ستار بكس، كوستا، كوفي ريبابلك، كاريبو كوفي، كولومبوس، وغيرها من العلامات، أصبحت علامات تجارية تنتشر بسرعة هائلة في كل بقاع العالم، حيث أصبح الاستثمار في مجال محال تقديم مشروب القهوة الـ "كوفي شوبس" إحدى الصناعات العالمية الكبرى التي تقوم بها شركات جديدة عابرة للجنسيات، على شكل سلسلة محال تنتشر في العالم من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، لدرجة أننا أصبحنا نرى هذه المحال كل 500 متر تقريبا، وحيث تبدلت استراتيجيات تحديد الموقع من جانب الشركات العاملة في هذه الصناعة في صورة ثورية، وأصبح من الطبيعي الآن أن نجد فروعا للسلاسل المشهورة مثل ستار بكس في المجمعات التجارية كافة والمحال الكبرى والفنادق والمستشفيات وفي الكليات الجامعية، بل وفي الأماكن المغلقة كافة أو المفتوحة على السواء.
منذ عشرين عاما تقريبا لم نكن نسمع عن، أو ربما نرى، محلا اسمه كوفي شوب، وقد كان عشاق مشروب القهوة يقتصرون في تناول المشروب على الأشكال الكلاسيكية له، لم نكن نسمع عن، أو نرى مشروبا للقهوة يحمل علامة تجارية، أو مسجلا، باسم شركة متخصصة في هذه الصناعة. اليوم تطورت صناعة مشروب القهوة بصورة جذرية، وأصبح لها تكنولوجيا خاصة، ومراكز بحوث وتطوير، ومختصون في تطوير هذا المشروب، واستراتيجيات تسويقية خاصة، بحيث يتم تقديم المزيج المناسب من المنتج في المكان المناسب والظروف المناسبة؛ لضمان أكبر قدر من المتعة للمستهلك، وبالطبع أكبر إيراد للشركات المنتجة.
بفضل الابتكار السريع في مجال صناعة مشروب القهوة أصبحنا نشرب مشروب القهوة بثوب جديد لمشروبات مثل اللاتيه، والموكا، والاسبرسو، والقهوة المثلجة، والقهوة بالكريمة، والقهوة مع رشة من شراب البرتقال المركز أو أي شراب آخر .. إلخ، وكل منها تحت علامة مسجلة. ومع الانتشار السريع لعادة شرب القهوة في ثوبها الجديد، أصبح مشروب القهوة أحد لوازم الحياة اليومية لمئات الملايين من المستهلكين في العالم حاليا، على سبيل المثال تشير دراسة عن نمو مبيعات مشروب القهوة في الولايات المتحدة، إلى أنه خلال هذا العقد ارتفعت مبيعات مشروب القهوة بخمسة أضعاف ما بين عامي 2000 - 2010، أو بمعدل نمو متوسط 50 في المائة سنويا، كما يقدر إنفاق المستهلكين الحالي على المشروب بنحو 20 مليار دولار سنويا داخل الولايات المتحدة فقط.
