بعد طول انتظار، أعلنت شركة جبل عمر للتطوير أخيرا، الاستراتيجية الجديدة لتنفيذ مشروعها العقاري الكبير في مكة المكرمة، حيث أتى الإعلان بشكل فيه نوع من التفصيل وهو بلا شك مؤشر جيد، إلا أن اللافت أن إعلان الاستراتيجية الجديدة تم قبل شهر واحد فقط من الموعد المفترض لنهاية تنفيذ المشروع كاملاً،والذي كان من المفترض أن يكتمل في كانون الثاني (يناير) 2011م، مما يدل على أن الاستراتيجية الجديدة أتت في نهاية المدة الزمنية لتنفيذ المشروع، في حين أن المنطق يشير إلى أن تعديل الاستراتيجيات عادة ما يتم في منتصف مدة التنفيذ أو قبل ذلك على أقل تقدير!!
بالنظر إلى التفاصيل، سنكتشف وجود فروقات كبيرة بين التكاليف التقديرية الأولية للمشروع (البالغة نحو 11.0 مليار ريال) والتكاليف التقديرية الجديدة للمشروع (والبالغة نحو 18.5 مليار ريال) وهي فروقات تدل على أن الزيادة في التكاليف تمثل نسبة 68 في المائة، وهي بالطبع نسبة زيادة كبيرة جداً، إلا أن المهم أن المساحة البنائية للمشروع تبلغ ما يقرب من مليوني متر مربع مما يدل على أن متوسط تكلفة البناء ستبلغ ما يقرب من 9.250 ريال للمتر المربع الواحد وهو رقم كبير في المعايير المعروفة للبناء بأعلى المواصفات (على الأقل يفوق متوسط تكلفة بناء فندق سبعة نجوم أو قصر فخم مشيد فوق سطح البحر على سبيل المثال)!!
في السياق نفسه، نجد أن إعلان الشركة ذكر أن "الأزمة الاقتصادية العالمية تسببت في عدم توافر السيولة والتمويل للمشروع" وقد يكون هذا الكلام صحيحاً لكني أعتقد أن شركة تدير مشروعاً بهذا الحجم الضخم كان من المفترض أن تحسم موضوع السيولة والتمويل مع المصارف التجارية قبل أو مع بداية تنفيذ المشروع لا أن تتركه مبهماً حتى هذه اللحظة، إلا أن المضحك أن ما نعرفه جميعاً أن الأزمة الاقتصادية العالمية أسهمت في تخفيض التكاليف التقديرية لأي مشروع كان (كما حصل مثلاً مع شركة كيان)، لكن ما حدث مع شركة جبل عمر هو أن الأزمة أسهمت في زيادة التكاليف التقديرية بدلاً من تخفيضها!!
إن ما يحدث حالياً في شركة جبل عمر ذكرني بما حدث عند تأسيس شركة مكة للإنشاء والتعمير وتنفيذ مشاريعها قبل أكثر من عشرين عاماً من حيث العشوائية وعدم وضوح الاستراتيجيات، وما يؤكد لنا ذلك أن مجلس إدارة شركة جبل عمر كان قد ذكر عند توقيع العقد مع المقاولين في نهاية 2007م أنه لا حاجة إلى رفع رأس المال ثم أوصى بعد ذلك في 2009م برفع رأس المال بقيمة 1.678 مليار ريال ثم قام في 2010م بتعديل توصية رفع رأس المال إلى قيمة 2.580 مليار ريال، كما أن عدد الأبراج المقترح تنفيذها في بداية المشروع بلغ 39 برجاً ثم تقلص العدد لاحقاً إلى 38 برجاً ثم تقلص العدد أيضاً إلى 36 برجاً ولا أدري حقيقة إذا كان الرقم الأخير نهائياً أم ما زال للتقليص بقية؟
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
فقراتُ المقال مكررة!!... وكأننا نعيدُ قراءته مرتين .. فالتكرارُ يعلّمُ الشطّار !!!
