العائد المستقبلي

28/04/2011 22
عبدالله الجعيثن

يهتم المستثمرون الجادون بعائد الشركة في المستقبل، أهو في زيادة أم نقصان؟ (نسبة النمو)..

ومع أن المستقبل من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله جل وعلا، إلا أن الخالق العظيم أعطانا عقولاً نفكر بها ونحاول - قدر الجهد - استشراف المستقبل وقراءة ملامحه من خلال قراءة تقارير مجالس الإدارات وميزانياتها العمومية لكل الشركات، بحيث نعرف هل لديها توسعات قادمة أم لا؟

ومتى سوف تبدأ تلك التوسعات؟ وما هي تكاليف منتجاتها القادمة وهوامش ربحها بحيث يكون لدينا صورة معقولة لما يمكن أن يحدث لها من نمو وكم نسبته التقريبية (مع التحفظ دائماً)..

كذلك فقد نجد من خلال تدقيقنا في قراءة ميزانيات الشركة وتقارير مجلس إدارتها أن النمو عندها متوقف، وربما كان يعود للخلف..

إنَّ أكبر وأشهر مستثمر في العالم (وارن بافيت) يقول: جمعت ثروتي من كثرة قراءاتي لتقارير مجلس الإدارات وميزانيات الشركات وإعادة قراءتها مراراً وزيارة الشركات ومعرفة كفاءة الإدارة من عدمها وقدرتها على ضبط المصاريف والتكاليف أو كونها مبذرة لا مبالية، وعلى ضوء ذلك يختار أفضل الشركات نمواً في اسوأ حالات السوق نزولاً (مع أن شراء السهم في القاع وبيعه في القمة حلم لا يراود العقلاء)..

إن الاستثمار والتداول في أسواق الأسهم يبدو سهلاً وهو ليس كذلك فهو من السهل الممتنع يحتاج لجهد وتمييز وبحث وتمحيص وحسن توقيت وضبط للعواطف والأعصاب، وقدرة على تغيير المراكز إذا لزم الأمر ولو ببيع شركة بخسارة لشراء أسهم أخرى أفضل منها مستقبلاً فالمستقبل هو الذي يحدد السعر القادم..

إن قراءة مستقبل الشركة لمن لديه الفهم والتمييز والخبرة والمعرفة بالرياضيات يشبه التنبؤ بحركة الارصاد الجوية عبر الأقمار.. ولا يوجد كالعقل المثقف رياضياً المزود بالخبرة فإنه لو صور لأضاء منه ظلام الليل.