تملك عواطف ذات الـ 62 عاماً مخبزاً لبيع أنواع مختلفة من الخبز والفطائر والمعجنات والبسكويت والمخروطة والكسكسي. بدأت عواطف مشروعها المتناهي الصغر في المنزل بفرن صغير مصنوع من الطين. وكانت وحدها قادرة على تغيير واقع عائلتها ذات الدخل المحدود وخاصة بعد وفاة زوجها بالفشل الكلوي، فلم تسمح لأبنائها الخمس بترك المدرسة والعمل لدعم الأسرة ولكنها حاولت تعلم الخبيز من جارتها التي كانت تعمل خبازة في إحدى الفنادق. أصرت عواطف على تعلم كل خطوة بالتفصيل لإتقان عملها.
بدأت مشروعها في عام 2000 وتلقت قرضها الأول من مؤسسة التضامن عام 2003 بمبلغ 500 جنيه مصري وتسدد حالياً قرض بمبلغ 5000 جنية مصري بالرغم من كبر سن عواطف إلا أن هذا لم يمنعها من تطوير مشروعها خبز منتجاتها داخل المنزل إلى فتح مخبزأمام المنزل وفرن كهربائي مضيفة العديد من أصناف الحلويات. بالإضافة إلى ذلك أصبح لديها كشك صغير على ناصية شارعها حيث تقوم ببيع منتجاتها للمنطقة وتستقبل طلبات خاصة بالمناسبات والأعياد مثل كعك العيد. قدمت عواطف لمنطقتها أول مخبز وعلمت بعض جيرانها فن الخبز. تتطلع عواطف إلى تقديم كعك الزفاف بالطلبة وفتحت كشك آخر في منطقة أخرى لخدمة المزيد من الزبائن.
لم تتأخر عواطف في سداد أقساط قروضها؛ فهى رئيسة مجموعتها التى تتحلى بالالتزام والجدية.
انعكس نمو المشروع على ظروف معيشة عواطف وأسرتها، فاستطاعت الانتقال من منزلها ذي الغرفة الواحدة إلى منزل أكبر مكون من طابقين مخصصة الطابق الأرضي لمخبزها. أصبحت أيضاً قادرة على الحصول على تأمين للعلاج من المعهد القومي لمرض السكر. بالإضافة إلى ذلك أكمل أربعة من أبناء عواطف المرحلة الإعدادية وتلتحق أصغر أبنائها بالمرحلة الإبتدائية. ساعدت عواطف اثنين من بناتها و أحد أولادها في مصاريف زواجهم و تأثيث شققهم وتساعدها إحدى الفتيات الآن بالمخبز وتعمل الأخرى في مشروعها الخاص ببيع الحمص.
إن الحاجه عواطف عميلة من اكثر من 96 ألف عميله لمؤسسة التضامن جميعها من النساء لكل منهن آمال و أحلام في الحياة و لكل منهن قصه كفاح طويلة ممتده لعقود من الزمن.
و في تعليق للاستاذه ريهام فاروق عن حال العميلات التي تسعي مؤسسة التضامن لخدمتهن لمجلة الاهرام الاقتصادي أفادت ( هي تؤيد وبشدة وجود بنك متخصص في التمويل الاصغر في مصر من مستويات قروض:1000,750,500,250 جنيه, وربما من مستوي50 جنيها للقرض, كما تنتقد الثقافة التي تتعامل من خلالها ـ وبمقتضاها ـ البنوك مع عميل التمويل الاصغر حين يظهر موظفو المكاتب الامامية بفرع صغير تابع لبنك قطاع عام تأففا من قيمة قسط نصف شهري واجب السداد في حساب مؤسسة تمويل أصغر مستحق علي عملية بائعة خضار أو فاكهة أو تاجرة ملابس دلالة, وتأففا من فئات قيمة القسط المعدنية والورقية خاصة التي تنطلق منها رائحة كريهة.
وعادة يظهر موظفو المكاتب الامامية في الفرع ذاته قرفا من رائحة عملية اضطرتها ظروف بيزنسها الاصغر الذي تديره أن تمرق وسط يوم شديد الحرارة عالي الرطوبة خلال اغسطس2010 علي فرع بنك آخر للمؤسسة المقرضة لها250 جنيها أو750 جنيها, من اجل ايداع القسط المستحق عليها, والذي يمثل شهادة ثقة متبادلة بينها وبين المؤسسة فتدخل العميلة صالة الفرع غارقة في رائحة عرقها ).
إن مؤسسة التضامن المصرية للتمويل الأصغر إنما تسعي لتحقيق رسالة إجتماعيه جليلة و هي زيادة دخل السيدات صاحبات المشروعات الصغرى في الأحياء الفقيرة بالقاهرة الكبرى كمرحلة أولى وبباقي جمهورية مصر العربية في مراحل لاحقة، ومن ثم تحسين مستوى معيشة أسرهن من خلال توفير خدمات مالية مستدامة ومتنوعة تلائم احتياجاتهن. كما انها تعمل لتحقيق أهداف عظيمه و التي تتلخص :-
1- المحافظة على الحد التنافسي في السوق من خلال التطوير المستمر لخدمة عملائنا.
2- زيادة الانتشار للحصول على حصة أكبر من السوق واختراق (تغلغل) أعمق.
3- تنمية قدراتنا المؤسساتية لنتمكن من الاستمرار في تقديم خدمات عالية الجودة بصورة مستدامة وفعالة.
كما أن المبادئ الأساسية للمنظمه هي التضامن = التعاون + الثقه.
فتحية طيبة لتلك المؤسسة و لكل العاملين في تلك المؤسسة و لكل من يقدم يد العون لتلك المرأه المعيله التي فقدت زوجها و أصبحت أمام تحمل جبل مسئوليات الحياه . و أخيرا هذا هو التمويل الأصغر كما يجب أن يكون شعارة ( يد بيد فأنتي لستي وحدك في هذا الكون ).