مع اقترابنا من نهاية العام المالي 2010م، تشير التوقعات الآن إلى أن الاقتصاد السعودي في نهاية العام سيحقق نمواً في حدود 4 في المائة، وأن الموازنة المالية ستحقق فوائض بما يزيد على 40 مليار ريال، علما أن التقديرات الأولية في بداية العام كانت تشير إلى نمو اقتصادي بأقل من ذلك مع عجوزات في الموازنة المالية، وسبب ذلك يعود بفضل الله تعالى إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ورعاه ـــ حول السياسات الاقتصادية والمالية الواجب اتباعها خلال هذه المرحلة في ظل ارتفاع أسعار النفط وبقائها ضمن مستويات مقبولة وعادلة لكل من المنتجين والمستهلكين.
لا شك أن هذه الإنجازات الاقتصادية تسجل لمصلحة وطننا الغالي وهي جديرة بالاهتمام والتحليل والمتابعة من قبل الجميع، لكن في المقابل يجب أن ننظر باهتمام وجدية إلى تحديات اقتصادية أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها لأنها وببساطة تمثل النصف الفارغ من الكوب، من هذه التحديات: التضخم، والبطالة، والنمو السكاني، وأزمة المساكن المتوقعة مستقبلاً، وأخيراً ملف الفقر الذي كنا ولا نزال ننظر إليه بعين الاهتمام والأمل.
بالنسبة للتضخم، فقد بلغت نسبته الآن ما يقرب من 6 في المائة وهي نسبة نمو تزيد على النسبة المتوقعة للنمو الاقتصادي في نهاية العام، مما يعني أن النمو الحقيقي للاقتصاد قد يسجل رقماً سالباً وهنا تكمن خطورة التضخم على الاقتصاد. أما نسب البطالة المرتفعة بين المواطنين والمواطنات فحدث ولا حرج (خصوصاً أن شريحة كبيرة منهم من حملة الشهادات الجامعية) بل أرى أن المشكلة ستتعقد في المستقبل القريب مع الغموض الذي يكتنف مصير أبنائنا وبناتنا طلاب الجامعات في الداخل والخارج فيما لو لم يجدوا وظائف تنتظرهم عند التخرج!!
أما ما يتعلق بمعدل النمو السكاني، فقد بلغ متوسط النمو السكاني في الخمسة أعوام الأخيرة نحو 3.5 في المائة سنوياً وهو بذلك يمثل ثاني أعلى معدل نمو سكاني بين دول العالم، وأهمية ذلك تتركز في أن هذه النسبة هذه تعادل نسبة النمو الاقتصادي المحققة كمتوسط في الخمسة أعوام الأخيرة ، البالغة 3.5 في المائة سنوياً (كما في الخطة الخمسية الثامنة) مما يدل على أن معدل دخل الفرد في المملكة لم يحقق نمواً يذكر بالرغم من النمو الاقتصادي الذي حققته البلاد خلال الخمسة أعوام الأخيرة، بل إننا عندما نحتسب تأثير التضخم في معدل دخل الفرد سنجد أن الدخل الحقيقي للفرد تناقص عن المستوى الذي كان عليه قبل خمسة أعوام!!!
وبالنسبة لموضوع المساكن، فتشير الدراسات إلى أن المملكة بحاجة إلى ما لا يقل عن 200 ألف وحدة سكنية سنوياً لتبية الطلب المتوقع من الأجيال المقبلة لكن المشكلة تتمثل في كيفية توفير هذا العدد من الوحدات السكنية كل عام؟ وبأي سعر يا ترى؟ مما يعني أننا أمام مشكلة اقتصادية ستؤثر حتماً في تخطيط المدن والديموغرافية السكانية مستقبلاً وقد يصل التأثير إلى العادات والتقاليد. أما مشكلة الفقر فتكاد تكون أهم وأصعب مشكلة تواجه الاقتصاد السعودي وهنا يجب أن نعترف بصعوبة الحل حلاً جذرياً إلا أن التقليل من هذه المشكلة ممكن إذا ما تضافرت الجهود، لكننا مع الأسف لم نلمس حتى الآن تطوراً جوهرياً وملموساً في ذلك الإطار.
