قرأت ما نشر في صحيفة « اليوم» بعددها 13695 الصادر بتاريخ 1432-01-07هـ بعنوان: « بمشاركة سعودية بارزة خلال 8 جلسات عمل و 63 خبيراً ومستشاراً عالمياً » وأسفل منه عنوان آخر بالبنط الكبير: « المؤتمر العالمي العربي لصناعة الإسمنت ينطلق في رأس الخيمة اليوم » بقلم الأخ عمر المطيري. وقبل أن أتكلم عما تم طرحه أحب أن أشكره على طرحه الجيد والمفيد.
من خلال متابعتي لوسائل الإعلام لاحظتُ في الآونة الأخيرة أن هناك من يرى تصدير الإسمنت. وهناك من يرى منع تصدير الإسمنت! وكل فريق له مبرراته. ويمكن إيجازها على النحو التالي:
الفريق الأول: يرى تصدير الإسمنت؛ لأن له نتائج كثيرة منها: فيه مصلحة لشركات الإسمنت،.زيادة الدخل سواء للدولة أو الفرد لاسيما في ظل الأزمة المالية العالمية، تنويع مصادر الدخل. توفير فرص عمل. تنويع القاعدة الاقتصادية، استغلال المواد الخام الأولية (حجر جيري وطفل) المتوافرة في بيئة المملكة، وليست من الصادرات المعتمدة على المياه، كالأعلاف والألبان.. وعلى كل حال فيه مصلحة للاقتصاد الكلي.. أما الآثار السلبية لمنع التصدير. فهي كثيرة منها:
- تعارض هذا القرار مع سياسة الدولة الاقتصادية في تنويع مصادر الدخل.
- طرد بعض الموظفين لتوقف بعض خطوط الإنتاج.
- افتقاد شركات الإسمنت لحصتها التسويقية خارجياً؛ لأن المستوردين سيستعينون بشركات أخرى من الهند وباكستان.. لتلبية احتياجاتهم من الأسمنت، ومن ثم تحل محل شركاتنا، بعد أن قدمنا لها حصتنا على طبق من ذهب وحرمنا شركاتنا منها بدل تشجيعها كبقية الدول، وهذا يُصَعِّب مهمتها عند العودة إلى السوق الخارجي. كما ينتج عنه عزوف أصحاب الأموال سواء الخارجي أو الداخلي عن الاستثمار في بلادنا. خصوصاً في قطاع الأسمنت، وبالتالي سيؤدي ماذكرتُ آنفاً ـ بالإضافة إلى أن إنتاج المصانع حالياً يفوق الاستهلاك المحلي ـ إلى اتجاه أصحاب رؤوس الأموال الى الاستثمار خارج البلاد. والأولى أن نحثهم ونشجعهم على استثمار أموالهم في بلادنا الغالية، ونحميها كما تحمي الهند والصين وغيرها من الدول شركاتها ضد شركاتنا البتروكيماوية عبر مخارج منها: (سياسة الإغراق).
- تعارض هذا القرار مع أولويات منطقة التجارة الحرة لدول مجلس التعاون الخليجي.
الفريق الثاني: يرى منع تصدير الإسمنت؛ لأن فيه مصلحةً للمواطن وذلك لتوافر الإسمنت وضمان عدم ارتفاع أسعاره. ومنهم من ينظر إلى مصالحه الخاصة إما أن يبني مسكناً، أو يبني عدة مساكن بهدف البيع. ولا ألومهم على هذا، لكن العجيب الغريب أن الأمر متروك على الغارب للتاجر سواء في المواد الغذائية مواد البناء بحيث يرفع الأسعار كما يشاء دون مبرر والضحية المواطن! ومن أمثلة ذلك الخرسانة الإسمنتية كان سعر المتر الواحد 130 ريالا وسعر كيس الأسمنت 12.5 ريال، والآن سعر الخرسانة تجاوز 200 ريال وسعر الأسمنت لم يتغير!! فأين حماية المواطن؟ ولماذا اقتصرت حمايته هنا وتركت سلع المواد الأخرى؟
وما دام سوق قطر سينفتح أمام شركات الاسمنت العالمية، وإذا كانت المواد الخام للإسمنت متوافرة لدينا، فالسؤال هنا: ما هو المبرر من منع التصدير إذا كان هناك فائض في الإنتاج؟! ولماذا نقف حائلا أمام التصدير؟ وهل من الحكمة ترك هذه الفرصة تطير كما طارت أخواتها سابقاً؟
ومن يتمعن بطرح كلا الفرقين فإنه سيضرب أخماساً بأسداسٍ. إذ إن تصدير الإسمنت فيه مصلحة للاقتصاد الكلي. أما منع تصدير الإسمنت ففيه مصلحة للمواطن. وهذا هو الحال اليوم فكيف بالأمر عند دخول شركات إسمنت جديدة؟.! سؤال يحتاج إلى إجابة !!
