السوق: شيخوخة وشباب

03/02/2011 11
عبدالله الجعيثن

مرّ على المتداولين في سوقنا سنوات عجاف من انهيار فبراير ٢٠٠٦ هزل فيها السوق وشاخ، وصار الناس يسألون بعضهم عن حال السوق كما يسألون عن صحة شيخ طاعن في السن عليل .. يقول الواحد للثاني :

- وشلون السوق اليوم ؟!

ويجيب : متردِّي! ..

وغداً يقول : أشْوى شويّ !

وبعدها بأيام يقول : انتكس !

ويتساءل المتداولون بينهم في الفترة الأخيرة ويجيبون : السوق هش .. والسيولة قليلة (فقر دم) .. يرتفع يومين وينخفض ثلاثة أيام .. ويتأثر من أي حدث .. كأن السوق هنا مريض يزوره العواد ويسأل عن صحته السائلون !

- هاه .. وشلون السوق اليوم !

- يحبي ويبرك !

ويقول الثاني :

- السوق يتنافض! ..

قلت: ومع أن مجتمعنا مجتمع شاب، واقتصادنا في عنفوان قوته وشبابه، إلا أن سوقنا لا يعكس ذلك الحال ! .. بالعكس يعكس حال شيخ مسن عليل يتوكأ على عصا ..

وهناك عدة أمور أصابت سوقنا بالشيخوخة المبكرة قبل الأوان ومنها : التسارع في سحب السيولة عبر اكتتابات متتالية وزيادة رؤوس أموال الكثير من الشركات وضعف الوعي وقلة دوران النقود التي أنفقتها الدولة في الاقتصاد لتضمين المشاريع.

مقاولون لايوظفون سعوديين ولا يؤمنون الكثير من السوق المحلي، والأزمة المالية العالمية، وامتناع المصارف عن التمويل، وفقدان جزء كبير من الثقة، وحرص العقارين على جذب الأموال للمضاربة غير المجدية على الأراضي والضربة الكبيرة التي أصابت المتداولين في انهيار فبراير الشهير ٢٠٠٦ .. وسوء الإدارة في كثير من الشركات المساهمة والفساد في بعضها ..

إن حال سوقنا يذكرني بقول ابن لعبون:

(شيبتني وأنا توي رضيع .. )

وقول طلال السعيد :

ياسعد لو تشوفن شيب ما أنيب شايب

لابسات البراقع ياسعد شيبني

وقول الشاعر:

(تسألين عن سَقَمي، صحتي هي العَجَبُ !)

لكن الأسواق تختلف عن الأفراد، فهي قد تعود بسهولة إلى عنفوان الشباب.