قلنا في المقال السابق أنه عندما تقوم الشركة بتصنيف استثماراتها كـ "متاحة للبيع" فإن التغيرات في قيمة هذا الاستثمارا سواءا بالارتفاع والانخفاض لاتنعكس على قائمة الدخل ، فمثلا لو أن شركة اشترت مليون سهم في "سابك" بقيمة 60 ريال للسهم وارتفع السهم بنهاية الفترة المالية إلى 80 ريال فإن الفرق وهو 20 مليون ريال يسجل في بند "احتياطي القيمة العادلة" في حقوق المساهمين ويكون موجبا بـ 20 مليون ريال أي أن حقوق المساهمين تزيد بـ 20 مليون ريال ، وفي حال انخفاض سهم سابك إلى 40 ريال مثلا بنهاية الفترة المالية فإن الفرق وهو 20 مليون ريال (بالسالب) يسجل ايضا في بند "احتياطي القيمة العادلة" في حقوق المساهمين ويكون سالبا بمقدار 20 مليون ريال اي أن حقوق المساهمين تنخفض بـ 20 مليون ريال ، وفي الحالتين فإن قائمة الدخل لا تتأثر بالتغير في قيمة هذا الاستثمار...
لكن ماذا سيحدث لو ان هذا الاستثمار استمر منخفضا عن قيمة شراءه لفترة طويلة وأصبحت الإدارة ترى أنه من غير المحتمل أن يعود إلى قيمته الأصلية؟؟؟؟ ففي هذه الحالة يجب أن تعترف الشركة بأن هذا الانخفاض غير مؤقت وبالتالي تقوم بوضع مخصص يسمى بالانخفاض غير المؤقت في قيمة الاستثمار ويتم ادراجه في قائمة الدخل...
في الأسواق المحلية ، ولنضرب مثلا بالسوق السعودي قامت العديد من الشركات بانشاء محافظ للاستثمار بالأسهم خلال الأعوام 2004 – 2006 اثناء طفرة السوق وكانت في الغالب تصنف هذه المحافظ كـ "محفظة للمتاجرة" اي أن الارباح والخسائر يتم ادراجها في قائمة الدخل مباشرة (في الغالب كانت أرباح بسبب صعود السوق) .. ولكن بعد انهيار فبراير قامت العديد من هذه الشركات بإعادة تصنيف محفظة الأسهم إلى "محفظة متاحة للبيع" وذلك لكي تتجنب تسجيل الخسائر في قائمة الدخل وبدلا عن ذلك يظهر الانخفاض الحاصل ضمن بند "احتياطي القيمة العادلة "... لكن المشكلة أن السوق استمر بالتراجع وبالتالي استمرت مكونات هذه المحافظ بالتراجع واصبح واضحا ان ما تم شراءه أيام الطفرة لن يرجع ابدا لما كان عليه....
في مثل هذه الحالة فإنه يجب على هذه الشركات أن تعترف بأن خسائر هذه المحافظ هي خسائر غير مؤقتة ومن ثم يتوجب أن تقوم بالاعتراف بكل هذه الخسائر أو جزء منها في قائمة الدخل... لن أدخل في تفاصيل عن كيفية تقدير الانخفاض غير المؤقت ولا عن المعايير المحاسبية لذلك ولكن سأورد بعض الأمثلة...
العقارية: تمتلك الشركة استثمارات في صناديق أسهم سعودية قيمتها الأصلية حوالي 100 مليون ريال (رقم تقريبي غير دقيق من الذاكرة) تم شراء أغلبها في عامي 2005 و 2006 واستمرت قيمة هذه الاستثمارات بالتراجع عن قيمتها الاساسية منذ عام 2006 ، ووصلت الخسائر غير المحققة أكثر من 45 مليون ريال في فترات عدة على حسب اداءا الاسواق... في نهاية الربع الثاني 2010 تقلصت الخسائر غير المحققة إلى 28.5 مليون ريال فيما بلغت القيمة الاجمالية للاستثمارات هذه حوالي 70 مليون ريال وهو ما أضطر الشركة أخيرا للاعتراف بمعظم هذه الخسائر غير المحققة على أنها خسائر غير مؤقتة خلال الربع الثاني وبالتالي تم تحميل 22.9 مليون ريال كخسارة في قائمة الدخل خلال الربع الثاني 2010..
وتم الاشارة هنا للعقارية كمثال نظرا لأنها من بين الشركات القليلة التي تاخرت في الاعتراف بهذه الخسائر أو جزء منها على أنها غير مؤقتة ...
