صدر أمس تقرير مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة عن أوضاع سوق العمل الأمريكي في شهر أكتوبر والذي أشار إلى حدوث تحسن طفيف في خلق الوظائف، حيث تم إضافة 151 ألف وظيفة في شهر أكتوبر، بهذا الشكل يكون الاقتصاد الأمريكي قد أضاف حوالي مليون وظيفة منذ بداية الأزمة مع استمرار فقدان 7.5 مليون وظيفة منذ اندلاع الأزمة. إجمالي عدد العاطلين في أكتوبر 14.8 مليون عاطل عن العمل، منهم 6.2 مليون عاطل بصورة طويلة الأجل (أكثر من 26 أسبوعا)، في الوقت الذي استمر فيه معدل البطالة عند 9.6%. كذلك تمت مراجعة تقديرات إحصاءات سوق العمل خلال الثلاثة أشهر الماضية، والتي نتج عنها ثبات معدل البطالة للشهر الثالث على التوالي عند 9.6%.
الشكل رقم (1) المصدر: www.bls.gov/news.release/pdf/empsit.pdf
الشكل رقم 1 يوضح تطورات خلق الوظائف في سوق العمل الأمريكي شهريا في القطاع غير الزراعي في الاقتصاد الامريكي، الأخبار الجيدة التي يشير اليها الشكل هي ان شهر أكتوبر هو أول شهر يشهد تحسنا في عملية خلق الوظائف منذ 6 أشهر تقريبا. الشكل يشير أيضا إلى ارتفاع تراجع احتمالات حدوث التراجع، أو الكساد، المزدوج. � الشكل رقم (2) يوضح تطورات عملية فقدان الوظائف في كافة حالات الكساد التي مرت بالاقتصاد الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية. المنحنى الأحمر يمثل الكساد الحالي، لاحظ ان المنحنى يشير إلى أنه في الشهر 22 بعد حدوث الأزمة بدأت عملية فقدان الوظائف في التحسن وهو ما نظر إليه على انه بدء عملية الخروج من الأزمة، وأخذت التحاليل تتحدث عن خروج من الكساد على شكل حرف V، غير أنه في الشهر 26 منذ بدء الأزمة، أخذت عملية فقدان الوظائف في سوق العمل الأمريكي في التزايد، ومعها بدء الحديث عن إمكانية حدوث تراجع مزدوج. اليوم انخفضت نبرة الحديث عن التراجع المزدوج بصورة واضحة، فهل يستمر التحسن في عملية خلق الوظائف في سوق العمل الامريكي؟ أعتقد، والله أعلم، أن الاجابة ستكون نعم مستفيدا من برامج التحفيز النقدي في اطار خطة التيسير النقدي 2 التي سوف يقوم الاحتياطي الفدرالي بتطبيقها والقاضية بزيادة كمية الدولار الامريكي بمعدل 75 مليار دولارا شهريا حتى منتصف العام القادم. الأمر المثير للاهتمام هو أنه حتى هذه اللحظة تتراكم المؤشرات التي ترجع عدم حدوث التراجع المزدوج في الولايات المتحدة، مركز الأزمة.
الشكل رقم (2)
يعطيك العافية يا دكتور