للمرة الأولى منذ مطلع هذا العام، وحتى لحظة كتابة موضوع هذا المقال لم تعلن اللجنة الفدرالية للتأمين على الودائع في الولايات المتحدة عن وجود حالة إفلاس واحدة بين البنوك الأمريكية لهذا الأسبوع، لتكون عطلة هذا الأسبوع عطلة سعيدة بالنسبة للمؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع وللصندوق الفدرالي للتأمين على الودائع في البنوك الأمريكية.
المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع هي مؤسسة قام الكونجرس بإنشائها في عام 1933 بهدف استعادة الثقة في النظام المصرفي الأمريكي، والذي كان قد شهد عاما تاريخيا بالنسبة لحالات الإفلاس حيث أفلس حوالي 4000 بنك ومؤسسة مالية في هذا العالم فقط نتيجة لازمة الكساد العالم الكبير الذي بدأ في 1929، وهو أكبر عدد من المؤسسات المالية يفلس في التاريخ.
حاليا تقوم المؤسسة بالتأمين على الودائع التي في البنوك الأمريكية والتي يبلغ عددها حاليا 7932 بنكا ومؤسسة ادخار، ويبلغ إجمالي المودعات في النظام المصرفي الأمريكي حاليا أكثر من 7 تريليون دولارا جميعها مؤمن عليها.
وكانت المؤسسة تؤمن على المودعات بحدود 100000 دولارا لكل مودع، ولكن نظرا للأزمة المالية التي انطلقت في 2007 تم رفع حد التأمين إلى ربع مليون دولارا للمودع الواحد، وذلك حتى آخر 2013، وبدءا من 2014، سوف يعود التأمين للمودع الواحد إلى مستواه المعياري 100000 دولارا مرة أخرى. ومنذ أن تم إنشاء المؤسسة لم يفقد أي مودع في البنوك الأمريكية سنتا واحدا نتيجة لإفلاس البنوك.
وتساعد مؤسسة التأمين على الودائع الأمريكية البنوك في تحديد ومراقبة المخاطر التي يتعرض لها النظام المصرفي. ومن ثم تؤمن الاقتصاد من المخاطر التي يمكن ان تنتج عن إفلاس المؤسسات المالية، ولا تتلقى المؤسسة أي دعم حكومي من أموال دافعي الضرائب لكي تقوم بوظائفها المحددة لها. وعندما يفلس أي بنك من البنوك، فان المؤسسة الفدرالية تقوم ببيع مودعات هذا البنك وكذلك قروضه إلى بنك آخر، ومن ثم يتحول عملاء هذا البنك المفلس اتوماتيكيا إلى البنك الآخر، وهي عملية تتم بسهولة وانسيابية كبيرة في أمريكا.
على الرغم من عدم إفلاس أي بنك في هذا الأسبوع، إلا أن القائمة غير الرسمية للبنوك المضطربة ارتفعت إلى 798 بنكا تبلغ أصولها 412.5 مليار دولارا.