المملكة القابضة: تصنف شركة المملكة القابضة محفظتها الاستثمارية والتي تشمل العديد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في الاسهم كـ "أستثمارات متاحة للبيع" ويعني ذلك انها تدرج تغيراتها في حقوق المساهمين إلا أنه وفي عام 2008 سجلت محفظة الشركة تراجعات كبيرة جدا نظرا لأن سهم "سيتي جروب" كان يشكل جزءا كبيرا من المحفظة كما تعرضت ايضا استثماراتها المحلية لتراجعات كبيرة (التصنيع – الأبحاث – سامبا وغيرها) وإن كانت أقل حدة ....
وبنهاية عام 2008 بلغ مجموع الخسائر غير المحققة والمدرجة في حقوق المساهمين حوالي 28 مليار ريال وقامت الشركة بالاعتراف بخسائر انخفاض غير مؤقت قدرها 12.26 مليار ريال فقط خلال الربع الرابع 2008 وذلك فضلا عن الخسائر الاخرى "المحققة" التي سجلتها الشركة في ذلك العام نتيجة لبيع بعض استثماراتها في الأسهم بأقل من القيمة المسجلة في دفاترها.. ومعنى ذلك أن الشركة بنهاية عام 2008 لم تعترف بجميع الخسائر المحققة وانما بجزء منها فقط حيث كانت لاتزال هناك خسائر غير محققة لم تعترف بها الشركة ضمن قائمة الدخل بقيمة 15.70 مليار ريال بنهاية عام 2008 وانخفضت في نهاية عام 2009 إلى 13.24 مليار ريال ومع استمرار انخفاض سعر سهم "سيتي جروب" في السوق فإنه يبدو ان الشركة ستضطر عاجلا أو آجلا للاعتراف بجزء كبير من هذه الخسائر غير المحققة ضمن قائمة الدخل وربما يحدث ذلك بنهاية العام الحالي...
سنتعرض بإذن الله لأمثلة اخرى في المقال المخصص للاستثمارات المتاحة للبيع وسنرى أن هناك شركات مثل "نماء" و "زجاج" و "السيارات" و "مبرد" على سبيل المثال لاتزال تسجل خسائر غير محققة في محافظها وذلك في حقوق المساهمين وربما تضطر للاعتراف بها لاحقا في قائمة الدخل اذا استمرت الأسواق على حالها...
سنتعرض في المقال القادم بإذن الله لمصطلح "الشركات الزميلة أو الشقيقة" مع ايراد أمثلة.
بارك الله فيك يادكتور ونفع الله بعلمك .... واذا تكرمت ممكن فكرة بسيطة عن استثمارات الدوائية وشكرا جزيلا
بارك الله فيك يادكتور تقوم شركة زجاج بالاعتراف التدريجى لهذه الخسائرفى قائمة الدخل تم عمل مخصص بقيمة 5 ملبون بنهاية 2009 و مخصص بقيمة 21 ملبون بنهاية 2008 و تم عمل مخصص بقيمة اكبر من 40 ملبون بنهاية 2006
شكرا يا دكتورنا يا رائع ويا ليت تدرس لنا مستقبل شركات التأمين الناجحة التي لديها هيئة شرعية وكم ممكن ترتفع استثماراتها + ارتفاعات في قيمة عوائد التأمين
يا دكتور بحسب ما اذكر فان خسائر مبرد من استثماراتها غير المتاحة أكثر من 100 مليون ريال .... واذا قامت الشركة باطفاء هذي الخسائر راح تواجه التوقيف لان الخسائر راح تتجاوز 75 % من راس المال
ياريت يادكتور لو تشمل شركة عسير ايضا وشكرا.
شكرا يادكتور . ويبدو أن خسائر اسمنت العربية العام السابق كانت من هذا القبيل في شركة بالأردن وحرمونا توزيع الأرباح وطاح السهم إلى اليوم.
ممكن طلب دكتور ممكن تعطينا رايك كتحليل مالي كامل عن مصنع التمو بالاحساء التي تشارك فيه الاحسا والشرقية للتمنية وما رايك بمشروع التمور هل مربح وكم هامش الربح فيه وهل توجد دراسات جدوى بخصوصه انتظر جوابك
الله يعطيك العافية دكتور احمد عندي سؤالين .. السؤال الأول : كم يتم اقتطاع من الارباح واضافتها الى حقوق المساهمين لأي شركة بالسوق ؟؟؟ ومتى يكون التدفق النقدي مهم للمستثمر ... أو بمعنى آخر كيف يستفيد المستثمر من قائمة التدفق النقدي ...؟؟ السؤال الثاني : ماهي الأدوات المالية الفرعية والثانوية والتي يجب أن تكون ذات أهمية بعد القوائم المالية الأساسية مثل ( المبيعات والربح التشغيلي وصافي الربح والقيمة الدفترية وديون الشركة ) بالاضافة الى العوامل الاخرى مثل نشاط الشركة ووضعها التنافسي ونسب المخاطرة ... والله يعطيك العافية .. ولازالت أنتظر وجهة نظرك في طريقة الاستثمار بأسلوب ال DRIP NVESTING ولك جزيل الشكر وخالص التقدير
معشي الذيب سأطرح مثال عن الدوائية في المقال القادم باذن الله
abdulhalim شكرا على الاضافة
مستثمر باحث كما ذكرت سابقا في أحد الردود أنه بسبب أن أكثر الشركات حديثة في التأمين فلن نستطيع أن نحكم عليها قبل نهاية النصف الأول 2011 لأنه باستثناء الشركات الثلاث الكبيرة الباقين لازالوا في خطواتهم الاولى ولانستطيع تحديد حجم نجاحهم أوفشلهم قبل ذلك..
