كبار الملاك ثم كبار الهلاك

09/03/2011 3
عبدالرحمن الحمادي

في البداية أنتهز الفرصة للتقدم بالشكر الجزيل لهيئة سوق المال التي اعتادت على نشر تغيرات كبار الملاك في الشركات المدرجة ليكون ذلك بوصلة استثمارية لعموم المتداولين. ثم أشكر موقع أرقام الذي أصبح اللسان الناطق لموقع تداول ومؤسسة النقد العربي السعودي وجميع الجهات الاستثمارية والاقتصادية والمالية في المنطقة وفي العالم.

البعض منا يقرأ الأخبار والتوصيات والتقارير فيظن أنه أحاط علما بحال السهم وحال السوق. وبعضنا يتوجه لتوصيات وتخمينات لا أساس لها ويزين له عمله. ولسان حال بعض التقارير يقول: (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)؟ والحقيقة لقد كنت أتابع تلك التقارير وأثق فيها حتى رأيت منها العجب العجاب. أحدى الجهات المالية الكبيرة – إن لم تكن الكبرى من نوعها في المنطقة- أصدرت توصيتين متضادتين الفرق بينهما 45%. لم يفصل بين هتين التوصيتين سوى أربعة أشهر وعشرين يوما. ولم تصدر خلالها نتائج مالية كما لم تجد الشركة كنز علي بابا. وبذلك سقطت مصداقية تلك الجهة.

كبار الملاك هم مثلنا ومن الذين خاطبهم الخالق العليم بقوله: (وتحبون المال حباً جماً) إلا أنهم أصحاب رؤية أوضح من رؤية غيرهم لتوفر المعلومة لديهم أكثر من غيرهم. ومع توفر المعلومة لديهم يتوفر المال فيشترون في تلك الشركات الواعدة. وعندهم من الملاءة وتوزيع الاستثمار ما يجعلهم أقدر على تحمل درجة أكبر من المخاطر.

أحد كبار الملاك كان يستثمر في إحد المشاريع العملاقة في المملكة. وكانت ملكية المستثمر تتحرك في اتجاه زيادة الكمية وسعر السهم مستقر. وخلال ثلاثة أسابيع فقط صعد السهم بنسبة 45% ليبيع المستثمر الفطن جميع أسهمه ويختفي من قائمة الملاك ويترك كبار الهلاك يتصارعون على السهم.

حادثة أخرى ترينا حكمة كبار الملاك: كانت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تشتري في سهم سافكو وهو بين 130-150 ريال كيفما اتفق. وكان بعض رواد موقع أرقام يتهمونها بالتخبيط وسوء التخطيط. وخلال سنة وزع سهم سافكو 12 ريال وصعد إلى 170 ريال. لينتبه النجباء أصحاب الفطنة و الدراية ويشتروا فيه على أمل وصوله 200 ريال.

أخيراً: مع بداية الاضطرابات في مصر وتونس. هوى تاسي ليجلب المآسي. ووصلت بعض الأسهم إلى مكرر 4 وأقل. ليخرج لنا كبار الهلاك بتحليلاتهم وتضليلاتهم. فقائل: السوق إلى 4000 وقائل: السوق إلى 2000. حينها استغل كبار الملاك وعلى رأسهم صناديق الدولة ليشتروا الأسهم بأقل أسعار.

ولما جاوز السوق تداول 6000 نقطة استيقظ كبار الهلاك ليتداولوا في سوق الاسهم 6000 مليون ريال. ورجع الآن كبار الهلاك يعطون استراتيجياتهم العبقرية لنستنير بها إلى درب الأرباح. فلهم جزيل الشكر.