إن هذين الخيارين أحلاهما مر. إذ إن اختيار أحد الآراء سيكون على حساب الشركات. أو المواطن. والمشكلة في قراراتنا بشكل عام ليس لدينا إلاَّ قرارٌ أبيضٌ أو أسود. وليس لدينا قرار رمادي. لكن لحل هذه المشكلة أرى أن تصدير الإسمنت لايصلح له إلاَّ قرار رمادي كلون الإسمنت يتضمن النقاط التالية:
1. دراسة حجم الفائض من الإسمنت في الشركات.
2. يسمح بتصدير الكمية الفائضة فقط حتى لاترجع مشكلة قلة المعروض للمواطن.
3. لضمان عدم التلاعب في التصدير يكون التصدير عن طريق الشركات فقط. وبأكياس ورقية تحمل شعاراً ولوناً خاصين بالتصدير.
4. معاقبة أي موزع لايتقيد بتسعيرة المعنيين بصرامة، وذلك لمنع ارتفاع الأسعار.
5. لمنع أي ارتفاع للسعر بسبب نقص المعروض،.ولضمان توافر الإسمنت للمواطن وهو الأهم هنا نقترح وضع التسعيرة على الكيس. وعلى كل مصنع توفير كميات احتياطية (تخزين استراتيجي) في مصانعها أو عن طريق نقاط بيع بالجملة. ومن ثم تقسيم مناطق المملكة على المصانع وفق ضوابط معينة. وفي حال ظهور مشكلة عدم توافر الإسمنت في إحدى المناطق لمدة تزيد عن 12ساعة يعاقب المصنع المنوط به توفير الكمية لمنطقته بحرمانه من التصدير لمدة ثلاثة أشهر تتضاعف في حال تكرارها. وعلى وزارة التجارة والجهات الأخرى المعنية مراقبة الإسمنت لمنع انتقاله من منطقة إلى أخرى.
أخيراً أعتقد عند تطبيق ما ذكرت آنفاً سيستفيد المواطن لتوفر الإسمنت وبأسعار محددة. كما سيستفيد بعض المواطنين المساهمين في شركات الإسمنت. إذ ستحقق لهم المزيد من الأرباح. وبالتالي ارتفاع أسعارها، ومن المعلوم أن ارتفاع أسعار قطاع كالإسمنت سيؤثر إيجاباً على بقية القطاعات. وبهذا نكون حققنا مصلحة المواطن، ومصلحة الاقتصاد الكلي، ومصلحة شركات الإسمنت، والدولة.. أما مايراه البعض من منع تصدير الإسمنت لكونه فائدة لاتخص إلاَّ فئة معينة من التجار. فلعل ذلك يرجع لغياب أمور كثيرة عنه منها: أن بعض المؤسسات الحكومية تمتلك نسبا كبيرة من أسهم شركات الإسمنت؛ فعلى سبيل المثال نسبة التملك في شركة إسمنت الْقَصِيم:
(1) صندوق الاستثمارات العامة 23.3 %.
(2) المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 17.5 %.
(3) المؤسسة العامة للتقاعد 5.0 %.
أما نسبة التملك في شركة إسمنت المنطقة الشرقية:
(1) المؤسسة العامة للتقاعد 10.6 %.
(2) صندوق الاستثمارات العامة 10.0 %.
(3) المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 10.0 %.
وأما نسبة التملك في شركة إسمنت المنطقة الجنوبية:
(1) صندوق الاستثمارات العامة 37.4 %.
(2) المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 12.7 % (ومن المعلوم أن زيادة دخل تلك المؤسسات من مصلحة الاقتصاد الوطني، والمواطن.
