المحافظة على البيئة بالتدوير

23/03/2023 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

يُعد تدوير النفايات عملية تحويل ذات منافع كثيرة، وذلك عوضا عن رميها ودفنها أو حرقها في المرادم، وذلك بتحويلها إلى منتجات جديدة لها فوائد اقتصادية وبيئية، فهي موجودة منذ القدم في الطبيعة، ومارسها الإنسان منذ العصر البرونزي، حيث كان يقوم بإذابة مواد معدنية وتحويلها إلى أدوات جديدة قابلة للاستعمال في حياته. تعد جودة الحياة من مرتكزات رؤية 2030، لذلك المحافظة على البيئة من المخاطر الناتجة عن التلوث البيئي بشتى أنواعه أمر في غاية الأولوية والأهمية، لأن صحة الإنسان بعيدا عن الملوثات تساهم في جودة الحياة، ناهيك عن صحة الحيوان والنبات والماء، لأنها تؤثر بالتالي في حياة الإنسان.

تشير التقديرات إلى الفرصة الضائعة من عدم تدوير النفايات في المملكة، حيث تقدر بنحو 40 مليار ريال سنويا. التطور التكنولوجي في مجال تدوير النفايات يجعل فرصة الاستثمار مجدية ومغرية للمستثمرين. لتدوير النفايات القابلة للتحويل فوائد كثيرة، حيث يقلل من مخاطرها على الإنسان والهواء والتربة والماء والغطاء النباتي الذي يضيف جمالا للأرض. يخلصنا التدوير للمخلفات من الانبعاث الكربوني الذي يهدد حياة الإنسان، كما أن تدوير النفايات يخفض الاعتماد على المواد الأولية المستخرجة من الطبيعة لإنتاج المنتجات الجديدة. تدوير النفايات يخلص البيئة والماء والهواء والتربة من أضرارها على الإنسان الذي يعتمد في حياته على العناصر الطبيعية الأربعة بشكل مباشر وغير مباشر.

يمكن الاستفادة من تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة الكهربائية. تدوير النفايات يساعد في المحافظة على الموارد الطبيعية التي تتأثر سلبا بالنفايات. كما أن تدوير النفايات يتيح الفرص الوظيفية في هذا المجال للمتخصصين فيه. تدوير النفايات منفعة اقتصادية إذا استثمر فيها المهتمون بالاستثمار في هذا المجال. وتساهم العملية في خفض ملايين الأطنان من المواد الداخلة لمكبات النفايات، مما يوفر مساحة للقمامة التي لا يمكن تدويرها سواء بحرقها أو دفنها في مرادم النفايات المخصصة لذلك، وبالطبع يساهم تدوير النفايات في خفض الهدر وزيادة الكفاءة الاقتصادية، بما يعود على الحكومة والمستثمرين بالفائدة.

وبالرغم من الإيجابيات في تدوير النفايات فإن هناك سلبيات، حيث تعد تكلفة اليد العاملة أهمها، ففرزها يتطلب جهدا كبيرا حسب نوعية التحويل، وإن كان هناك فرز أولي من قبل السكان (أي حاويات متخصصة لرمي كل نوع من أنواع النفايات)، فإن الفرز الثاني في مراكز التدقيق ضروري للحصول على فرز بجودة عالية لأنواع النفايات (بلاستيكية، زجاجية.. إلخ). إن الأعباء الإضافية لهذه العملية تكون عادة على عاتق البلديات، وبالتالي ضرورة وضع رسوم على رمي بعض النفايات. عملية استرجاع النفايات تقلل من عمليات الدفن والحرق، إلا أنها ليست وحدها كافية للتقليص من إنتاج النفايات.

يتوقع أن التدوير للنفايات بنسبة 62% يخفض المساحة المتاحة للمواد التي لا يمكن تدويرها إلى 35% حسب ما جاء في دراسة عن تدوير النفايات. أشير إلى ضرورة الاستثمار في تدوير النفايات والتكنولوجيا الخاصة بها كما هو الحال في ألمانيا واليابان، كذلك أنصح بالتعاون بين المجتمع والبلديات في فرز النفايات قبل نقلها إلى المكان المخصص للتدوير. أهمية تثقيف المجتمع بأهمية البيئة لخلق بيئة نظيفة صديقة للإنسان. تهيئة بيئة حيوية وعالية الجود ومستدامة تتفق مع رؤية 2030.

 

 

نقلا عن اليوم