أرباب الصناعة يدركون هذا النمو الهائل في الاستهلاك والإقبال المتزايد يوما بعد الآخر على المنتج؛ ولذلك يحرصون على البناء على هذه الأرضية القوية للانطلاق بالصناعة بصورة أكبر نحو آفاق أوسع. على سبيل المثال تخطط كوستا كوفي أن يكون هناك فرع كوستا في كل ركن، وعندما كانت ستار بكس تفكر في التحول إلى صناعة عالمية أشار هاوارد شولتز المدير التنفيذي للشركة إلى أنه سيجعل من علامة ستار بكس علامة عالمية مثل الكوكا كولا، في إشارة إلى النية نحو نشر استهلاك المنتج على نطاق واسع، وفي عام 2001 حققت العلامة المركز الأول بين أسرع العلامات نموا في العالم، واليوم نرى أن هذا الحلم قد تحقق بالفعل، لكن ما هي العوامل الاقتصادية التي تقف وراء هذا الانتشار الواسع للصناعة العالمية لمشروب القهوة؟ هناك أسباب عديدة تقف وراء نمو صناعة مشروب القهوة في العالم بالشكل الحالي، يمكن تلخيصها في الآتي:
السبب الأول: هو التحول الجوهري في تفضيلات وأذواق المستهلكين، حيث استطاعت إمبراطورية صناعة مشروب القهوة العصري أن تخلق لدى السكان في جميع أنحاء العالم الحاجة إلى تناول القهوة بصورة مختلفة، وفي مناخ مختلف، وبمزيج مختلف، وهو ما أدى إلى انتشار الصناعة على النحو الذي نراه حاليا. بالطبع كان نمو انتشار "الكوفي شوبس" على حساب نمو المقاهي الكلاسيكية في الشرق، أو حانات تناول مشروب البيرة في الغرب، وبدلا من الذهاب إلى تلك المقاهي، أصبح الذهاب إلى الكوفي شوب هو السلوك المفضل للمستهلكين في معظم أنحاء العالم، إنه نمط جديد للسلوك. بالطبع لم يكن هذا التحول في السلوك أمرا تلقائيا، وإنما كان نتيجة خطط وحملات إعلانية وترويجية تكلفت مليارات الدولارات، بحيث تربطنا بالمشروب وبالعلامة وبشكل أساسي بخلق الحاجة إلى تناول القهوة كمشروب. وأصبح مستهلكو القهوة يصطفون بصورة أساسية أمام سلاسل تلك المحال بعينها وليس غيرها، نظرا إلى الاحتراف في ابتكار مشروب القهوة الذي حققته تلك الشركات على نحو غير تقليدي بالمذاق والكيفية العصرية التي تجعل المشروب لا يقاوم، وبالشكل الذي يبرر للمستهلك التكلفة المرتفعة التي يدفعها حاليا للحصول على المشروب.
السبب الثاني: هو نمو متوسط الدخول للأفراد في معظم دول العالم على نحو واضح أدى إلى زيادة الطلب على المنتج الجديد، ومن الناحية الاقتصادية، تنقسم السلع من حيث علاقتها بالدخل بشكل عام إلى مجموعتين، المجموعة الأولى يطلق عليها السلع العادية Normal good، أي السلع التي يزيد الطلب عليها مع تزايد الدخل، والمجموعة الثانية ويطلق عليها السلع الرديئة Inferior good، أي السلع التي يقل الطلب عليها مع تزايد الدخل. بظهور شركات صنع مشروب القهوة العابرة للقارات تحول المنتج الجديد لمشروب القهوة إلى قائمة السلع العادية، ومع نمو متوسط الدخول على مستوى العالم أصبح في مقدور مئات الملايين من سكانه دفع ثمن المشروب ذي العلامة التجارية المشهورة، في الوقت الذي هجر السكان فيه مشروب القهوة التقليدي مثل "فنجان القهوة التركي"، نظرا إلى تحوله إلى سلعة رديئة.
السبب الثالث: أن مشروب القهوة ليس من قائمة السلع التي تتأثر بالظروف والأحوال الاقتصادية السيئة باعتباره سلعة استهلاكية ضرورية، وبمعنى آخر لا يدخل ضمن طائفة السلع التي تتأثر بالتقلبات الاقتصادية، ومن ثم فإن الكساد الحالي، على سبيل المثال، لم يؤثر على نمو الصناعة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى الصناعات الأخرى الحساسة للتقلبات الاقتصادية، هذه الخاصية للمنتج تضمن لمثل هذه الصناعة الاستمرار في النمو حتى في ظل ظروف الكساد، فبينما يقوم المستهلكون في أنحاء العالم كافة بتخفيض استهلاكهم من مجموعات السلع الحساسة للتقلبات الاقتصادية مثل السلع المعمرة كالسيارات مثلا، يظل المستهلكون يشربون القهوة في أنحاء العالم كافة؛ لتتدفق الإيرادات ومن ثم الأرباح إلى الشركات.
السبب الرابع: هو تطور تكنولوجيا صناعة مشروب القهوة، حيث أصبح الابتكار ظاهرة مصاحبة لنمو المشروب نتيجة تخصيص الشركات العالمية لصناعة المشروب أقساما خاصة للبحوث والتطوير بها، مهمتها الأساسية ابتكار أشكال جديدة لمشروب القهوة، وتحسين خصائص القائم منها، وتطوير مجموعة من السلعة المكملة التي يمكن استهلاكها مع المشروب. شمل أيضا التطور التكنولوجي ماكينات صناعة القهوة سواء على المستوى التجاري أو على مستوى المستهلك، على سبيل المثال فقد انتشر مشروب "الاسبرسو" في الشرق، ليحل محل المشروب التقليدي "القهوة التركي"، وانتشرت ماكينات صناعة المشروب في كثير من المنازل حاليا، على الرغم من أنه يعد مكلفا نسبيا مقارنة في المشروب التقليدي، لكن مشروب القهوة التركي، كما ذكرنا تحول إلى سلعة رديئة، ولم يعد مفضلا بصورة كبيرة، خصوصا بين السكان صغار السن في عالم اليوم، ولن أستغرب أن يختفي هذا المشروب من حياتنا في غضون سنوات قليلة مقبلة.
السبب الخامس: هو انتشار الحاسوب النقال "اللاب توب" بين عموم السكان في أنحاء العالم كافة، وبالطبع لم تغفل سلسلة الشركات الشهيرة عن هذه الظاهرة، فعملت على تزويد فروعها المنتشرة في أنحاء العالم كافة بخدمة الإنترنت المجاني، حتى يكتمل المزيج المثالي للمنتج، لتعظيم متعة المستهلك "جلسة، وقهوة، وحاسوب، وإنترنت". إنه المزيج السحري الذي هيئته شركات مشروب القهوة العالمية لضمان رفع درجة المنفعة المصاحبة لتناول مشروب القهوة لدى المستهلكين في أنحاء العالم كافة لديها، وبحيث أصبح الجلوس في الكوفي شوب أمتع من الجلوس في المنزل لقطاع عريض من المستهلكين، خصوصا في الغرب، حيث تمثل حانات تناول مشروب البيرة مكانا غير مريح بالنسبة إلى الكثير من السكان الذين يرغبون في قضاء بعض الوقت خارج المنزل.
استراتيجيات التسعير التي تتبعها الشركات العالمية لمشروب القهوة ترتكز على عوامل عدة تجعل من السعر المحدد للمشروب مرتفعا للغاية، ذلك أنه من اللافت للنظر أن سعر بيع مشروب القهوة يختلف بصورة كبيرة عن تكلفته الحقيقية، على سبيل المثال فإن مشروب القهوة الذي يكلف المستهلك في المتوسط خمس دولارات لا تتكلف المواد المستخدمة في صنعه أكثر من 20 سنتا، فكيف يمكن تبرير هذا الفرق الكبير بين تكلفة الصنع وسعر البيع؟ هذا الهامش الكبير تبرره الشركات الدولية لصناعة مشروب القهوة بأن المستهلك عندما يذهب إلى الكوفي شوب فإنه لا يدفع ثمنا لمشروب القهوة، وإنما يدفع ثمنا لمزيج المنتج الذي تقدمه الشركة، أي إضافة إلى شرب القهوة، يدفع المستهلك مقابل الجلوس في مناخ ممتع لمدة زمنية تصل في المتوسط إلى ساعة ونصف، يمكنه خلالها تبادل الحديث مع الأصدقاء، أو البحث في الإنترنت أو قراءة مجلة أو كتاب، ومن ثم فإن الدولارات الخمس هي أساسا في مقابل البيئة المهيأة للمستهلك، وليس المشروب، معنى ذلك أن المستهلك الذي يطلب المنتج "تيك أواي" يدفع بالفعل ثمنا مبالغا فيه لمشروب للقهوة.
