وليس هذا مادفعنى لكتابة المقال انما ما دفعنى هو معلق المباراه الذى تحدث كثيرا عن التخلف الاقتصادى فى القاره السمراء فتخيلت انه مؤتمر لمناقشة الاوضاع الاقتصاديه المترديه فى ربوع القاره الافريقيه اجمع وليست كرة قدم . فالسيد المعلق ترك امر التعليق فى الكره واخذ يتكلم عن الاقتصاد الافريقى ، فتلتمس من كلماته الاعتراض فى كيفية التبارى بين نادى مثل تى بى مازيمبى الذى ياتى من القاره الافريقيه الفقيره وبين نادى انتر ميلان الذى ياتى من القاره العجوز اوروبا الغنيه.
وفى اعتقاده ان الاقتصاد فقط هو الذى يصنف الدوله هل هى من دول العام الثالث ام انها من دول العالم الاول وليست هناك مقومات اخرى للتصنيف. فاذا كان التصنيف اقتصاديا فقط لكانت دول مثل جنوب افريقيا فى قمة التصنيف الاقتصادى وتعد من مصاف دول العالم الأول إقتصادياً.
فاحببت ان اوضح فى هذا المقال بعض المقومات التى يعتمد عليها فى التصنيفات العالميه للدول حسب درجاتها فيمابينها ان كانت من العالم الاول او الثانى او الثالث.
يأتى تصنيف الدول من حيث الجانب الاقتصادى والاجتماعى والسياسى والتعليمى والتاريخى ووو....الخ . وتعتبر كلمة العالم الثالث ذات بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي و توصف به مجموعه من البلدان المتخلفه كما سمتها منظمة الامم المتحده فى بادئ الامر ، قبل ان تحول الى عبارة "البلدان السائره فى طريق النمو"او " البلدان الناميه". وتمثل هذه المجموعه اربعه اخماس العالم وهى منتشره فى افريقيا وامريكا اللاتينيه وآسيا فهى جميعها متشابهه فى التخلف باعتباره الوجه الآخر المميز لها عن غيرها (المتقدمه ) ومختلفه فى الخصا ئص من الناحيه الاقتصاديه والتمدن والنمو السكانى السريع فى بعضها.
فمن الناحيه الاقتصاديه فهناك اكثر من مليار شخص يعيشون تحت عتبة الفقر المدقع ، والتى يحددها البنك العالمى باقل من واحد دولار فى اليوم وتعتبر هذه البلدان المتخلفه اقتصاديا انها تمثل نسبة 80% من سكان العالم، الا انها لا تحقق سوى 18% من الناتج الداخلى الخام العالمى ، فى حين تحقق البلدان المتقدمه اكثر من 72% منه. فمابين الخمسينيات الى الان تحول العالم الثالث من مصدَراً صرفا للغذاء وذلك من ناحية الزراعيه فقط الى مستورد له فاصبح الميزان الغذائى للعالم الثالث سلبيا ولم يقف عن التدهور الى الان وذلك راجع اساسا لاهمال القطاع الفلاحى من طرف الاستراتيجيات التنمويه لهذه الدول ، بحيث اهتمت بالقطاع الصناعى دون درايه تامه بها او وضع استراتيجيات موازنه بين القطاعين على حساب القطاع الزراعى مما ادى الى تخصيصا متزايدا من الموارد المتحرره من القطاعات الاخرى لتغطية العجز الغذائى او باللجوء الى القروض الدوليه بعد عدم نجاحها فى القطاع الصناعى ولجوء الفلاحين الى الصناعات رغم ضعفها وترك الاراضى والزراعه بفكر ان الزراعه مكلفه بالنسبه له فى الوقت والجهد انما العمل بالمصانع لا يكلفه شئ سوى بزل طاقه بدنيه تعقبها راحةً . وايضا تصدير المواد الاوليه فى حين عدم تحقيق الاكتفاء الذاتى فى المواد الاستهلاكيه وارتفاع المديونيه الخارجية.
