يوم الاربعاء الماضي اعلنت شركة نادك عن نتائجها المالية للربع الثاني من هذا العام، والتي كانت سلبية ايضا وللربع الثالث على التوالي، حيث ارتفعت خسائر الشركة خلال الربع الثاني الى 16.8 مليون ريال لتبلغ خسائر الشركة للنصف الاول من العام 21.2 مليون ريال مقابل ارباح بلغت 41.9 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق.
وجاءت اسباب الخسائر في اعلان الشركة هي ذاتها و التي اوشكنا ان نحفظها "عن ظهر قلب"، حيث تلخصت الاسباب في ارتفاع تكاليف مدخلات الانتاج و تدني معدلات الانتاج لبعض المحاصيل الزراعية بسبب الظروف الجوية وانخفاض اسعار البيع بسبب كثرة العرض، اضافة الى ارتفاع المصاريف التسويقية بسبب فتح منافذ بيع وتوزيع جديدة و النمو في النشاط التسويقي.
حقيقة لا نعلم لماذا يكون تاثير العوامل السلبية على شركة نادك اكبر من غيرها، مع ان نفس العوامل تؤثر على الشركات الاخرى التي تعمل في مجالات مشابهه لتلك التي تعمل بها " نادك " ، ففي ظل ارتفاع تكاليف المدخلات للانتاج الزراعي راينا شركات زراعية تحقق ارباحا وبنمو عن العام الماضي مثل شركة " الجوف "، و لا اعرف ان كانت الظروف المناخية لا تتغير خلال الفترات عند نادك!! ام ان الصقيع لا يضرب الا محاصيلها !!
و المتصفح لقوائم شركة نادك السابقة سيرى بوضوح ارتفاع في " معدل مصاريف التسويق قياسا بالايرادات" مقارنة بمثيلاتها من الشركات، حيث يبلغ متوسط نسبة مصاريف التسويق الى المبيعات منذ العام 2005 لشركة نادك اكثر من 25 %، بينما لا يتجاوز هذا المعدل الـ 14 % عند شركتي "المراعي " و "الجوف"!
و على الرغم من الارتفاع في مصاريف التسويق و التي من المفترض ان تساهم في نمو ايرادات " نادك " بشكل اكبر من غيرها، الا ان معدلات النمو في ايراداتها يقل عن المعدلات التي تسجلها شركتي " الجوف " في القطاع الزراعي و " المراعي " في قطاع الالبان ، كما توضح الجداول في اخر المقال.
تجدر الاشارة هنا ان شركة نادك تعتمد على نشاطين رئيسيين في تحقيق ايراداتها وهما التصنيع الغذائي والذي يشمل بشكل رئيسي منتجات الالبان بالاضافة للعصائر و انتاج التمور، اما النشاط الثاني فيتمثل بالانتاج الزراعي والنباتي من انتاج المحاصيل الزراعية و الفواكة.
و خلال الفترات الاخيرة زادت حصة الايرادات المتولدة من انتاج الالبان مع التوسع وزيادة عدد قطيع الابقار الذي وصل الى 42 الف بقرة، واصبحت ايرادات التصنيع الغذائي تشكل اكثر من 70 % من ايرادات الشركة الكلية، في حين ان ايرادات الانتاج الزراعي تناقصت نسبة للايرادات الكلية و التي اصبحت تشكل فقط 25 %.