قالوا تسريح الموظفين السعوديين لغة تهديد واحتقار مصنع الأسمنت السعودي في عين دار يسمى بأسمنت ..... لوجود فئة من جنسية معينة
أستاذ تركي,, المسأله وما فيها,,ان شركات الاسمنت المحليه لديها أشبه ما يمكن ان يوصف((با الوبي)) داخل وسائل الاعلام, وبخاصه الورقيه منها,, والا الموضوع ببساطه, ان الدوله تعطي هذه الشركات بترول ,ثقيل,, بأبخس الاثمان,,يقال انهم يحصلون على سعر خاص للبرميل الواحد, يكلفهم حدود 10 دولارات فقط,, ومن ثم تقوم هذه الشركات ببيع الكيس الواحد للمواطنيين ب 12 ريال,, وهو يكلفهم أقل من 6 ريالات فقط,, بالمناسبه بعضهم أقل من ذلك , مثل اليمامه واسمنت القصيم,, وحاولت وزارة التجارة ان تقنعهم بتخفيض الاسعار للمواطنيين,, فقال هذا ال(لوبي الاسمنتي) ان السعوديه دولة اقتصادها حر,, فقد يكون ان أضطر المسؤولين بأن يمارسوا حق من حقوق الدوله السيادي,, وهو منع التصدير, مالم يعطى تخفيض للمواطن, فجن جنونهم,, كيف نمنع من التصدير, فلجؤا للصحافه الورقيه, لاثارة الرأي العام ضد وزارة التجاره,, ففي فترة كادوا ان ينجحوا,, ولكن الله كتب ان بعض محرري بعض الصحف الورقيه, اكتشفوا اللعبه, فلم يسايروهم كما كانوا سابقا. يبقى بعض الامور لابد من ان تطرح لمسؤولي شركات الاسمنت المحليه,,,منها (1)لماذا شركات الاسمنت الاماراتيه (( مثلا))تخسر, او تحقق ارباح قليله, بينما شركاتكم تربح أكثر من رأس مالها,في كل سنه,مثل اليمامه والجنوبيه والقصيم,, قبل ان يلجؤا الى لعبة رفع رأس مال شركاتهم, من الارباح المجمعه,(( هل رأيت تجارة أربح من تجارة الاسمنت السعوديه)), (2) عندما يقال ان الشركات الهنديه (مثلا)ستدخل للسوق القطري , فهل هذه الشركات الهنديه تحصل على دعم لأسعار البترول عندهم, (3) شركات الاسمنت لم تمنع من التصدير, لكن قيل لهم خفضوا السعر للسوق المحلي ب10 ريالات, لكي يسمح لكم بالتصدير, واستجاب لذلك(( 3 شركات,أسمنت الشماليه,أسمنت تبوك, واسمنت الجوف)). أخيرا ياتركي,, هناك رجال أعمال عندهم أستعداد,, وسيلتزمون به, وهو ان يبيعوا الاسمنت داخل السعوديه((((( بتسعة ريالات فقط))))شرط ان يحصلوا على نفس الميزه التي تحصل عليها شركة اسمنت اليمامه او اسمنت القصيم, او الشرقيه,, فمن يدري ممكن ان أحد محرري الصحف المحليه الورقيه يتبنى هذا الاقتراح ويسلط الضوء عليه, بذلك سيستفيد الوطن والمواطن,, وسيحقق هذا الصحفي سبق صحفي متميز جدا.
العجيب الغريب أن الأمر متروك على الغارب للتاجر سواء في المواد الغذائية مواد البناء بحيث يرفع الأسعار كما يشاء دون مبرر والضحية المواطن! ومن أمثلة ذلك الخرسانة الإسمنتية كان سعر المتر الواحد 130 ريالا وسعر كيس الأسمنت 12.5 ريال، والآن سعر الخرسانة تجاوز 200 ريال وسعر الأسمنت لم يتغير!! فأين حماية المواطن؟ ولماذا اقتصرت حمايته هنا وتركت سلع المواد الأخرى؟
من غير المنصف مقارنة الاسمنت بالمواد الغذائية لان الاسمنت صناعة محلية مدعومة بقوة من الدولة بخلاف المواد الغذائية االمستوردة. عندما نسمح بتصدير الاسمنت فنحن عندها نصدر دعم الحكومة السعودية الى الدول الاخرى ولا يجني المواطن من التصدير سوى زيادة نسبة التلوث المحلي. ولا أعلم لماذا تدعي زوراً أن الوزارة تمنع التصدير هي فقط اشترطت البيع محليا بـ10 ريال؟ ارجوا أن تكون صادقاً وموضوعياً حتى تكون لك مصداقية. شخصيا أرى أن الوزارة قد تساهلت في هذا الشرط والاحرى هو فرض ضريبة على الاسمنت المصدر بما لا يقل عن ريالين للكيس حتى نتسعيد جزء من الدعم الذي تقدمه الحكومة لشركات الاسمنت. هذه الضريبة ستجبر الشركات على تفضيل السوق المحلية ولن تصدر الا الفائض وعند التصدير ممكن تحويل عوائد الضريبة الى صندوق التنمية العقاري مما سيعود بالفائدة على المواطن وشركات الاسمنت ايضاً
اخوي ماركت واتش, كلامك فيه منطقية ولكن ما رأيك في شركات الألبان كالمراعي و نادك التى تتلقى دعم حكومي و تقوم بتصدير منتجاتها للدول المجاورة و تبلغ نسبة التصدير مالايقل عن 20% احيانا, مع العلم ان الماء ثروة نادرة في بلادنا و شحها يشكل خطر على الأجيال القادمة, بعكس الكومات الترابية التي تصدرها شركات الاسمنت!!!