في بلد مثل المملكة .. يجب ان لايقل النمو السنوي عن 10% .. وكويس إن صفا لك منه 3% .. بعد مايأخذ التضخم والنمو السكاني نصيبهما مشكلتنا ياعزيزي أن الإنفاق الحكومي دائما مايخلق لنا نموا مصطنعا .. ولا زال القطاع الخاص غير قادر على قيادة إقتصاد البلاد .. شكرا لك استاذ محمد
صدقت يا اخ ابراهيم فالى الان نمو القطاع الخاص يعتبر ضعيفا اذا ما قارناه بنمو الناتج عن النفط. الانفاق الحكومي مطلوب لتحفيز القطاع الخاص ولكن المطلوب ايضا تحفيز انفاق الافراد الداخلي لتحقيق نسب نمو عالية ولن يحدث ذلك ولدينا ما يقارب ال25 مليار دولار سنويا تخرج من البلاد بدون اعادة انفاقها في البلد! بالعربي توطين الوظائف في القطاع الخاص التوطين الحقيقي وليس ابو نسبة 5% وبرواتب ضعيفة. عموما مقالة رائعة استاذنا الكريم محمد ونتمنى منك تفصيل العوائق لدينا وكيفية حلها (اقتراحات) في مقالاتك القادمة.
مشكلة الإقتصاديين يكتبون الحقائق بشكل جرئ في وقت تخفت فيه أضواء المسؤولين وإهتمامهم بما يكتب ويقال .. وعندما يأتي وقت مهم وتزداد فيه أعين المراقبين والمسؤولين لما يكتب ويقال نجد مقالات إقتصادية تمدح وتبجل فقط .. كما هو هذا المقال على هذا الرابط http://alphabeta.argaam.com/?p=7178 نتمنى أن نرى النصح في أوقات مهمة كأوقات ظهور الميزانية العامة للدولة وإهتمام المسؤولين بما يقوله الإقتصاديون .. لا أن ... شكرا
شكرا استاذ محمد على هذا المقال الجميل التضخم بلا شك أكل النمو المحقق، لكن هل تعتقد أن معدل التضخم مع نهاية السنه سيبقى قريبا من 6 %؟؟ بحسب تصريحات المحافظ ان التضخم سوف يتراجع في الفترة القادمة وهو ما لوحظ في اخر شهرين
اذا لم يتم القضاء على "اسراب الجراد" حسب وصف د0جاسر الحربش ويقصد بذلك تلك الاعداد الهائلة من العمالة السائبة التي لاعمل لها او تعمل في مجالات يمكن لابناء البلد القيام بها ضمن شروط عادلة فانه لايمكن في نظري علاج المشاكل الاخرى0يجب ان يكون علاج هذه المشكلة هو المنطلق والشرط الاولي لعلاج المشاكل الاخرى والا فسنبقى ندور في حلقة مفرغة وتذهب جهودنا ادراج الرياح0وفق الله الجميع0
الى خبير: ياريتك تتحفنا وتعطينا مقالة واحدة كتبتها انت لنصح المسؤولين كما تطلبها من الاستاذ محمد الا اذا كنت تعتبر انتقاداتك الفارغة (لمجرد الانتقاد الشخصي للكاتب) نصائح فلسنا بحاجة لها. ما شاء الله عليك متابع دائم للاستاذ وانت حاط مقالة صار لها سنة تقريبا. ياريت برضوا ترجع لتعليقاتك الغير لائقة كذلك وترى هل كنت على حق ام لا. تذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "سددوا وقاربوا" او كما قال رسول الله. كل عام والجميع بخير وتقبل الله من الجميع صالح الاعمال.