قفز معدل البطالة في أوروبا بصورة مثيرة للقلق خلال هذا العام، ففي منطقة اليورو قفز معدل البطالة إلى مستويات مرتفعة جدا، والتي تبلغ حاليا أقصى مستوياتها منذ 12 عاما، معدل البطالة المرتفع يعكس تراجع مستويات النشاط الاقتصادي في المنطقة نتيجة لازمةالديون السيادية التي تعاني المنطقة منها، حيث مال النمو في الإنتاج الصناعي في المنطقة إلى التراجع بصورة حادة الشهر الماضي. في شهر ابريل الماضي بلغ معدل البطالة المتوسط في الـ 16 دولة من دول المنطقة 10.1%، وذلك مقارنة بـ 10% في مارس الماضي.
في ابريل من العام الماضي كان معدل البطالة في دول المنطقة 9.2% مقارنة بـ 8.7% في مارس الذي يسبقه. يبلغ عدد العاطلين في دول المنطقة 15.9 مليون عاطلا عن العمل.
البطالة في أوروبا لا تقتصر على منطقة اليورو فقط (16 دولة)، وإنما تنتشر أيضا في الاتحاد الأوروبي ككل (27 دولة)، حيث تقدرهيئة الإحصاءات الأوروبية Eurostat أنه هناك حوالي 23.3 مليون عاطلا عن العمل في أوروبا في شهر ابريل من هذا العام، وبالمقارنة مع معدلات البطالة في السنة الماضية، فان دولة واحدة فقط في أوروبا هي التي شهدت تراجعا في معدلات البطالة بها، وهي ألمانيا، حيث انخفض معدل البطالة من 7.6% في العام الماضي إلى 7.1% هذا العام.
أقل ارتفاع في معدل البطالة كان في لوكسمبورج من 5.3% في العام الماضي إلى 5.4% هذا العام، بينما كان أعلى ارتفاع مسجل في معدلات البطالة في ليثوانيا من 11.2% في العام الماضي إلى 17.4% هذا العام، واستونيا من 11% إلى 19% هذا العام، ولاتفيا من 15.4% إلى 22.5% على التوالي. من الواضح ان تدفقات المعلومات عن الأوضاع الاقتصادي في أوروبا لا تبشر بالخير، على الأقل حتى هذه اللحظة، وما زلنا في انتظار تدفقات جديدة للمعلومات لكي ترسم لنا الوضع بصورة أكثر وضوحا.
الشكل التالي يوضح أوضاع معدل البطالة في ابريل 2009 في دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة).