نظرة سريعة على نتائج الربع الثالث في السعودية (1)

23/10/2010 28
د. أحمد المزروعي

أنتهى إعلان نتائج الشركات السعودية يوم الاربعاء الماضي وإلى حد الآن لم تقم العديد من الشركات بنشر قوائمها المفصلة ليتسنى لنا الإطلاع على بعض التفاصيل و تحديد اسباب بعض التغيرات .. ولذلك في هذا المقال والمقالات القادمة سنلقي نظرة سريعة على شركات قطاعات وشركات مختارة وذلك حسب المعلومات التي توفرت إلى حد الآن..

يمكن القول بشكل عام أن معظم الشركات الكبيرة وخصوصا في قطاعي البتروكيماويات والاتصالات جاءت نتائجها افضل من التوقعات وذلك على عكس قطاع البنوك، أما الشركات المتوسطة والصغيرة فقد حفلت بالعديد من المفاجاءات السلبية وكان بعض هذه المفاجاءات من العيار الثقيل..

قطاع البنوك: جاءت النتائج أقل من التوقعات بشكل عام وبالرغم من أن أياَ من البنوك لم يقم إلى حد الآن بنشر قوائمه المفصلة إلا أنه من الواضح أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك يعود إلى تراجع صافي العمولات الخاصة (الفرق بين عوائد الاقراض والاستثمار وتكاليف الودائع) ويمكن كمثال الاشارة إلى "سامبا" الذي تراجعت صافي عوائد العمولات الخاصة لديه إلى 1108 مليون ريال فقط خلال الربع الثالث اي أقل بـ 14% عن نفس الربع من عام 2009 ويصعب علي حاليا الرجوع إلى القوائم السابقة ولكني أعتقد أن ذلك أقل مستوى لهذا البند منذ حوالي 4 سنوات !!! ... ويجب ملاحظة أن بنك مثل "سامبا" هو من بين البنوك القليلة التي لا تعاني من مشاكل التعرض للديون المتعثرة ... أما البنوك التي تواجه مشاكل في الديون المتعثرة والمخصصات فإنها واجهت نقصا في عوائد العمولات الخاصة بالاضافة الى بقاء المخصصات عند مستويات مرتفعة، أي أنها تلقت صفعتين في آن واحد (ساب والعربي والهولندي  كمثال على ذلك)...

ستظل البنوك السعودية تعاني من آثار انخفاض عوائد العمولات الخاصة في الفترات القادمة بسبب فوائد الاقراض والمرابحات المتدنية وعوائد الاستثمار بالسندات والصكوك المنخفضة حاليا وكذلك بسبب عدم نمو محافظ التمويل والاقراض والذي شاهدناه بوضوح خلال الاثني عشر شهرا الماضية..

البنك الوحيد الذي استطاع تحقيق نمو معتبر في صافي ايرادات العمولات الخاصة هو "بنك الاستثمار" وذلك لكونه الأعلى من ناحية تكاليف التمويل وبالتالي فإنه على عكس البنوك الأخرى يستفيد من انخفاض أسعار الفائدة ومع ذلك فإن ربحيته لم تتحسن بسبب المخصصات الكبيرة الذي توجب عليه تكوينها وذلك بسبب أنه من أكبر المتعرضين للأزمات الأخيرة مقارنة بحجمة..

قطاع البتروكيماويات: على غير المتوقع كانت نتائج الربع الثالث حافلة وعلى الأقل فقد كانت هناك مفاجأة ايجابية واحدة و 3 نتائج مخيبة ... المفاجأة جاءت من "المتقدمة" والنتائج المخيبة من "كيمانول" و "سبكيم" و "بترو رابغ" ..

ففيما يخص "المتقدمة" فقد سجلت قفزة في هوامش الربح على غير العادة التي درجت عليها وكنت تطرقت لذلك في مقال منفصل حول السبب المحتمل لذلك في ظل تكتم الشركة عن اصدار توضيح شاف حول الموضوع ونبقى على أمل أن تقدم الشركة تفصيلات حول الاسباب التي أدت لهذه القفزة ..

"كيمانول" من جانبها دشنت التوسعة وشغلتها تجاريا طوال الربع الثالث ولكن الشركة سجلت خسائر وعاقبها السوق مباشرة ومن الواضح أن اسعار البيع من التوسعة لم تكن كافية لتغطية زيادة التكاليف التشغيلية التي رافقت بدء تشغيل المصانع الجديدة ..

"سبكيم" يبدو أنها ايضا عانت نفس مشكلة "كيمانول" فبالرغم من تدشين التوسعة معظم الربع الثالث إلا أن الأرباح لم تتحسن مقارنة بالربعين الماضيين ويبدو أيضا أن المشكلة في الأسعار للمنتجات الجديدة وعلى حسب تقارير وردت خلال الربع فإنه يحتمل أن مجمع الاسيتيل لم يعمل بكامل طاقته بسبب التعطلات التي حدثت..

أما "بترو رابغ" فلا أدري ما إذا كان مناسبا أن نطلق وصف "مخيبة" على نتائجها وذلك لأن نتائجها كلها منذ أن بدأت الانتاج مخيبة وبالرغم من أن الشركة لم تصدر قوائمها بعد لكن لا نحتاج لذلك كون المشكلة واضحة في الخسائر التي تتكبدها المصفاة وزاد عليها خلال الربع الثالث عدم انتظام مصانع البتروكيماويات خلال شهر أغسطس الماضي وهو السبب الذي قدمته الشركة ولكن حتى في حال انتظامها فإن النتيجة كانت ستكون قريبة من نقطة التعادل بأحسن الاحوال خلال الربع الثالث... بلغ حجم الخسائر 2.7 مليار ريال تقريبا منذ بداية عام 2009 وهو رقم كبير جدا (30 % من راس المال) وهو ما أدى إلى تآكل علاوة الاصدار التي دفعها المكتتبون بالسهم لتصل الخسائر إلى القيمة الاسمية المدفوعة..

ويبدو ان المتعاملين بالسوق قد نفضوا ايديهم من السهم فالسهم ، وحتى قبل اعلان النتائج، كان الوحيد في قطاع البتروكيماويات الذي يتم تداوله عند أدنى مستوى له خلال 18 شهرا ، ما يعني أن لا أحد كان يتوقع اي شئ ايجابي من الشركة !!!

سنتطرق في المقال القادم لقطاعات وشركات أخرى باذن الله...