افلاطون لا لن تواجه مبرد الايقاف في حال اعترفت بخسائر المحفظة المحققة لأنه ينظر إلى جميع مكونات راس المال حين احتساب الـ نسبة الـ 75 % والى حد الان خسائرها الاجمالية (الصافية بمافيها الخسائر المشار اليها والارباح المبقاة وغيرها) حوالي 10 %...
Abo Salah خسائر اسمنت العربية كانت من نوع ثاني مشابه ولكن ليس بالضبط المشار اليه في المقال... فمثلا كانت عبارة عن 50 مليون اطفاء شهرة وتخفيض قيمة الاستثمار للشركة الأردنية ومعنى ذلك أن اسمنت العربية دفعت سعرا أعلى من العادل للحصة وايضا عوائد النشاط لم تعد تبرر تسجيل السعر السابق في دفاتر الشركة... ايضا هناك خسارة 81 مليون ريال نتجت عن الاستغناء عن الخطوط القديمة بالشركة والتي لم تعد لها قيمة بسبب ضعف انتاجيتها...
ميسور الحال مشروع التمور المشترك بين الأحساء والشرقية يخسر منذ أول يوم بدا نشاطه قبل أكثر من 10 سنوات ... تكلف انشاؤه 20 مليون ريال وقد خسرت الشركتين كل هذا المبلغ بكامله مع مرور الزمن واعترفوا بهذه الخسائر سابقا ... الاحساء ايضا لم تخسر رأس المال فقط وانما خسرت ايضا القروض التي قدمتها للمشروع (8.5 مليون ريال) واعترفت بذلك ايضا أظن قبل سنتين .. الشركتين اعادوا تشغيل المشروع بعد ايقافه ولا أعتقد ان مشروع فشل منذ تاسيسه منذ 1995 سيمكنه تحقيق أرباح خصوصا وان سجل الشركتين المالكتين سئ جدا في ادارة المشاريع..
محمد هادي يتم اضافة جميع الارباح غير الموزعة لحقوق المساهمين فمثلا اذا حققت شركة 100 مليون ريال ووزعت 30 مليون فإن مايتم اضافته هو الـ 70 مليون ريال... بالنسبة لقائمة التدفق النقدي فهي غير مهمة بشكل كبير في معظم الشركات السعودية وكذلك بالخليج والسبب أن أهميتها تكمن للشركات التي تمول توسعاتها وانفاقها الرأسمالي بالدين بشكل كبير وتقوم بعمليات استحواذ متواصلة ومعظم الشركات تمويلها ذاتي بشكل كبير في المنطقة.... شركات البتروكيماويات تمول مشاريعها بالدين بنسبة عالية لكن بسبب هوامش الربح العالية التي تحققها فإن أهمية قائمة التدفق النقدي للمستثمرين تصبح غير كبيرة... أنا هنا أتكلم من وجهة نظر المستثمر فقط...رغم ذلك هناك بعض المعلومات المفيدة التي يمكن استنتاجها من القائمة ولا يتم الافصاح عنها بشكل كافي (الاستهلاك مثلا). بالنسبة لأهم نقطة تهم المستثمر هو الوضع المستقبلي للشركة وقدرته على معرفة الظروف المتغيرة ولا يمكن قراءتها من القوائم المالية لأنها معلومات تاريخية وفي الغالب يكون السوق قد استوعبها... ايضا اسعار منتجاتها والمنافسة مهمة جدا وهل الشركة تزيد حصتها في السوق ام انها تتناقص ... الموضوع طويل جدا جدا
بالنسبة لمووضع الـ DRIP فلا ارى أنه قد يكون طريقة جيدة في منطقتنا نظرا لاختلاف الظروف فمثلا لا يوجد عندنا شركات مسيطرة ومتفوقة تكنولوجيا مثل جونسون اند جونسون وبروكتر اند جامبل وانتل و يونيليفر وثري ام وهذه هي الشركات التي تناسب مثل هذه الطريقة... أعتقد انه مناسب لنا أكثر أن نطبق الطريقة ولكن سنة بسنة اي انه يتم التغيير كل سنة نظرا لأن الظروف هنا متغيرة بشكل كبير جدا.... يعني مثلا لو بدات اليوم تختار شركة معينة يكون سعرها مناسب وتوزع أرباح ويتوقع لها نمو السنة القادمة وتستتثمر بها بشكل شهري وتشتري كذلك بالارباح الموزعة في نفس السهم وتستمر على ذلك حتى يوم 10 اكتوبر من السنة القادمة ثم تعيد النظر مرة اخرى في ذلك الوقت فاما ان تستمر بنفس الشركة او تقرر أن هناك شركة أكثر مناسبة على أن يكون الاختيار دقيقا والا تكون اداة للمضاربة لأنه اذا تحول الامر للمضاربة ستنتفي الفكرة من اصلها...
