نظرة على الشركات الرابحة في "السوق السعودي" خلال الـ 12 شهرا الماضية

14/09/2010 29
د. أحمد المزروعي

لفت انتباهي التقرير الذي نشرته أرقام حول أداء الأسهم في أسواق الخليج خلال الفترة مابين عيدي الفطر لعامي 2009 و 2010 والذي يتضح فيه التفاوت الكبير في أداء الاسهم ، فمثلا في السوق السعودي ، وهو الأكثر نشاطا ما بين أسواق المنطقة ، وخلال فترة ما بين العيدين هناك أسهم سجلت ارتفاعات كبيرة (أكبر من 50 %) خلال الـ 12 شهرا الماضية ، وهناك شركات فقدت أكثر من 50 % من اسعارها في نفس الفترة في الوقت الذي كان فيه مؤشر السوق السعودي يراوح مكانه حول مستوى الـ 6000 – 6300 نقطة خلال الفترتين..

أو بمعنى آخر فإن من كان في المكان الصحيح حقق أرباحا جيدة في حين أن من كان في المكان الخطأ قد سجل خسائر كبيرة على افتراض الاحتفاظ بهذه الأسهم خلال هذه الفترة.... وهذا التفاوت الكبير في الأداء يدل على أن السوق السعودي أصبح أكثر نضجا مقارنة بما كان عليه قبل عدة سنوات عندما كانت الأسهم ترتفع و تنخفض على نفس الوتيرة بصرف النظر عن الأساسيات ...

والآن لنرى ماهي الأسباب التي أدت لارتفاع الاسهم التي سجلت أعلى ارتفاع و سأكتفي بالشركات الأربع في أعلى القائمة كما في الجدول التالي:

وسابدأ بشركة "التعاونية" حيث كانت شرارة الارتفاع هو نتائج الشركة للربع الثالث من عام 2009 والتي كانت تزيد بكثير عن وتيرة الأرباح المسجلة خلال السنتين التي سبقت ذلك وارتفع سعر السهم بالحد الأقصى في اليوم الذي تلى إعلان النتائج إلى 53 ريال تقريبا بمعنى أنه حتى من اشترى بالحد الأقصى بعد الإعلان قد حقق أرباحا جيدة لاحقا وذلك مع استمرار تحقيق الشركة لأرباح فصلية عالية في الارباع التالية توازي ما تم تحقيقه خلال الربع الثالث 2009..

بالنسبة لشركة "أسواق العثيم" فقد كان الصعود تدريجيا بداية من نتائج الربع الثالث 2009 الجيدة وحتى إعلان نتائج الربع الأول 2010 والتي أظهرت بمجملها تحسنا واضحا في هوامش الربح...

أما شركة "الفخارية" فقد بدأت الصعود قبيل إعلان نتائج الربع الرابع 2009 ، اي منذ بداية شهر يناير 2010 ، وظهرت النتائج الرسمية في يوم 19 يناير بعد ان ارتفع السهم بـ 15 % عن بداية الشهر وكانت النتائج لذلك الربع قوية وكذلك كانت نتائج الربعين التاليين ، ولكن حتى من دخل الحفلة متأخرا أي بعد ظهور نتائج الربع الرابع واحتفظ بالسهم فقد حقق أرباحا جيدة لاحقا..

أما شركة "الكيميائية" فيبدو انها حالة خاصة حيث ان سعر السهم كان منخفضا في مثل هذا الوقت من العام الماضي حيث كان يتم تداوله بـ 32 ريالا فقط في حين كان يتوقع أن تحقق الشركة أرباحا تزيد على 4 ريال للسهم (حققت الشركة 4.76 ريال للسهم خلال عام 2009 متضمنة التعويض من بنادول) وطبعا معروف قصة الجدال التي دارت العام الماضي حول صفقة شراء الصيدليات والملابسات التي أدت إلى جعل سعر السهم منخفضا لفترة طويلة العام الماضي لكن بدأت الثقة تعود تدريجيا للسهم رغم أن ادارة الشركة لم تقم باستعادة أموال صفقة الصيدليات بعد..

لاحظ أن الشركات الأربع بالاضافة إلى الأرباح الرأسمالية قد قامت بتوزيع أرباحا نقدية خلال هذه الفترة فالتعاونية وزعت 4 ريال للسهم (يعادل 9 % من سعر السهم لمن اشترى بعد اجازة عيد الفطر الماضي) ، والعثيم وزعت 2.5 ريال للسهم (يعادل 6 % من سعر السهم بعد اجازة عيد الفطر الماضي) ، والفخارية وزعت 2.25 ريال للسهم (حوالي 6 % من سعر السهم بعد اجازة عيد الفطر الماضي) ، والكيميائية وزعت 4 ريال للسهم على مرحلتين (يعادل 13 % من سعر السهم بعد اجازة عيد الفطر الماضي)..

لا أشك مطلقا بأننا في عيد الفطر القادم (إذا كان لنا عمر) سننظر للخلف وسنرى نفس السيناريو يتكرر ولكن مع شركات أخرى ستفاجئنا بنتائج ايجابية خلال الفترات القادمة لذلك أنصح بوضع الشركات التي يتوقع أن تأتي بمفاجاءات ايجابية تحت المجهر خصوصا تلك الشركات التي تكون أسعارها معقولة ، كما ينصح بتجنب الشركات التي تحقق نتائج غير جيدة مهما بدا سعرها مغريا ويمكن التأكيد على النقطة الثانية بمشاهدة أداء الشركات التي تراجعت أرباحها وأعطت انذارا مبكرا منذ العام الماضي مثل الكابلات (- 55 %) و مسك (- 66 %) والمعجل (- 41 %) على سبيل المثال لا الحصر ..

ولا تنسى عزيزي القارئ أن هذه معلومات تاريخية لفترة مضت ... وربما تكون الشركات الأفضل اداءا خلال الفترة الماضية هي الأسوأ العام القادم والعكس بالعكس.. وسننتظر نتائج الربع الثالث وكذلك الربع الرابع لنرى ماهي الشركات التي ستفاجئنا ايجابا و سلبا ...