نعم 3 أسهم في شركة ديار للتطوير بدرهم واحد تم بيعها اليوم، بل بـ 99.9 فلسا أيضا، عندما وصل السهم إلى أدنى سعر له في تاريخ تداوله، بل أدنى سعر لسهم محلي في تاريخ أسواق الإمارات على ما أظن.
انخفض السهم اليوم بالحد الأقصى فوصل إلى سعر 0.333 درهما وأقفل عند 0.334 درهما. لا شك أنه اليوم وخلال الفترة الماضية كان من أشد الأسهم انخفاضا، بل تخطى في تراجعه سهمي تبريد والاتحاد العقارية المثقلتان بالديون.
ولا شك أن المستثمرين ليسوا عميانا، فالشركة التي أنفقت رأس مالها الكبير على شراء أراضي بمبالغ باهظة أيام الفورة والطفرة والحفلة وما إلى ذلك من المرادفات، وتخلل عمليات الشراء تلك فساد أضاف مبالغ (أكسترا) إلى قيمة تلك الأراضي المرتفعة أصلا، مما جعل من الصعب حل تلك المعضلة على المدى القصير.
لا أدري ما إذا كانت طريقة شركة المملكة القابضة في السعودية في علاج خسائرها مناسبة للاستنساخ في ديار، حيث خفضت تلك الشركة رأس مالها لإطفاء خسائرها المحققة، صحيح أن خسائر ديار لا زالت قليلة بالمقارنة (20 مليون في الربع الرابع 2009 و 100 مليون في الربع الأول الماضي) لكن قيمة الأراضي والعقارات لديها تراجعت وبنسب كبيرة بشكل مؤكد، كما أني لا أدري مبرر وجود رأسمال ضخم لها يبلغ 5.77 مليار درهم ويقارب رأسمال إعمار العقارية التي بنت أعلى برج في العالم وأضخم مول في العالم وتوسعت بما يزيد عن 10 دول ، وبنت مجمعات سكنية عديدة وتملك أفخم الفنادق، بينما لا زالت ديار تدير بعض الأبراج تؤجرها وتملك بضعة أبراج أخرى لا يعرف ما باعت منها وما لم تبع، بالإضافة إلى الأراضي القاحلة التي اشترتها عقب الاكتتاب، وهنا تتضح المبالغة الكبيرة في تحديد رأسمال الشركة عند الاكتتاب (ليست ديار فقط بل هناك شركات أخرى) وهو الاكتتاب الذي منع منه الأجانب والذين هم بالتأكيد يغبطون حظهم السعيد أنهم منعوا منه ومن تداول سهمها أيضا فلم يطالهم آثار مشاكل الشركة ومسلسل تراجع سهما القاسي.
يحق حاليا لهيئة الأوراق المالية إيقاف السهم عن التداول لأنه تراجع بما يزيد عن 60% من قيمته الاسمية وبعد تشاور مع مجلس إدارة الشركة، والهيئة لمحت إلى أنها لن تقوم بذلك، لكن إيقافها عن التداول سيدخلنا بدوامة "أملاك وتمويل" أخرى، فليس حلا لوحده، بل يجب على مجلس الإدارة تنفيذ سياسة حكيمة وسريعة تحفظ ماء وجه سهم الشركة.
يعطيك العافية