أخي MarketWatch أشكر لك مداخلتك وسامحك الله على ماقلته، وإذا كان الهدف مصلحة المواطن فلماذا تسأل عن دم البعوضة وتنرك دم الحسين. أما قولك: (من غير المنصف مقارنة الاسمنت بالمواد الغذائية). أقول: هل أنصفتني أم بترت كلامي حين قارنت الأسمنت بالخرسانة بل كررته بما نصه: (الأمر متروك على الغارب للتاجر سواء في المواد الغذائية مواد البناء بحيث يرفع الأسعار كما يشاء دون مبرر والضحية المواطن! ومن أمثلة ذلك الخرسانة الإسمنتية كان سعر المتر الواحد 130 ريالا وسعر كيس الأسمنت 12.5 ريال، والآن سعر الخرسانة تجاوز 200 ريال وسعر الأسمنت لم يتغير!! فأين حماية المواطن؟ ولماذا اقتصرت حمايته هنا وتركت سلع المواد الأخرى؟)
أنا ضد تدخل الدولة بالأسواق ,,
بارك الله فيك/ أخ تركي على هذا الموضوع ......كما أني أرى أنه وبعد أن إزدادت عدد شركات الإسمنت المنتجة بازدياد الشركات الجديدة ولم تكن (حكرا) على الشركات القديمة ، أرى أن المفترض أن يُترك السعر (للعرض والطلب) أن يحدده ، فقد تتعدى 10 ريال للكيس وقد تنخفض عنه !!!!!
يا إخوان: بعد فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، لا بد من التحرك السريع لمعالجة سلبيات هذا القرار وضياع الفرص الاستثمارية التاريخية، فإذا كانت المؤسسات الحكومية تمتلك قرابة 50% من أسهم شركات الإسمنت، فهل يعقل أن يأتي الأسمنت لقطر من الهند وإيران وباكستان والصين.. بينما تبعد المصانع في بلادنا عنها 100 كم. أو نحوها؟ أشير إلى ماقاله محمد القرني عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي لشركة الأسمنت السعودية: إن شركته اضطرت لإيقاف عشرة أفران وتسريح 550 موظفا، وأصبح لديها مخزون يقدر بمليوني طن.. في حين أن الطاقة المعطلة لدى شركات الأسمنت السعودية منذ تطبيق القرار تقدر بنحو عشرة ملايين طن. (الأربعاء 1432/1/2 هـ. الموافق 08 ديسمبر 2010 العدد 6267).
(صحيفة الاقتصادية 1432/1/2 هـ. الموافق 08 ديسمبر 2010 العدد 6267)
قلناها من قبل .............ونقولها من بعد .............يجب أن تكون نسبة وتناسب. لا إفراط ولا تفريط. نسبة تصدير خارجي من 15% إلى 20% وهكذاااااا وفق معايير محددة.
أخ تركي الاشكالية هي في الدعم الكبير المقدم لشركات الاسمنت لا أعلم لماذا تجد هذه المسألة صعبة الاستيعاب. هل يحصل اصحاب الخرسانة على الدعم الذي تحصل عليه مصانع الاسمنت؟ فتح التصدير بلا قيود مقابل رسوم ريالين للكيس هو الحل الكفيل باحداث التوازن المطلوب ويكفل ايضا بتحييد الدعم الحكومي قبل التصدير
أخي MarketWatch جزاك الله كل خير أود التنبيه إلى أنني أطرح رأي فريقين بما نصه: "من خلال متابعتي لوسائل الإعلام لاحظتُ في الآونة الأخيرة أن هناك من يرى تصدير الإسمنت. وهناك من يرى منع تصدير الإسمنت! وكل فريق له مبرراته." ثم طرحتُ رأيي بهدف الاستفادة من الفائض من الاسمنت بما نصه: ". المشكلة في قراراتنا بشكل عام ليس لدينا إلاَّ قرارٌ أبيضٌ أو أسود. وليس لدينا قرار رمادي. لكن لحل هذه المشكلة أرى أن تصدير الإسمنت لايصلح له إلاَّ قرار رمادي كلون الإسمنت يتضمن النقاط التالية:"وفي نظري أن تطبيق ماقلتُه آنفاً سيستفيد منه: المواطن، شركات الإسمنت، المساهمين في شركات الإسمنت، ومصلحة الاقتصاد الكلي، والدولة..