ومن ناحية المعيار الثانى لدول العالم الثالث الا وهو التمدن فان معدل التمدين يختلف كثيرا بين المناطق الناميه والمناطق المتقدمه ،فقبل ثلاثة عشر عاما من الان اى بالعام 1997 كان يمثل السكان الذين يعيشون فى المناطق الحضريه بالبلدان المتقدمه حوالى 77,8% بينما لم يصل هذا المعدل لبلدان العالم الثالث سوى 38,4%. ففى امريكا اللاتينيه التى تعتبر المصنفه من دول للعالم الثالث يقترب معدل التمدين فيها على ماهو عليه فى البلدان المتقدمه والذى يصل الى 74,2% فى آخر معدل اجرته الامم المتحده . اما بالنسبه لآسيا فيصل الى 36,0% و37,0% بالنسبه لافريقيا. فنتيجةً لهذا الكم الهائل من السكان فى الارياف فى دول العالم الثالث مقارنة بالدول المتقدمه نرى جليا التخلف من الناحيه الصناعيه والزراعيه والتجاريه والتعليميه فلا تستفيد منهم الدول كما تستفيد من المتمدن من الناحيه التجاريه مثلا فهو يشارك فى رفع الناتج المحلى الاجمالى ويسعى اى (المتمدن) الى زيادة دخله الفردى وذلك بادخال راس مال مثلا فى تجاره او صناعه فتستفيد منها الدوله عبر الضرائب والزكوات والجبايات المنتشره فى دول العالم الثالث فترفع بها الميزانيات ويرفع هو دخله الفردى فتسير بذلك عجلة التنميه الداخليه فتنعكس على الاداء الاقتصادى العام بعكس ذلك الريفى الذى لاتلتمس منه الفائده المرجوه من المواطن المتعلم المتحضر المفكر.
ومن الناحيه الاجتماعيه يبان النمو الديمغافى الكبير بسبب ارتفاع نسبة الخصوبه فى حين تجد ان امد الحيا ضعيف بسبب قلة الامكانيات الطبيه وضعف المستوى المعيشى واميه مرتفعه.
فهل تتجه حكومات الدول الناميه بهجره عكسيه الى الارياف لاشاعة التعليم وزيادة الوعى وفتح مصانع وخلق صناعات ولو صغيره ليستفيد منها المواطن الفقير وتستفيد منها الدوله بعائداتها ولو بالبسيط منها. فترفع منها ميزانها التجارى وتزيد منها دخل الفرد.
هذه بعض المعايير للقياس وهناك ايضا الجانب الجغرافى والسياسى وعدة جوانب اخرى.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
تحية طيبة لك استاذي الكريم .. وتقبل اعتراضي وانتقادي سمه ماشئت ان معلق تلك المبارة اسمه علي سعيد الكعبي لا اعرفه شخصيا ولاتربطني علاقة به ولكن أحيي فيه فكره الراقي فكره الهادف فكره الواعي خياله المبدع ثقافته العامه السحيقه لايمكن لمعلق عربي ان يجمع ماجمعه ذلك المعلق نعم هو تحدث عن افريقيا وعن تخلفها وليست هذه المرة الاولى التي يتحدث فيها عهن افريقيا بهذه الصوره اذكر من كلامه قبل عامين تقريبا ( أما آن الآوان لشعوب افريقيا ان تترك النزاعات جانبا وتعيش بسلام)( اما آن الآوان لافريقا ان تستخرج ثرواتها الكامنه ) هو هنا يستنجد بالقاره واباناءها ولايعترض على وجودهم في الدور النهائي ليقابلوا الانتر ماكان يريد التنويه اليه المعلق ان افريقيا لديها ثروات كما لأوربا يريد ان يقول افريقيا لديها عقول كما لأوربا ولكن اين هي لما هي كامنه نائمه هنا يستنجد بمن