كذلك تغالي شركات صناعة مشروب القهوة في ثمنه؛ نظرا إلى أن الطلب على المشروب من جانب المستهلك في المتوسط هو طلب منخفض جدا، وذلك مقارنة في المشروبات الأخرى، فبينما يمكن للمستهلك أن يتناول أكثر كوب للعصير أو الشاي .. إلخ، فإن المستهلك العادي لا يمكنه تناول أكثر من مشروب واحد أو اثنين على الأكثر من القهوة في الجلسة الواحدة، هذا الانخفاض الواضح في حجم الطلب لا بد أن يصاحبه هامش ربح مرتفع في المشروب الواحد، لكي تتمكن الشركات المقدمة للمشروب من الحفاظ على مستويات ربحيتها مرتفعة في ظل هذه الخصائص للطلب.
أكثر من ذلك، فإن شركات صناعة المشروب تستغل خاصية انخفاض مرونة الطلب السعرية لمنتج القهوة، حيث لا يمانع المستهلك بأن يدفع تكاليف إضافية في مقابل الإضافات التي يمكن إضافتها إلى المشروب، مثل قطعة من الكيك، أو مزيد من الكريمة، أو حليب الصويا، أو العصير المركز، إلخ وتحمل المستهلك سعرا مرتفعا جدا لهذه الإضافات مقارنة بتكلفتها الحقيقية. كذلك تميز هذه الشركات في تسعير حجم المشروب على نحو واضح، على سبيل المثال فإن الفرق في السعر بين الحجم الصغير والحجم المتوسط لمشروب القهوة ربما يكون في حدود 1.5 دولار، وكذلك الفرق بين الحجم المتوسط والحجم الكبير الفرق نفسه تقريبا، بينما نجد أن الفرق في تكلفة المواد المستخدمة في صناعة الحجم الأعلى ربما لا يتجاوز خمسة سنتات.
في ظل هذه التطورات والاستراتيجيات للشركات العالمية لصناعة مشروب القهوة أصبحت صناعة المشروب صناعة عالمية يستثمر فيها مليارات الدولارات عبر أنحاء العالم، وأصبحت بالتبعية حبوب القهوة أهم الصادرات الزراعية للدول النامية على الإطلاق، بل ربما يندهش القارئ إذا علم أن تجارة حبوب القهوة هي التجارة الثانية في العالم من حيث القيمة بعد تجارة النفط، حيث تقدر الصادرات العالمية من حبوب القهوة بنحو 60 مليار دولارا سنويا.
بقي أن نشير إلى أن حبوب القهوة التي تنتج في العالم حاليا تأتي من 53 دولة، جميعها تقع حول خط الاستواء، في مداري السرطان والجدي، وتعد البرازيل أهم الدول المنتجة لحبوب القهوة في العالم، حيث تنتج نحو 30 في المائة من الإنتاج العالمي تليها كولومبيا. أما إجمالي إنتاج العالم من حبوب القهوة فيصل سنويا إلى أكثر من سبعة ملايين طن، حيث ينتج العالم حاليا نحو 120 مليون كيس، وذلك مقارنة بنحو 90 مليون كيس في عام 1990، وفي ظل التزايد المستمر في الطلب على المشروب، تتزايد الضغوط نحو التوسع في الرقعة الزراعية للمحصول. باختصار شديد أصبح مشروب القهوة هو المشروب الأكثر شعبية في العالم بعد الماء.
