خريجونا، ونظاما العمل والاستقدام!

27/03/2011 5
سليمان المنديل

هناك عاصفة تتكون، وأرجو أن تمر بسلام، لأنها عاصفة من صنعنا، وبطيب خاطر، وأتمنى ألا ترتد علينا. وللتوضيح فإنني لا أود التقليل من دور أبنائنا، وبناتنا، المتخرجين، والمتخرجات، في الجامعات السعودية، ولكن كان هناك شعور بأننا فقدنا التميز، وفرصة الاتصال بباقي العالم، عندما تم إيقاف البعثات في منتصف عقد الثمانينيات الميلادية، بخلاف ما حدث في عقد الستينيات، والسبعينيات الميلادية، وقد حدث ذلك عندما تكوّن لدينا شعور خاطيء، بأنه نظراً لوجود سبع جامعات (نعم سبع فقط)، فإننا لسنا بحاجة للعالم الخارجي، وحدث ما حدث، من تخلف في مستوى الخريجين، لأن الطلبة، والطالبات، كانوا أكبرعدداً من طاقات جامعاتنا المحلية، وأصبحت الحلول تركز على زيادة الطاقة الاستيعابية للجامعات، والكليات، بدون توفيرما تحتاجه تلك الأعداد الإضافية من تجهيزات، أي أصبح الاهتمام بالكم على حساب الكيف، وأصبح المنتج النهائي في حالات كثيرة: إما عاطلا، أوباطلا، أوفاشلا!!

اليوم يمثل برنامج الملك عبد الله للابتعاث، حلاً هاماً لتلك الحالة، ولكن ما أريد أن أثيره كمشكلة، هوأننا في القطاع الخاص بدأنا في استقبال الطلائع الأولى من خريجي برنامج جلالته من أمريكا، وأوروبا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وغيرها من دول العالم، ولا نجد لهم فرص عمل. هل تعرفون السبب؟ إنه نظام الاستقدام الذي يسمح لصاحب العمل، وأعني هنا القطاع الخاص، وقطاع الحكومة، إلى حد ما، بتوظيف غير السعودي، ولا يجد صاحب العمل من يحفّزه، أو يجبره على توظيف السعوديين، والمحصلة النهائية لكل ذلك، هي أن أولئك السعوديين المتخرجين بتخصصات جيدة من جامعات جيدة، يدورون اليوم، يبحثون عن عمل، ولا يجدونه، طالما أن تخصصهم، وليكن على سبيل المثال، هندسة مدنية، وهم مبتدئون، بدون خبرة، وصاحب العمل بحاجة إلى مهندس مدني، ويمكنه استقدام مهندس مدني فلبيني، بخبرة طويلة، وبما يعادل نصف التكلفة المتوقعة للمهندس السعودي!!

أنا أعمل في القطاع الخاص، ويهمني مصلحة ملاّك شركتي، وذلك بخفض التكلفة، ولكنني أجد أن هناك خللا هيكليا، يسهل عليّ استقدام الأجانب، ولا يتيح فرصة للسعودي، إن لم أحفّز، أو أجبر على ذلك، وبالمقابل يجب تعديل نظام العمل، ليسمح لصاحب العمل بإنهاء عمل السعودي وفق ضوابط، وهو ما ليس موجودا اليوم، بسبب وقوف اللجان العمالية مع الموظف السعودي، ظالماً، أو مظلوما.

أعتذر هنا أنني ركزت على وضع الخريج السعودي من خارج المملكة، ومن حق الخريجين في الجامعات السعودية أن يسألوا، ولماذا لا يتحدث أحد عنّـا، وهنا جوابي هو أن المشكلة أصبحت مشتركة للخريج الجامعي من الجامعة السعودية، ومن الجامعة الخارجية أيضاً. أما الخريجة السعودية، فمن حقها أيضاً أن تسأل، وماذا عن وضعي أنا؟ وليس لديّ من جواب للجميع، إلا الدعاء بأن يعينكم الله جميعاً.