تعرض سوق دبي المالي خلال الفترة الماضية لضغوط هائلة ،وضعت مؤشره العام تحت مستوى ألف وخمسمئة نقطة أكثر من مرة ، وقد لعب الاستثمار الأجنبي – من غير العرب والخليجيين - خلال السنوات الماضية دورا مؤثرا في قيادة السوق صعودا وهبوطا ، بل وتمكن الاستثمار الأجنبي في كل حركة شراء له من جذب المستثمرين الآخرين وفي كل حركة بيع له من طرد المستثمرين الآخرين حتى أصبح المضارب يثق بحركة الاستثمار الأجنبي أكثر مما يثق بأي تحليل فني أو أساسي .
بعد انتهاجه سياسة البيع والخروج من السوق خلال النصف الأول من العام الحالي ، عاد المســـــــــتثمر الأجنبي للشراء الهادئ منذ مطلع آب الماضي وحتى الوقت الراهن ، وتشير إحصائيات سوق دبي المالي إلى أن الفرق بين ما تم بيعه من قبل المستثمر الأجنبي وما تم شراءه خلال الأسابيع الأربعة الماضية أكثر من ثلاثة وسبعين مليون درهم لصالح عمليات الشراء، وفقا للجدول التالي :
ارتفاع حصيلة الشراء لدى المستثمر الأجنبي خلال الشهر الماضي تزامن مع ارتفاع حصيلة الشراء لدى المستثمر المؤسسي ، حيث بلغ صافي شراء الإستثمار المؤسسي خلال الفترة من 1- 30 /8/2010 نحو تسعين مليون درهم ، وفقا للجدول التالي :
من المؤسف القول أن دخول المضاربين والمستثمرين المحليين خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان جاء على خلفية الشراء الذي قام به المستثمر الأجنبي ، وبالتالي فإن أي بيع يقوم به المستثمر الأجنبي خلال الأيام القادمة قد يؤدي إلى خروج المستثمرين الآخرين ، والسؤال المشروع هو إلى أي مدى سيستمر المستثمر الأجنبي بالشراء ؟!.. وهل سيكتفي بما اشتراه قبل العيد ؟.. أم أنه سيتابع الشراء ؟ .. والسؤال الأهم لماذا يشترى المستثمر الأجنبي الآن ؟!.. ما الحوافز التي دفعته لاحتلال مراكز استثمارية جديدة ؟ .. هل هي الأخبار الإيجابية المتعلقة بحل قضية ديون دبي العالمية ؟ .. أم هي التوقعات بضم الأسواق المالية في الإمارات إلى سلسلة "مؤشرات فوتسي" للأسهم العالمية ؟
مما لا شك فيه أن المستثمر الأجنبي يحصل على المعلومات والأخبار قبل المستثمر المحلي – الأدلة على ذلك كثيرة – وإذا كانت الأخبار الإيجابية المتعلقة بقضية ديون دبي العالمية مستهلكة وشبه معروفة فإني أستبعد قيام المستثمر الأجنبي باحتلال مراكزه الاستثمارية الأخيرة بناء عليها ، وبالتالي فإن المحفز الأهم للمستثمر الأجنبي كان على ما يبدو علمه قبل غيره بشأن التوجهات الموجودة لدى مجموعة فوتسي ، وثبات نيتها بضم الأسواق المالية في الإمارات إلى مؤشراتها للأسهم العالمية ضمن مؤشر الأسواق المالية الناشئة الثانوية اعتبارا من 17 سبتمبر الجاري ، ويبدو أن المستثمر الأجنبي الذي أصبح يعرف "الخبايا النفسية " للمستثمرين الآخرين استغل معرفته لهذا الخبر وبدأ "بالتجميع " خلال الشهر الماضي ليقوم بعد العيد برفع السوق ثم تصريف ما تم جمعه ، هذا احتمال ، أما إذا تابع المستثمر الأجنبي الشراء بعد العيد وعزز مراكزه الاستثمارية، وهو احتمال آخر ، فمعنى ذلك أن هذا المستثمر الأجنبي سيتجه للاحتفاظ بأسهمه لأجل متوسط ربما يمتد لثلاثة أشهر أي حتى مطلع العام القادم .
إن اختيار أسواق المال في الإمارات ضمن سلسلة مؤشرات فوتسي خبر مهم جدا للأسواق المالية المحلية لأنه يمهد لظهور الأسواق المحلية ضمن مؤشرات أخرى مثل مؤشر" مورجان ستانلي" الأوسع نطاقا ،ما يعني وضع كل من سوقي دبي وأبوظبي تحت مجهر المستثمرين الأجانب حول العالم خصوصا الاستثمارات المؤسسية للصناديق والمحافظ الكبرى التي تواكب مثل هذه المؤشرات، وتدخل إلى الأسواق التي تشملها حتى يبقى أداؤها مجزيا .
تداولات ما بعد العيد ستكون فاصلة بشأن التوجهات القادمة للمستثمر الأجنبي وعليه فإن مراقبة هذا المؤشر ستكون حاسمة للكثير من المضاربين ، و المطلوب من صغار المتداولين في المعمعة المنتظرة ، الحذر الشديد و الاستقواء بمحللين ملمين بسلوك المستثمر الأجنبي قبل الإقدام على أي خطوة غير محسوبة، فحركة السوق بعد رمضان قد تكون شديدة التذبذب و مختلفة تماما عن حركتها في رمضان وما قبل رمضان .
عند جهينة الخبر اليقين
صراحه الاجنبي عندهم مصداقيه اكثر من المحليين فلو تم شراء من قبل اجانب اكيد في خبر حلو واذا كان في بيع من اجانب حتى لو في اخبار ايجابيه ,,, لا تصدق ترى في خبر سلبي في الخفاء