كما جاء في المقال النجاح ليس بسبب المشروب ولكن في بيئة المحل+ فترة الجلوس الغيرمحدودة على كراسي مريحة+ خلوه من الازعاج الموجود في المقاهي الشعبية مما يجعله مكان مناسب جدا لاجتماع الاهل والاصدقاء والزملاء.
شكرا لك د محمد استمتعت بقراءة المقال ولا تصدق اني اقرأة وبيدي كوب من القهوة في ستار بكس بالتحديد اجمالا اوافقك على جميع الأسباب ماعدى السبب الثالث من حيث عدم تأثر هذه الصناعة بالتغيرات الإقتصادية وسأبين السبب من مقالك نفسة ,, حيث قلت أن من اسباب ارتفاع الطلب على منتجات القهوة هو ارتفاع متوسط الدخول في العالم إذا وبنفس المنطق إنخفاض الدخول بسبب ظروف اقتصادية سيئة سيؤدي إلى انخفاض الطلب على هذه السلعة ايضا كثير من عشاق القهوة يمانعون من شربها في محلات مثل ستار بكس ليس لانخفاض دخولهم انما يعتبرون مثل هذه الأسعار نوع من الجشع الغير مبرر
لا يمكن تفسيرُ الفارق الكبير بين سعر البيع ( 5 دولار مثلاً) مع سعر التكلفة (أقل من 25 سنت) .. أو أكثر من 20 مثل !!.. لنصف لتر ماء ساخن بلون أسود ونكهات صناعية ... إلا بكون أن المنتجَ المباع ليس القهوه .... وأنما هو مكانُ الإستراحة وتبادلُ الأحاديث مع خدماتٍ مضافة (الإنترنت) !!!!
مخاوي الذيب : طيب واللي ياخذ القهوة ويشربها خارجا ايش ذنبه .. اعتقد لو كان الامر كذلك لتم وضع اسعار لداخل الكافي واسعار لخارجه ، او ان تضاف على الفاتورة قيمة الخدمة الداخلية .. خصوصا انك ترى في السعودية هناك اكشاك عند محاطات البنزين لبيع القهوة ، فكيف يتم دفع ذلك السعر المبالغ فيه دون الاستفادة من خدمات الجلوس داخل المكان .
وكذلك الاكشاك التي تكون داخل المولات ، فترى ان ثمن القهوة يقارب العشرة ريالات وربما يزيد ، مع العلم انها لا تكلفه ربع ذلك السعر كما ذكر في المقال ، وانما هو تفخيم للسعر واستهداف شرائح معينة من المجتمع باسم العلامة التجارية .
بارك الله فيك شكرا لك دكتور على هذا المقال وللتذكير فقد اعلنت ستار بوكس البارحة عن نتائج اعمالها : سياتل ــ د ب أ ــ واصلت سلسلة مقاهي «ستاربكس» الاميركية انتعاشها بنكهة الكافيين باعلانها الليلة الماضية تحقيق ارباح قياسية في الربع الاخير من عامها المالي، اذ زادت مبيعات فروعها القائمة بنسبة %8. وقالت الشركة ومقرها في سياتل انها حققت ارباحا صافية بقيمة 399 مليون دولار بارتفاع نسبته %85 عن الفترة نفسها قبل عام، اذ زادت العائدات بنسبة %17 لتصل الى 2.8 مليار دولار. وقالت «ستاربكس» ان مبيعات الفروع القائمة ارتفعت بنسبة %8 في الولايات المتحدة وبنسبة %7 على مستوى العالم، على الرغم من المنافسة من منافسين ارخص مثل «ماكدونالدز». وقالت انها تعتزم العام القادم افتتاح 500 مقهى جديد في الولايات المتحدة و400 مقهى على مستوى العالم.
نعم الاسعار غاليه لمشروبات القهوه المذكوره ...بامكان الكثير ملء خزانات سياراتهم بنفس القيمة التي يدفعوها من اجل كوب واحد من اللاتيه المكرمل :)