أفغانستان: "سعودية الليثيوم" هي تسمية جديدة من البنتاجون لأفغانستان، وهي أحد أسباب احتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة، و"سعودية الليثيوم" تعني أن ما تملكه من ثرة الليثيوم يشابه امتلاك السعودية للنفط.
لن أقول إن السبب الرئيسي للاحتلال هو ذلك ولن أتطرق كثيرا للسياسة فالجميع يعلم أن الهدف الرئيسي من الاحتلال هو إقامة قواعد لأمريكا وسط آسيا ومنع قيام دولة إسلامية بقوة السلاح تحت مسمى الحرب على الإرهاب ولكني شخصيا لا أشك أن نهب الثروات الهائلة لهذا البلد هو سبب رئيسي آخر للاحتلال.
البنتاغون والحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية أيضا قامت بدراسات وأبحاث وتنقيب منذ أن بدأت باحتلال هذا البلد، وقد واجهتها عوائق المقاومة المستمرة، ربما لذلك تأخرت النتيجة الباهرة حتى الآن (حسب ما هو معلن) وهو أن أفغانستان المحرومة من الإطلالة البحرية مرزوقة بثروات هائلة من المعادن المختلفة قدرت قيمتها بترليون دولار (ألف مليار) !!.
تقول المصادر الصحفية الناقلة لهذا الخبر مثل نيويورك تايمز وبي بي سي ورويترز، أن الكميات المكتشفة حتى الآن من الحديد والنحاس ستجعل من افغانستان مصدرا عالميا لهاتين السلعتين، وذلك بالاضافة الى كميات اخرى من الذهب والنايبيوم، وفي الشهر الماضي تم اكتشاف منجم لمعدن الليثيوم يفوق ما تملكه بوليفيا أكبر منتج للمعدن في العالم.
والليثيوم مادة فلزية معدنية كيميائية تستخدم بشكل أساسي في صناعة البطاريات خصوصا بطاريات الكمبيوترات المحمولة.
الحكومة الأفغانية والتي جعلت من بلادها وبمعاونة أمريكية أكبر مصدر للأفيون والحشيش والمخدرات في العالم، وجعلت من المخدرات والرشاوي نصف الناتج المحلي الأفغاني، ستبدأ حملة ترويجية لثروتها المعدنية في العاصمة البريطانية لندن في 25 يونيو الجاري بهدف جذب الاهتمام لاحتياطياتها الكبيرة من الحديد الخام والمعادن الاخرى، حيث ستعرض وزارة التعدين الافغانية تفاصيل مناقصة من المقرر طرحها في وقت لاحق هذا العام لاستخراج الحديد الخام من منجم حاجي غك غرب العاصمة كابول وجذب اهتمام المستثمرين الاجانب لقطاع التعدين في البلاد !!!.
مسكين هذا البلد: فهو لم يحظى بفرصة للاستقرار والنمو منذ سبعينيات القرن الماضي، حين بدأ احتلال وهجمات السوفيت عليه ثم الحروب الأهلية والقبلية ثم شيء من الاستقرار والأمن منتصف التسعينات مع انغلاق وتحجر في التعامل مع الداخل والخارج إلى أن تم احتلال البلد كاملا بداية هذا القرن ليدخل في صراع مع أمريكا والحلفاء لم تحسم نتيجته حتى الآن.
أفغانستان لديها هذه الثروة المعدنية وأغلب شعبها فقير ومن ليس بالفقير بالكاد يكون مكتفيا (باستثناء ...)، وفي عدة بلدان أخرى تملك ثروات نجد السيناريو يكاد يكون مكررا، والعراق نموذجا بثروته النفطية والزراعية، والسودان نموذج آخر بثروته الزراعية والمائية (والنفطية أيضا).
قد تكون هذه مجرد دعاية لغرض ما
والسعودية نموذج آخر بثروته النفطية والفقر يزداد فيها
امريكا دولة معادية للمسلمين والصهاينة يتحكمون في كثير من مفاصلها ولكن دعونا أن نكون صادقين، الدافع اقتصادي للامبراطورية الامريكية هو في صالح المسلمين وهو ما يجعلها تحرص على استقرار منطقة الشرق الاوسط وفي كثير من الاحيان يحرصون عليه اكثر من اهل المنطقة. امريكا دخلت العراق وازاحت نظام البعث ولكن الذي استفاد من الثروة النفطية شركات جلها غير امريكية. دوافع المغامرات الامريكية هي دوافع ايديولوجية و سياسية بتأثير من اللوبي الصهيوني ولكنها بالتأكيد دوافع ليست اقتصادية.
الهدف من مثل هذه الاخبار هو تأجيج الصراع على هذه المنطقة الاستراتيجية
يبدو ان الهدف الهاء معارضي كرزاي والحلفاء معه, هو ان يتسابق المعرضون لهم, بترتيب الصفقات المعدنيه, والا لو كان الموضوع جدي, لظهر قبل الغزو الامريكي. اول في بداياته.
ارجو ان لانستبق الاحداث فالغرب عودنا دائما ان الاقتصاد لايسبق السياسة
مقال مميز.. ننتظر منكم المزيد