئة في المملكة، الا اني احاول عبر هذا المقال ان اطرح تصور اولي عن قيمة الصفقة بالاعتماد على بعض المعطيات المتوفرة.
من الملاحظ من الجدول اعلاه انخفاض الحصة السوقية لاسواق جيان خلال العام 2007 مع ارتفاع في الحصص السوقية لجميع منافسيها الاخرين باستثناء اسواق بن داوود والتي حافظت على نفس حصتها، وخلال العام 2008 لوحظ حتى من قبل المستهلك البسيط تعثر في اسواق جيان سواء من ناحية عدم افتتاح فروع جديدة او اغلاق بعض المتاجر، مما يشير بشكل لا يقبل الشك ان حصة الاخيرة من السوق قد تراجعت بشكل كبير العام الماضي.
و لن يكون التقييم في صالح الصفقة اذا ما اخذنا شركة العثيم كفرصة بديلة باعتبار القيمة السوقية للشركة ( قرابت المليار ريال ) كمعيار كونها الشركة الوحيدة المدرجة في سوق الاسهم السعودي ( باستثناء صافولا )، وذلك بافتراض ان حصة جيان من السوق وصلت الى ربع الحصة التي تستحوذ عليها العثيم والتي من المتوقع انها ارتفعت الى اكثر من 4 % مع افتتاح الفروع الجديدة.
و بالاعتماد على هذا الافتراض قد لا تتجاوز قيمة متاجر جيان الـ 300 مليون ريال ، مع العلم ان هناك عوامل اخرى قد تغير التصور كاملا خصوصا مع اعتبار تعثر جيان خلال العام 2008 هو استثنائي ناتج عن تاثر ملاكها، ولكن ما طرح هنا هو مجرد تصور مبدئي على ضوء ما يتوفر من معلومات، وبالتاكيد ان ادارة صافولا لديها المعلومات الوافية التي تمكنها من اتخاذ القرار الصحيح.
الجدير بالذكر هنا ان الحق المعطى لشركة فواز الحكير بشراء 10 % من العزيزية بندة ، يدعم الاحتمال المطروح بان اسباب البيع راجعة لعوامل تخص السيولة عند الملاك (شركة فواز الحكير ) بشكل رئيسي.
وهل هو مهم ان تكون القيمه عادله ؟ المهم ان يجدوا مشتري ! اتذكر مرة اني ارد بيع احدى سياراتي ... فلم تكن القيمه عادله ... نفس الشئ انطبق على ارض امتلكها ! من يريد البيع ... عليه القبول بأي ثمن
الحكير من الاشخاص الذين لهم نفوذ واسع في الاوساط التجاريه و بالتالي فليس غريباً ان تكون الصفقه لصالحه و بشكل يفوق الضعف و لتأكيد ذلك فيمكن الرجوع لطرح 30% من شركة الحكير للاكتتاب حيث كان حصيلة الطرح يتجاوز قيمة الشركة كامله بأضعاف مضاعفه فقد كان سعر الطرح 112 ريال للسهم كلها ذهبت لخزينة الحكير بينما قبل ستة اشهر من الطرح لم تكن الشركة برمتها تساوي اكثر من 40 مليون حيث تم زيادة رأس المال عدة مرات حتى وصل 300 مليون خلال ستة اشهر كما قلت في رد سابق ان الانظمه المعمول بها تشرع للحكير و غيره الاستيلاء على اموال البسطاء و صافولا ليست بعيده عن هذه الفرضيه لكن من المؤكد ان ذلك ليس لصالح المساهمين في صافولا بقدر ماهو لصالح الحكير و النافذين في صافولا هل يعقل ان تساوي أسواق جيان المتهالكه 400 مليون ريال أنا أزعم و على ضوء المشاهده على ارض الواقع ان جيان بوضعها الحالي لا تساوي 100 مليون ريال و قد قام الحكير إبتداءً من الربع الأخير من عام 2008 بتصفية معظم السلع و اضحت اسواق جيان تتناقص مخزوناتها بشكل كبير و كنا نظن انها تتجه للإغلاق اي استغفال هذا الذي يحدث امام الانظار و بكل وضوح دون ان تتحرك الضمائر التي لا زالت ساكنه