سيكلوجية المتعاملين في السوق السعودي

06/11/2010 1
بدر البلوي

بالتزامن مع التصرحيات الامريكية والتي اقرت (لجنة السياسة النقدية بالبنك الفيدرالي الأمريكي عن ضخ 600 مليار دولار لشراء سندات الخزانة بواقع 75 مليار دولار شهرياً على وجه التقريب وذلك من أجل إنعاش الإقتصاد، حيث سيتم مراجعة البرنامج بإستمرار "حسب الحاجة" من أجل تعزيز توافر فرص العمل وإستقرار الأسعار) ،  وما أظهرته البيانات الشهرية التي تصدرها وزارة العمل الأمريكي حيث أظهرت زيادة في عدد الوظائف  الي 151 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر وهو رقم يفوق ما كان يتوقعه المحللون الذين كانت توقعاتهم في حدود 70 ألف وظيفة ، وارتفاع أسعار النفط فوق 85 دولار ، اضافة الى نتائج الشركات السعودية الايجابية للربع الثالث (خاصة في قطاع البتروكيماويات) نتوقع أن يحدث نوع من التفائل لدى المتعاملين الا أنه تفائل مؤقت لا يعكس قوة الحدث.

حيث أنه من الملاحظ ان حساسية السوق السعودي تجاه الأخبار السلبية أعلى منها تجاه الأخبار الايجابية ، في تقديري الشخصي يعود ذلك الي التغير الجذري الذي حصل للمتعاملين في سوق الأوراق المالية السعودية وكان من أهم أسبابه  بعض القرارات التخبطية الداخلية في السوق التي حصلت خلال الأعوام الماضية مما ادى الي اضعاف ردة فعل المستثمرين تجاه القرارات الايجابية فأصبح الحذر سيد الموقف ، والخوف والهلع تجاه أي خبر سلبي وتقدير أسوأ الظروف ، اضافة الي ما  مر به السوق من عمليات تصحيحية قاسية ، ابتدا من انهيار 2006 الي الهبوط الذي حصل في السوق مع الأزمة العالمية امتدادا الى أزمة دبي ومعن والقصيبي وتأثر نتائج كثير من البنوك المحلية.

نتجية لذلك فاننا لن نرى توازي بين النتائج المالية المحققة وأسعار الشركات المدرجة اذا استمرت سيكلوجية المتعاملين بهذه الالية ، فاذا حققت أي شركة نتائج ايجابية ستكون ردة الفعل الايجابية مؤقته  و في المقابل عند تحقيق  نتائج سلبية يصبح هذا الاتجاه السائد للسعر السوقي الى أن تصدر نتائج معاكسة ، مما يؤكد أن السلبية مازالت سيدة الموقف في السوق السعودي.

ان المستثمرين في السوق السعودي ينتظرون قرارات وتنظيمات (داخلية) تغير من سيكلوجيتهم  تجاه السوق وفتح شهيتهم عند صدور النتائج المالية الايجابية  للشركات مما يحفز رؤوس الأموال النائمة أو المستثمره في أدوات مالية اخرى ويجذب مزيد من الدماء الجديده داخل السوق وتعيد ثقتهم تجاه السوق ، وقد يكون فتح الباب للمستثمر الأجنبي احدى وسائل التغيير في السوق.

أن  جميع العوامل الاقتصادية لازالت تصب في مصلحة السوق المحلي سواء  نتائج الشركات المحققة  أو الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية السائدة ... ولكن هل ستتغير سيكلوجية المتعاملين في السوق؟؟