خصوصية السوق السعودي

27/02/2011 3
بدر البلوي

لا يزال سوق الأسهم السعودي يتحلى بخصوصيته "الخاصة" بعيداعن التحركات المنطقية للأسواق , إن المتعاملين في السوق (ذو الخصوصية) لا يزال يفسرون الأمور بطرق بعيده كل البعد عن المنطقية بل قد تتجاوز ذلك بكثير الي ان تصل مرحلة "التعقيد" في تحليل الأمور ...

شهد سوق الأسهم السعودية خلال الشهر المنصرم تذبذبات حادة نتيجة الخلخله السياسية التي طالت عدد من الدول العربية بدأ من تونس الي مصر والان ليبيا " في الحقيقة لست محللا سياسيا لأحاول استقراء ما ستؤول اليه الأمور في تلك الدول " ولكن أعتقد أننا ومن ناحية مالية وفنية بدأنا نبالغ في تقييم الأحداث , ما يحدث أخيرا في ليبيا من خلخله سياسية أدت بدورها الي انعكاسات سعرية ايجابية على أسعار البترول وبعض المشتقات وهو ما سينعكس بدوره على الاقتصاد الكلي للمملكة العربية السعودية عامة , وبعض الشركات المدرجة في السوق خاصة , أعلم بأن الارتفاعات المبالغ فيها لأسعار البترول قد تؤدي الي ضعف وتباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي لتعيدنا إلي مأساة اقتصادية جديده ولكن هل وصلنا الي تلك  المستويات المتقدمة ... والسؤال الأهم هل سنصل الي تلك المرحلة ؟؟

نحن نسجل رقما قياسيا جديد في عدد الجلسات المتتالية لإغلاق المؤشر العام بصورة سلبية يوم الأحد الموافق 27/2/2011 نكون قد سجلنا 10 إغلاقات سلبية متتالية وهو رقم قياسي جديد يسجله سوق الأسهم السعودي منذ تاريخ نشأته , أعتقد ومن وجهة نظر شخصية أننا لم نصل الي تلك الدرجة من الخطر التي تبرر تلك الانعكاسات السلبية التي تحصل في السوق , وتجاهل جميع الايجابيات التي تحيط بالشركات , لايزال السوق يحمل في طياته الكثير من الايجابية وان كانت على مستوى قطاعات دون الاخرى ...

نظرة فنية مبسطة:

استطاع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي عكس الاتجاه الصاعد وتم تأكيد الاتجاه الهابط بكسر 6300 نقطة وبذلك يصبح الاتجاه العام على الفاصل اليومي اتجاه هابط , لدينا نقاط دعم جيده عند مستويات 5800, 5400 , 5000 نقطة .

بتداول يوم 27/2/2011 من ناحية فنية تكون جميع المؤشرات وهي (MACD HIST, ROC"7-14-21",RSI) في مرحلة تمسى "Contrarian" وهي عباره عن نمط مضاربي يستخدم ضد التحركات السعريه للأسهم التي تعكس مشاعر الغالبية العظمى , بمعني اخر هي طريقة يستخدمها المضاربين بحيث اذا اتفقت المؤشرات الفنية المذكوره في مبالغتها بالقراءة السلبية نقوم بعكس اتجاه السوق "الشراء" والعكس صحيح , بناء عليه نتوقع حدوث ارتداد للمؤشر العام خلال يومي 28 فبراير -1 مارس – الارتداد لا يعني تغير الاتجاه العام - .

أخيرا :

أعقتد ان المملكة العربية السعودية تتمتع بمتانة اقتصادية أقوى من تلك التي تعكسها سوق المال , ولكن قد يكون عامل الخوف والهلع والارباك , وتوقع أسواء السيناريوهات (التوقف الكامل لتصدير البترول في ليبيا أو اغلاق قناة السويس ....الخ) قد سيطر على العامل النفسي للمتداولين وهو ما ادى بدورها الي انخفاضات سعرية سريعه وغير مبرره في بعض الشركات المدرجة .