قرأت هذا التقرير في صحيفة الـ Sunday times التي صدرت يوم الأحد الماضي 30/5/2010. التقرير يتضمن مقترحا من بعض الاقتصاديين في بريطانيا ينصحون اليونان بترك اليورو وإعلان إفلاسها وتوقفها عن سداد ديونها التي تصل حوالي 300 مليون يورو بهدف حماية اقتصادها. فقد حذر مركز البحوث الاقتصادية والأعمال The Centre for Economics and Business Research (CEBR) في لندن الحكومة اليونانية بأنها لن تستطيع أن تخرج من مصيدة ديونها بدون أن تلجأ إلى تخفيض عملتها بهدف زيادة صادراتها، وأن السبيل الوحيد أمام اليونان لذلك هو أن تقوم بالعودة إلى عملتها السابقة "الدراخمة" مرة أخرى، أي بخروجها من اليورو وإعادة تبني الدراخمة مرة أخرى.
شخصيا أعتقد أن هناك مبالغة في النصيحة المقدمة من المعهد فضلا عن خطورتها، لأنه حتى لو عادت اليونان إلى عملتها السابقة، فان هيكل صادرات اليونان والذي يعتمد على الخدمات أساسا (السياحة والنقل) لن يستجيب لتخفيض الدراخمة، طالما ان هناك أزمة عالمية بصفة خاصة في أوروبا. من ناحية أخرى فان خروج اليونان من اليورو وتبني الدراخمة وتخفيضها ربما بنسبة 15%، فإن ذلك سوف يرفع من قيمة الدين اليوناني، حيث أن الدين اليوناني ليس مقوما بالدراخمة، حتى تنخفض قيمته مع تخفيض قيمة العملة اليوناني، وإنما مقوم باليورو، ومن ثم فان المقترح سوف يعقد من وضع الدين السيادي اليوناني. على سبيل المثال فإن تخفيض الدراخمة اليونانية بنسبة 15% سوف يرفع نسبة الدين السيادي اليوناني إلى الناتج المحلي الإجمالي من 120% إلى 140% في يوم واحد.
المقترح يقدم أيضا نصيحة في غاية الغرابة لليونان وهي أنه بما ان تخفيض قيمة العملة اليونانية سوف يرفع من نسبة الدين السيادي اليوناني الى ناتجها المحلي، فإن اليونان يمكنها ان تلجأ إلى تحويل ديونها (من طرف واحد – بدون موافقة الدائنين) من اليورو إلى الدراخمة، وهو مقترح سخيف جدا وينم عن مدى الضحالة الفكرية لمقدميه، حيث سوف يترتب على ذلك انهيار الثقة في الدين السيادي اليوناني، بل وأيضا التسبب في موجة اضطرابات عنيفة سوف تجتاح الأسواق الأوروبية كلها. الأسوأ من ذلك هو ان ترك اليونان لليورو واتباعها للروشتة السخيفة المقترحة سوف يقوض الأساس الذي تقوم عليه العملة الأوروبية وربما يشجع أيضا الدول الأخرى الأعضاء في اليورو والتي تواجه اضطرابات مالية لتركه لنفس الغرض، مما يرفع احتمال انهيار اليورو. باختصار المقترح المقدم من المركز يثير الشفقة بالفعل، ولا أدري ما هي الخلفية الاقتصادية لمقدم المقترح.
اذا ما تعرف ما خلفيته فليس لديك خلفيه (بريطانيا ضد اليورو).
اذا الناس العامة يعرفون موقف بريطانيا منذ عشرين سنة تجاه اليورو فهل تتوقع ان الدكتور كاتب المقال لا يعلم خلفية بريطانيا ضد اليورو.
صحيفة Sunday times ليست صحبفة FT يا دكتور محمد.لا تعبر عن آراء محترمه .
مقال يحتاج للمراجعه .. لكن آعتقد ان الحل غير مجدي و يهدد الوحدة النقدية الاوربيه ربما و آنا لست على خلفيه بالموضوع آن هذا الخبر و نشره بسبب ان بريطانيا اصبحت حكومتها ذات اغلبيه من المحافظين و خصوصا من هم ضد اليورو و الوحدة النقديه .. حتى و ان كانوا كذلك فلا ارى اي سبب يدعو لحل المشكلة
وهو مقترح سخيف جدا وينم عن مدى الضحالة الفكرية لمقدميه.... قوية
بالنسبة للوضع البريطاني الحالي هو وضع المتفرج حيث انهم يعتقدون انهم في مأمن من الأحداث لكن يا هل ترى هل ستصبح بريطانيا تبعا للقطيع وتعلن عن مشاكلها المالية العالقة ... هذا ما سنراه في الحلقات القادمة >>c