اشكرك دكتور على التوضيح استاذنك هل ممكن التواصل معاك عبر الايميل الخاص بكم ان كان ذلك ممكن ولكم شكري
بارك الله فيك دكتور احمد صحيح بالنسبة لأهم نقطة هي المستقبل وذلك يكون بقراءة الماضي واستقراء المستقبل ومعرفة التغيرات على اوضاع الشركة وقد يكون خير مثال شركات التشييد والبناء المرتبطة بمشاريع النفط والبتروكمياويات ومرتبطة بعقود من ارامكوا مثل شركتي المعجل وانابيب العربية والسعودية التي كانت شركات تحقق ارباح عالية جدا ً في طفرة المشاريع مابين 2003 و 2008 لكنها تراجعت بشكل حاد العاميين الماضيين .. وغيرها من الامثلة سواء في التغير الايجابي او السلبي لاوضاع الشركات .. المنافسة ايضا ً مهمة لكن يقابلها قوة حجم الطلب وغيرها من العوامل مثل ماذكرت انت ... ----------------------- طريقة DRIP بالفعل هذا ماكنت أشير له في المثال الأمريكي بالدرجة الأولى هي شركة جونسون أند جونسون اللي ارباحها في نمو منذ أكثر من 100 سنة أو بروكت اند جامبل اللي هم من اكبر الشركات الدفاعية وغيرها من الشركات الدفاعية في السوق الأمريكي التي حتى مع انهيار السوق الامريكي عام 2000 ارتفعت بعد سنة أو سنتين مابين 20 الى 100 % لأنها شركات ذات طلب في منتجاتها سواء في انهيار او انتعاش اقتصادي لكنها لاترتفع بشكل كبير (عادة ً ) مع الطفرات ... لذلك هي تكون أكثر قوة وتماسك وطلب من قبل الصناديق وكبار التجار في حال انهيار البورصة أو ركود اقتصادي ... ولا ادري بالنسبة للأسواق المحلية أعتقد ان شركات التجزئة التي لديها سيطرة أكبر ولها القدرة على التوسع تكون هي قريبة من الأمثلة في الأمريكي .. لكن يكون الشراء الاستثمار للطريقة التي ذكرتها بسعر رخيص جدا ً يعني يكون في انهيار السوق لأي سبب اقتصادي او سياسي .. واعتقد انه يجب البحث عن الشركات الدورية مثل شركات البتروكيماويات شركات النفط وشركات المعادن وباقي السلع التي يحدث لها فترات انتعاش وفترات كساد يستغل المستثمر فترات الانتعاش بالخروج على دفعات ويصبر ويستغل المستثمر فترات الكساد بالدخول على دفعات ويصبر وانت ذكرت في مشاركة سابقة وممتازة .. عن أن الاسواق المحلية والاقليمية عن صعوبة الاستثمار بعيد المدى بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية ( حرب الخليج الثانية 1990- تقلب اسعار النفط مابين ارتفاع وانخفاض - احداث سبتمبر - حرب الخليج الثالثة 2003 - طفرة الاسواق وانهيارها - الازمة العالمية 2008 ) .. توجد اسئلة لكن ان شاء الله تكون في الحلقات القادمة لك تحياتي
الأخ ميسور ارسل .. لا مانع... مع ملاحظة اني كسول بالنسبة للرد على الاستفسارات الفردية ونشيط فيما يخص الاستفسارات التي يقرأها مجموعة من الاشخاص مثلما يحدث هنا
كم الايميل دكتورنا الغالي
دكتور احمد ياريت توضح اكثر كيف قائمة التدفق النقدي غير مهمه في السوق السعودي وكيف انها مهمه فقط للشركات التي تمول توسعاتها بالدين فقط وكذللك انها غير مهمه للمستثمرين؟