خلال اندماجك مع برنامج أو دراما على إحدى الفضائيات العربية ينقطع تركيزك فجأة بومضات اشهارية، قد تلعب بأعصابك في البداية لكن عندما تجد نفسك أمام صورة مغرية لما لاذ وطاب من أنواع الشكولاتة أو مشروبات وأجبان وحتى الأطباق، فإن هذا المنظر يبعث في نفسك القليل من البهجة.
وقد طغت اعلانات المشروبات والمأكولات على الشاشة الفضية وكأن شعوبنا تفكر فقط في بطونها، ولكن إذا تمعنا جيداً نجد أن عدد كبير من الإعلانات التجارية المتنوعة اختفت خلال الفترة الماضية وعلى رأسها اعلانات شركات القطاع العقاري التي كانت تطلق حملات مكثفة بين الحين والآخر مستغلة مختلف المواسم الاجتماعية أو الدينية، إلا أن عاصفة الأزمة المالية دفعت بتلك الشركات وطبعا هذا خارج عن إرادتها إلى تقليص نفقاتها. وفي المقابل تزايدت اعلانات الشركات الغذائية خاصة بعد أن استفادت من تراجع اسعار الاعلانات نتيجة انخفاض الطلب، وهذا ما يعكس صمودها خلال أصعب الفترات، وإن لم تنجح في تحقيق المزيد من الأرباح مقارنة بأعوام الطفرة إلا أن تراجع هامش ربحها لن يُخسرها الكثير. فالطلب على الأكل مازال قائما خاصة في الخليج والشرق الاوسط وشمال إفريقيا، لاسيما وأن شعوبنا تحب الأكل وهي مستهلكة بالدرجة الأولى، وهذا ما تؤكده طوابير الجمعيات ومراكز التسوق أو حتى ردهة المطاعم خلال أيام العطلات. وبحسب عالم النفس الأمريكي موسلو وخلال ترتيبه لأولويات الحياة " هرم موسلو"، يؤكد على أن قاعدة الهرم هي الأكل والشرب أي الأساسيات التي لا يمكن أن يستغني عنها الانسان، بينما قد يتخلى عن الحب والمشاعر أوالعطورأو السفر.
وفي أوج الأزمة المالية أكد لي العام المنصرم رئيس امبراطورية غذائية سعودية ولها فروع عديدة بدول التعاون أن مبيعاته ارتفعت، وفعلا عندما أتردد على السوبر ماركت فإن هناك اقبال على مشروب الفيمتو حتى أن أحد المستسوقين في دبي تضايق خلال رمضان الماضي من جمعية تعاونية بعد أن حددت الحد الادنى لشراء المشروب بأربع عبوات كحد أقصى.
وعكس التيار نجحت شركات القطاع الغذائي خلال الفترة الماضية من اطلاق منتجات جديدة خاصة الشركات العالمية مثل دانون ونستله تتناسب والذوق العربي، ناهيك عن سلسلة الماكدونالدز أوالـ كي أف سي، ونجحت أيضاً شركات أخرى في انتاج الألبان ومشتقاتها والعصائر وغيره، وتعزيز نشاطاتها خارج المنطقة فمثلا تعرض فضائية سعودية إعلانا لشركة غذائية باللهجة الجزائرية حيث أنها تدرك أن سوقاً تضم 35 مليون نسمة يولدها ذهباً، فهي لن تدفع مبالغ طائلة مقابل ثواني صور لأهداف غير محققة.
وإذا ألقينا نظرة عامة حول المنتوجات الغذائية في المنطقة نجد أن أغلبها لشركات أجنبية، بينما حصة الشركات الخليجية والعربية محدود مقارنة بها، على الرغم من أن تجربة الشركات المحلية في قطاع الأغذية ناجحة على غرار شركتي المراعي وعوجان السعوديتين وشركتي العين ومسافي الامارتيتين وشركتي سفيتال وحمود بوعلام الجزائريتين وغيره.
طرح فكاهي جيد. عائلة الخرافي الكويتية لديها أمريكانا لمنتجات اللحوم ومنتجات اخرى وتوجد أكثر من شركة محلية أو خليجية بدأت تستحوذ على حصة سوقية جيدة لبعض المنتجات. للأسف نحن ورثنا العادات الإستهلاكية من الشعوب الأخرى ولم نرث عاداتهم الإنتاجية ولكن تفاءلوا بالخير ... تجدوه
تقدروا تجوزو رمضان بلا حمود بوعلام****
خير ان شاء الله
قطاع التجزئة وقطاع المرافق تعتبر من القطاعات الدفاعية وهي من الشركات التي تستفيد بشكل أكبر ونسبياً مقارنة بالقطاعات الأخرى من الأزمات الإقتصادية
للأسف