نعم تغيرت استراتيجياتهم اكثر من مرة , وغير واضحين ويعانون تخبطا , طبعا هذا بافتراض ان لهم استراتيجية واضحة ماشين عليها :) . بالنسبة لتكلفة البناء فمن الصعب مقارنتها ببناء فندق وسط البحر , لأن جبل عمر هو جبل ويدخل فيه تكلفة تفجير وحفر وازالة , بينما البحر فالتكلفة هي تكلفة الدفن , بالمناسبة الفندق السبع نجوم تتعدى تكلفته عشرة الاف للمتر المربع بسهولة . وتصل الى مبلغ لا نهائي ,
ايضا تكلفة تصاميم ابراج كمدينة كاملة , يختلف عن تكلفة تصميم فندق منفرد
شكراً جزيلاً للقائمين على موقعِ أرقام لحسنِ المتابعة وسرعةِ الإجراء.. الأن هو مقالٌ واحد للإستاذ/محمد العمران الذي نهمسُ بأذنه: وسّعْ صدرَكَ يا رجّال!!.. هذا غيضٌ من فيض !!!
أستاذ محمد تحية مثلك يعلم ان هناك بعض الامور التي يصعب على الشركه بتبيان عن كل الاسباب التي تؤدي لعرقلة اعمالها,,, من ذلك ان هيئة تطوير مكه, هي نفسها عدلت في المخططات الاصليه للمشروع,, تفجير الصخور, الجهات الامنيه منعتهم من القيام بها, وبذلك سيتجهون لقطع الصخور وهذا سيأخذ وقت ومال أكثر من السابق,,,الانهيار المالي قلص فرص الاقراض التي كانت موجوده سابقا وقد كان الاقراض متوفر حتى على الثقه بالاسماء.
التويجرى ماهو راضى يسهل زيادة راس المال لشركه محترمه استثماريه مثل جبل عمر وفاتح سوقنا على مصراعيه لشركات الهشك بشك المزوره قوائمها الماليه ..... عجبى لذلك التويجرى عطل مصالح جبل عمر ومصالح مالكى السهم ومصالح ضيوف الرحمن , وفعلا اذا اوكل الامر لغير اهله فأنتظر الساعه .
bird_1234 على أي شيء بنيت رأيك؟؟؟؟ وهل اصلا زيادة رأس المال كافيه لانجاز كل المشروع,, وهل لدى الشركه أصلا( أرباح )لكي ترسملها,,, اما اذا كانت زيادة رأس المال ستكون عن طريق اكتتاب اضافي فلابد من أن تمر على اجراءت معلومه لادارة الشركه.
انا اشك في هيئة سوق المال شركة مثل جبل عمر محتاجه لهلله واحده والباشا التويجري إذن من طين وأذن من عجين والدوائية ليس لها حاجة لزيادة رأس المال لوجود احتياطات ماليه هائلة وعلى طول الموافقة
من منا لا يعلم وقوف كافة بنوك العالم بعجز تام أمام استمرار التمويل ضمن معطيات الأزمة الاقتصادية المالية العالمية الأمر الذي أوجد ارتباكاً في مخططات التمويل فقد أوجب مدة زمنية إضافية لإيجاد الطرق البديلة للتمويل ضمن ما تجيزه الأنظمة واللوائح.
بالنسبة لتكاليف المتر المربع فإنه من الناحية الفنية يجب عدم إغفال تكاليف البنية التحتية للمشروع من انفاق تحت أرضية والكهرباء والتكييف ضمن قطع صخري لا يتم إزالته إلا بالتفجير ضمن ضوابط أمنية وكمية وزمنية. كل ذلك إذا أُخذ بعين الاعتبار فإن معدل المتر المربع للبنية التحتية والمنشآت البرجية سيتجاوز أكثر من ذلك وفق المعايير العرفية للبناء.
السؤال ليه تغيرت التكاليف وين دراسة الجدوى السابقة لتأسيس الشركة؟ الأسعار وقت دراسة الجدوى أقل من الآن من المفترض أن تقل التكاليف ولكن نرى العكس زيادة التكاليف؟!
نعم إن الأزمة الاقتصادية انحسرت عن انخفاض في التكاليف لكن كان ذلك بعد أزمة في الارتفاع شهدها أسعار الحديد التي كانت 2350 ريال للطن في بداية التنفيذ ثم تضاعفت أضعافاً مضاعفة وتجاوزت 6 آلاف ريال للطن ولا يمكن إغفال ذلك في تعثر أكبر المقاولين.
ما ذكرته عن تأسيس شركة مكة للإنشاء والتعمير منذ 20 سنة أود أن استفهم هل من عشرين سنة عندما كنت في الصفوف الدراسية، هل كنت مطلعاً على ما تم في شركة مكة للإنشاء والتعمير؟؟؟
استاذ محمد...اللي اعرفه ان كيان فاقت كلفتها الفعليه حوالي 8-9 مليار عن المخطط له...و الا انا غلطان؟