السوق السعودي وتواتر الأخبار السلبيه ... سابك بين مطرقة تراجع الطلب وسندان إعادة تقييم الشهرة

04/07/2009 4
محمد النهدي

كنت قد اوردت في مقال سابق عن إحتمالية تاثر أرباح البنوك السعودية المدرجة بالسوق مع تواتر الأنباء السلبية خلال الفترة الماضية الأمر الذي قد يكون أحد الأسباب التي تساهم في تراجع السوق في الفترة القادمة، واليوم اتحدث عن أهم المعوقات من وجهة نظري التي تواجهها عملاق البتروكيماويات في المنطقة شركة الصناعات الاساسية (سابك) والتي تمثل 10 % من قيمة السوق وفقا لطريقة الأسهم الحرة.

لايزال الاقتصاد الحقيقي يعاني خلال 2009 تحديدات كبيرة بسبب الازمة المالية العالمية مع عزوف المؤسسات المالية عن الاقراض الأمر الذي أضر بالطلب على صناعة البتروكيماويات وهو مايلاحظ على سابك من خلال تراجع حجم مبيعاتها في الربع الأول مقارنة بالأرباع السابقه لتصل إلى أقل من 20 مليار ريال. إضافة إلى إن الشركة باعت في الربع الأول نحو 67 % من مخزونها المتوفر في نهاية الربع الرابع 2008  مقارنة بـ 80 % و116 % في الربعين السابقين وهو مايؤكد تراجع الطلب على منتجات الشركة.

وبنظره سريعه على انشطة سابك خلال الربع الأول نجد ان قطاعي الكيماويات والمعادن سجلا خسائر بلغت 2.4 مليار ريال للأول (1.18 مليار خسائر إطفاء شهره) و أكثر من 200 مليون ريال لقطاع المعادن فيما سجل قطاع الأسمدة أرباح بقيمة 670 مليون ريال. ويبدو ان ارتفاع التكاليف لوحدات الشركة في الخارج ساهمت بشكل كبير في تأكل ارباح شركاتها المحلية ذات التكاليف المنخفضة.

إن المتتبع لصناعة البتروكيماويات يرى تحسن أسعار المنتجات البتروكيماوية خلال النصف الأول من العام والتي ارتفعت بمتوسط 50 % مقارنة ببداية العام منها 20 % خلال الربع الثاني، إلا ان هذه الارتفاعات لم تكن نتيجة تحسن اساسيات سوق البتروكيماويات وانما نتاج عوامل عده لسنا بصدد ذكرها.

وعلى الرغم من ارتفاع الاسعار التي ستساهم في تحسن إيرادات الشركة في الربع الثاني، إلا ان الشركة واجهت عدة تحديات خلال هذ الفترة ابرزها تأخر دخول بعض مشاريعها التوسعية مرحلة الانتاج، إضافة إلى توقف بعض مصانعها لاعمال الصيانه، كما ان نقص امدادات المياه لعدد من مصانع الشركة في مدينة الجبيل أثر على عمليات الشركة الانتاجية.

ومن المتوقع أن تدخل مرحلة الانتاج خلال النصف الثاني 2009 طاقات انتاجيه كبيره من منطقة الشرق الأوسط لشركات في السعودية وايران والكويت وقطر إضافة إلى شركات صينية وهندية الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة المعروض من مواد هذه الصناعه شديدة الحساسية ويسهم في تخفيض الأسعار مستقبلاً كما يتوقع عدد من خبراء الصناعه البتروكيماوية.

وكان الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة قد صرح في أبريل الماضي أن الشركة ستخفض انتاجها أو تغلق بعض مصانعها التي لاتعمل بشكل جيد في إطار عملية إعادة الهيكلة، وهو مايعني تلميحاً منه بانخفاض الطلب على منتجات سابك بالاضافة الى انه سيساهم في ارتفاع التكلفة.

ولايخفى على احد ماتواجهه الشركة من تهم إغراق للسوق الصيني والهندي ومانتج عنها من إجراءات حمائية من تلك الدول التي تعد أحد أهم الأسواق لتصريف منتجات شركات المنطقة من البتروكيماويات إضافة إلى انه يعول على هذه الدول المساهمه في نمو الاقتصاد العالمي وتحسين الطلب العالمي.

إلى ذلك قد تتغير نتائج سابك في الربع الثاني بناءا على إعادة تقييم الشهرة لشركة البلاستيكيات المبتكرة كما حدث خلال الربع الأول، ويدعم هذا الاتجاه ماصرح به الرئيس التنفيذي عندما قال ان سابك قد تضطر إلى إعادة تقييم الشهرة في الربع الثاني وان ذلك يعتمد على تطور أوضاع منتجات الشركة.

وبالعوده إلى الوراء وتحديداً في نهاية 2007 عندما استحوذت سابك على وحدت البلاستيك التابعة لجنرال الكتريك بقيمة تصل إلى 44 مليار ريال منها أكثر من 10 مليارات ريال سجلت كشهره، نجد ان نتائج سابك للربع الأخير من ذلك العام جاءت اقل من توقعات المراقبين بكثير الأمر الذي ساهم في تراجع السوق بشكل حاد في تلك الفترة.

وتأثرت اعمال شركة البلاستيكيات المبتكرة بالازمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم وخصوصا في امريكا، حيث تستعمل منتجاتها في صناعات السيارات التي شهدت افلاس اثنين من كبار مصنعي السيارات في العالم، وقطاع الانشاءات الذي تأثر مع ازمة الرهن العقاري. وكان رئيس مجلس إدارة سابك قد اشار في مايو الماضي إلى ان معظم منتجات الشركة لم تشهد تكدساً باستثناء بعض منتجات البلاستيك المتخصص والتي واجهت انخفاضاً في الأسعار ايضاً. وحالياً تنوي الشركة توسيع أعمالها خارج امريكا لاعتبارات بيئية وتوفر الغاز اللقيم الأمر الذي يوضح ارتفاع تكاليف صناعة البلاستيكيات في امريكا.

ختاماً يبقى توقع أرباح سابك للربع الثاني من الأمور المعقدة والتي لايمكن لأي شخص فك طلاسمها مع نقص المعلومة، إلا أن الأمر المؤكد هو أن الأسعار التي يتم تداول سهم سابك عندها هي مستويات مرتفعه جداً وجاءت من خلال المضاربات في سوق الأسهم السعودي!!