هم صثناع قرار في هذه القاره انظر الى حال تلك الدول كل يوم هي في انقلاب وحروب اهليه وعلى ماذا على سلطة لاتسمن ولاتغني من جوع ( اقصد هنا سياسيا وثقافيا وحضورا بين المجتمعات الدوليه ) وماذكره المعلق صحيح تماما وواقعيا وجريئا اما عن تصنيفات الامم المتحده فاحيانا انظر اليها نظرة البرئ منها واقول لاتعنيني اننا دول عالم اول كما يريدنا سمو الامير خاتلد الفيصل وتارة انظر اليها بنوع من الشفقه لانها اسمونا دول ناميه وان رأفو بنا حينما اسمونا هذه التسميه قل لي انت ومن معك ماذا قدمنا في ميادين العلم والصناعه ؟؟ اجددنا نعم قدمونا ولكن نحن ماذا قدمنا اين علمنا اين ثقافتنا اين منتجاتنا لما لاتغزو الغرب لما لاتغزو الشرق لما لانتكتفي بمنتجاتنا اتعلم ان لغتنا اصبحت لغى نائمه نعم غير مهدده بالانقراض ولكن هي نائمه ارجو منك مقارنة الكتب التي تترجم من الانجليزيه او الفرنسيه او الالمانيه والاسبانيه والصينيه واليابانيه وانظر الى الكتب التي تترجم من العربيه لاشك ان الفرق شااااااسع وعلينا الاعتراف وتحديد مكاننا في الخارطه العالميه ومن ثم نخطط ونحدد هدفنا نسمو اليه اما عن مجمل حديثك فاشكر لك حسن اختيار الموضوع واتفق معك تماما في قلته عن بعض الدوله اهملت واجباتها الزراعيه بغرض التطور الصناعي واتوقع عودة قويه للمجال الزراعي خاصة مع بلوغ بعض اصنافه ارقاما قياسيا فاصبح الاستثمار مغريا جدا فيها ولكن اتسائل معك ايضا هل الحكومات على ذلك القدر من المرونه والدرايه بكل مايحدث من حولنا مبروك للنيراتزوي هذا اللقب ... شكرا لك استاذي ولك اعتذاري عما اخطأت فيه ....تقبل تحياتي
اخى العيسى / لك التحيه والتقدير استاذى على مااوليته من اهتمام على المقال وعلى التعقيب والنقد البناء .إن ماعنيته فى المقال نقدى للاستاذ الكعبى الذى نسَلم جميعنا( بثقافته وحذقه ) فى فحوى كلامه عن التردى الاقتصادى فى افريقيا وتصنيفه لها( بالعالم الثالث الاوحد دون غيرهابانها الوحيده التى يخرج منها الفقر والعوز) فإن نقدى له ليس فى شخصه فقصدت ان ابَين وجه الشبه بينها وبين الكثير من دول القارات الاخرى فى التردى الاقتصادى والتخلف التنموى وذلك بناءً على تقاريرمنظمات الامم المتحده. وعن سؤالك عن ماذا قدمنا فى ميادين العلم والصناعه .؟ اتفق معك فى اننا متاخرون جدا فى هذه الجوانب ولكن منهم من هم مثلنا فى ذلك اى العالم الاول ففى العام 2005 ووفقا لتقاريرصندوق النقد الدولى فقد وصل معّدل البطاله فى المانيا الى 5.2 مليون شخص عاطل عن العمل لماذا؟ لعدم قدرة النخبه الالمانيه العلميه والاقتصاديه للخروج من ماذق المنافسه بين الدول الصناعيه الكبرى ودول العالم الثالث كاحدى النتائج الطبيعيه لظاهرة العولمه.فالمانيا من اكبر الدول الصناعيه فى العالم ويتميزون بعقليه علميه نيَره. اما عن العوده للمجال الزراعى فذلك مانتمناه لماتتمتع به دولنا من اراضى خصبه وايدٍ عامله فقط تفتقر للممول والمفكر . ... ولك التحيه .