مصانعنا وبيئتنا

10/03/2011 5
عبدالله الجعيثن

تسارع هائل في إنشاء أكبر المصانع: هذا ما تشهده أرض المملكة خاصة ودول الخليج الشقيقة عامة..

الصناعات القائمة على البترول والغاز هي الخيار الآن لتحقيق التنمية المستدامة في هذه البقعة العزيزة جداً على أبنائها وعلى العرب والمسلمين..

ولكن..!

مع كل مصنع عملاق يشاد، تنبعث أدخنة هائلة تحمل مختلف المواد الضارة بعضها نعرفها وأكثرها نجهلها وتشكِّل تحدياً حقيقياً لنقاوة بيئتنا لا يقل في خطورته - عن تحدي التنمية المستدامة الذي من أجله اقيمت تلك المصانع العملاقة وفي الطريق الكثير..

ومناطق صناعية كاملة تخصص في أرجاء مختلفة من المملكة لتحقيق قيمة مضافة لثروة النفط والغاز، وتوفير فرص عمل مستمرة، وتنويع موارد الدخل وتوطين التقنية..

كل هذه الأهداف عظيمة بلاشك ولكن يجب ألا تنسينا - في غمرة الحماسة - أهمية المحافظة على بيئتنا وتجنيب أهلنا وأجيالنا القادمة مخاطر التلوث الشديد الذي قد يلحق بالبيئة في أكثر من مكان بما في ذلك المدن التي أقيم في بعضها مصانع كبرى قبل التوسع السكاني، ثم تفاجأ الجميع أن هذه المصانع تقع وسط المساكن بفعل التمدد العمراني الكبير..

إن الحفاظ على البيئة لا يقل أهمية عن إنشاء المصانع الكبيرة، بل ان الهدفين ينبغي أن يسيرا معاً، ويدمجا، ويتم التنسيق المسبق والحذر اللازم بحيث لا يطغى هدف التصنيع على هدف الحفاظ على بيئة نقية..

ينبغي اختيار المناطق الصناعية بعناية بالغة وتنسيق تام مع الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة وتدعيم هذه الهيئة الهامة، وإلزام المصانع بمراعاة أقوى الشروط في حماية البيئة والقيام بمسؤولياتها الاجتماعية إزاء عمالها والمجتمع كله.