الكل منا يعلم ماهية التقنية وفوائدها في حياتنا اليومية ومالها من إسهامات في تطور الشعوب وتقدمها. فتجدك دائما في استخدام التقنيات المختلفة في حياتك اليومية منذ أن تذهب في الصباح الباكر إلى مكان عملك أو دراستك وحتى تعود منه إلى بيتك. فعلى سبيل المثال تجدك تقود سيارة ذات تقنيه مذهله تطورت بسرعة عبر الزمن واستخدامك ما فيها من تكييف و راديو وأجهزه الكترونية وغيرها وأيضا تجدك تستخدم عددا من الاجهزه التقنية الأخرى ذي تقنيات مختلفة ومعقده في عملك اليومي مثل أجهزه الحاسوب والاتصالات وغيرها الكثير ... وحتى في أوقات الفراغ تجدك في استخدام لتقنيات أخرى كالتلفاز والفيديو وغيرها.
وبالنظر إلى الجانب الصناعي فهناك مايسمى بتقنيه العمليات الصناعية (Process Technology),وهي تقنيه طورت بهدف إنتاج منتج معين وهي تشمل سلسله عمليات كيميائيه مختلفة مثل الفصل والتقطير والتفاعلات والمحفزات وغيرها. فعلى سبيل المثال تحليه المياه و إنتاج الكهرباء, وصناعات البتروكيماويات كلها تشمل تقنيات مختلفة تم تصميمها من قبل شركات أو بما يسمى بمرخصين التقنيات (Technology licensors).
في هذه المقالة سنحاول سويا مناقشه التقنيه وكذلك دور مجتمعاتنا العربية في هذا المجال. فالتقنية تشكل ركيزة أساسيه للانطلاق نحو التقدم والازدهار لكل مجتمع وخاصة مجتمعاتنا العربية والتي هي بحاجه ماسه إلى التفكير بجديه والعمل بإخلاص لتطوير تقنيات تحمل اسم بلد عربي أو أكثر لكي تستطيع إللحاق بالمجتمعات الأخرى التي تقدمت علينا في مجال التقنية وأبدعت في تطويرها و تسويقها لجميع دول العالم. وغير خاف على احد ما أحدثته التقنية في تطور بعض الدول كاليابان وألمانيا بالرغم التحديات التي واجهتهما من خلال الحروب.
ما يهمنا هنا هو التفكير سويا في حال مجتمعاتنا العربية ووضعها المخجل في مجال التقنية مقارنه بالمجتمعات الأخرى التي تهتم دائما بالابتكار والتطوير وتقديم أفضل التقنيات باعتبارها من أهم روافد تحقيق التقدم والرقي لمجتمعاتها. نعم هذا واقع لابد من الاعتراف به.
قد يتسأل القارئ الان إن كان هذا وضع المجتمعات العربية فما هي إذا الأسباب التي جعلتها كذلك؟
وللاجابه على هذا التسأول, لعلي اذكر بعض تلك الأسباب في النقاط التالية:
- مستوى التعليم: بالنظر إلى مستوى التعليم لدى مجتمعاتنا العربية ومقارنته بغيره في دول أخرى قد يجد الشخص فروق عده. لعلي اترك الحديث عن هذه الفروق لأهل التخصص ومن هم في مجال التعليم ولكن في رأي الشخصي إن مستوى التعليم لدينا ينقصه الكثير ولابد من النظر إليه وبذلك فاني أناشد المسئولين بالعمل بمصداقية واحترافية للارتقاء به إلى تلك المستويات التي وصلته المجتمعات الأخرى وهذا الدور يجب إن تتوحد له الجهود حتى نصل إلى تعليم راقي نفتخر فيه أمام الآخرين في المجتمعات الأخرى. من وجهه نظري, اعتقد إن جامعه الملك عبد لله للعلوم والتقنية (KAUST) هي خطوه نحو التقدم والرقي في العلم والمعرفة وهي أفضل مثال للعلم الحديث.
- البحث العلمي: وهو من أهم الطرق للوصول إلى الابتكار والتطوير وامتلاك التقنية. إن مراكز الأبحاث في جامعاتنا وفي بعض شركاتنا العملاقة لديها فرصه لتقديم ماهو الأفضل في مجال الابتكار والتطوير للخروج بتقنيات حديثه تنافس غيرها من دول أخرى. ولابد من توافر الدعم والتشجيع لتلك المراكز فهي بحاجه لذلك. قد يكون نقص التخطيط و عدم وضع أهداف واضحة قابله للتطبيق أسباب لفشل تلك المراكز في تقديم تقنيه ما.
أضافه إلى ما سبق, هناك أسباب أخرى يجب إن نضعها في الاعتبار أيضا تشمل قله الخبرات في مجتمعاتنا العربية فيما يخص مجال التقنية, أسباب سياسيه, غياب التشجيع وقله الدعم ....الخ
يحمل هذا الموضوع العديد من التساؤلات التي هي بحاجه إلى إجابات ومناقشات من جميع المهتمين وذوي التخصص, ولعلي اكتفي بما ذكر أعلاه واترك التعليق و الإضافة لكم...