قصة نمو مطار دبي الدولي وطيران الإمارات

10/06/2010 2
حسان بن عبدالله علوش

بدأ تاريخ الطيران المدني في دبي في العام 1937 فبعد توقيع اتفاقية الطيران تم إنشاء قاعدة جوية لطائرات الخطوط الملكية للطيران بكلفة تأجيرية تقارب الـ 440 روبية شهريا (العملة السائدة حينها)، من ضمنها أجرة الحرس، وفي فبراير 1938 ازداد عدد الرحلات ليصل إلى أربعة أسبوعيا.

في العام 1959، أمر حاكم دبي الشيخ راشد آل مكتوم البدء بأعمال تصميم مطار مدني وبنائه وتجهيزه. وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع بناء مدرج من الرمل المكثف، وافتتح رسمياً في 30 ديسمبر 1960 وبدأت العمليات مع Herons وDakotas.، وفي البداية فتح المطار 6 ساعات يوميا وبعد بضعة سنوات أصبح العمل في المطار على مدار الساعة، وتطور المطار بشكل قليل إلى أن بدأ في 1997 مشروع توسعة المطار بتكلفة تصل الى 540 مليون دولار، وتضمن المشروع إنشاء مبنى الشيخ راشد وتطوير منشآت المطار مما رفع طاقته الاستيعابية من نحو 10 ملايين الى 25 مليون مسافر سنويا.

وفي نهاية 2008 انتهت أهم مراحل التوسعة الكبرى للمطار (الأولى) والتي بلغت قيمة استثماراتها 15 مليار درهم تقريبا، وذلك بإضافة المبنى 3 للمطار ليكون مخصصا لطيران الإمارات ومسافريها فقط، وليخصص مبنى 2 للخطوط الأخرى ومبنى 1 للطيران الاقتصادي بالإضافة إلى مبنى آخر خصص للطيران الخاص (ذوو الطائرات الخاصة)، وبنهاية هذا العام من المتوقع أن يكون عدد المسافرين عبر مطار دبي 46 مليون مسافر، ولا زال العمل جاريا على اتمام تلك التوسعة.

ومن نحو 9 شركات طيران بدأت قديما بتسيير رحلات الى 20 محطة، استطاع مطار دبي استقطاب قرابة 100 شركة طيران دولية توفر رحلات لأكثر من 140 مدينة حول العالم.

تلاحظ الحركة النشطة وأنت ترى مطار دبي يستقبل طائرات كثيرة ومتنوعة ومسافرين من مختلف أنحاء العالم .. هذه باختصار قصة نمومطار دبي الذي أصبح مركزا للربط بين الشرق والغرب، ومحطة تصل بين المسافرين من أوربا وأفريقيا وأمريكا إلى آسيا واستراليا وبالعكس، بعد تطوير سياسة مرنة تتلخص في الأجواء المفتوحة وسهولة الوصول والسفر خصوصا في جانب المرور بدبي "الترانزيت"، رغم التكاليف الباهظة لهذه الخطة المتمثلة في التكاليف الأمنية وتكاليف البنية التحتية إلا أن الهدف كان كبيرا ومطلوبا بإلحاح.

لم تكتفي دبي بمطار دبي الدولي، فأنشأت مطار المكتوم الدولي في جبل علي والذي سيفتتح بعد بضعة أسابيع ويرفع قدرة دبي على استقبال المسافرين والشحن إلى الضعف خلال سنوات قليلة، وتم ضم المطارين ضمن مؤسسة دبي للمطارات.

لقد استفادت دبي من تطوير مطاراتها من ناحية اقتصادية وبشكل ممتاز، حيث سهل ذلك تطوير القطاع السياحي وتزايد الزائرين، كما حصلت المطارات على رسوم العبور والتوقف من العابرين طائرات و أفراد وما يطلبونه في توقفهم من سلع وخدمات، وسهلت النشاط الاقتصادي بجذب المستثمرين الذي سهُل عليهم الاستيراد والتصدير، وتطورت أحجام الشحن وإيرادته في دبي بشكل كبير.

أما طيران الإمارات فلها قصة نمو تكاد تكون فريدة حاليا، فالناقلة التي بدأت أعمالها في 1985 بطائرتين مستأجرتين اتجهت للنمو بدايةبشراء بضع طائرات ثم كان نموها الأبرز بداية هذا العقد عندما طلبت 58 طائرة جديدة (ايرباص وبوينج) في 2001، تلاها شراء 42 طائرة بوينج في 2005، ثم 10 طائرات بوينج في 2006 تلاها الطلبية الأكبر وهي 143 طائرة مختلفة من ضمنها 58 طائرة ايرباص العملاقة 380ِA ولترفع حجم المطلوب من هذه الطائرة يوم أمس إلى 90 طائرة.

وشهدت الشركة نموا ممتازا خصوصا في الأعوام الأخيرة باستثناء العام 2008 الذي شهد ارتفاعا هستيريا في أسعار النفط ثم الأزمة المالية، لتربح مليار دولار في 2009، وارتفع أسطولها حاليا إلى قرابة 140 طائرة، وسيصل إلى قرابة 200 طائرة بحلول 2018 وبوجهات تزيد عن 100 وجهة عالمية.

الشركة استغلت أجواء دبي المفتوحة وإمكاناتها وسياستها الاقتصادية، فكانت أداة الربط بين الشرق والغرب، ولم تتردد في شراء الطائرات وزيادة الوجهات بعناية مع ضبط التكاليف، فإذا أردت أن تسافر من نيويورك إلى باكستان أو الهند مثلا فالخيار الأول هو طيران الإمارات، وإذا أردت أن تأتي من أي دولة في العالم إلى أي دولة في الخليج فطيران الإمارات هو الخيار الأول وهكذا .. وأدى ذلك إلى تزايد إيرادات وأرباح الشركة بشكل كبير.

ولكم أن تقارنوا بين مطار دبي وطيران الإمارات ومطارات وناقلات أخرى "ليست بعيدة" لتروا حجم الفرص الضائع لديها رغم قدم تأسيسها ومركزيتها السياحية والدينية والتاريخية.

طائرة 380A-طيران الامارات
  
مطار دبى فى الستينات
 
مطار دبى مبنى 3