يبدو إن أزمة ديون أوروبا اصبحت تشكل تهديدا خطيرا محتملا لانتعاش الاقتصاد الأمريكي لأنها تتهدد أسواق الائتمان العالمية والتجارة الدولية. و إذا لم يتم احتواء مشاكل ديون أوروبا فإنها قد تؤدي إلى تجمد أسواق المال وتثير أزمة عالمية على غرار الأزمة التي شهدتها الأسواق أواخر 2008.
وحتى الأسبوع الماضي هون مسئولو الاحتياطي الاتحادي من شأن الآثار المحتملة للأزمة في أوروبا على الشؤون الاقتصادية الأمريكية. وقد قال بعض الاقتصاديين ان مشاكل الديون السيادية الأوروبية هي انتكاسة خطيرة محتملة، وما زال قلق المستثمرين مركزا حول اليونان لكن المخاوف تتزايد من أنه حتى صندوق الإنقاذ البالغ حجمه نحو تريليون دولار الذي أنشأه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لن يكون كافيا لحل مشاكل ديون أوروبا.
و المستثمرون يدركون أن هذه الخطة لا تستطيع في نهاية المطاف إلغاء الحاجة إلى إصلاحات مالية حقيقية وقد تكون مؤلمة في منطقة اليورو، و إذا انتشرت المشاكل السيادية لاقتصادات أوروبية غير رئيسية وسببت مشاكل على نطاق أوسع في أوروبا فإن البنوك الأمريكية ستواجه خسائر أكبر بسبب إجمالي تعرضها الائتماني الضخم، و بالإضافة إلى احتمال تكبد المؤسسات الأمريكية خسائر مباشرة فان تزايد الضغوط المالية في أوروبا قد ينتقل إلى الأسواق المالية عالميا. إلي ذلك هوت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية يوم الخميس مسجلة أكبر هبوط في يوم واحد في غضون أكثر من عام حيث أحجم المستثمرون عن شراء الأسهم . وأظهر التقرير الأسبوعي لطلبات إعانة البطالة زيادة غير متوقعة، وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية.
وهبط مؤشر داو جونز القياسي 376.36 نقطة بنسبة 3.6 بالمائة ليغلق على10068.01 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا والمؤلف من 500 شركة 43.46 نقطة، بنسبة 3.9 بالمائة ليصل إلى 1071.59 نقطة. وخسر مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا 94.36 نقطة، بنسبة 4.11 بالمائة، ليغلق عند 2204.01 نقطة.
وفي أسواق العملة تراجع الدولار أمام اليورو ليصل إلى 80.1 سنت يورو، وهبطت العملة الأمريكية أمام نظيرتها اليابانية لتصل إلى 89.64 ين مقابل 91.58 ين. وعلي جانب أخر واصلت الأسهم الأوروبية تراجعها أمس الجمعة بعد انخفاضها الحاد في اليومين الماضيين مع تصاعد التوترات بشأن التوصل لحل لمشكلة الديون السيادية في منطقة اليورو واتخاذ إجراءات تنظيم مالي أكثر صرامة.
وكانت أسهم شركات الطاقة من أكبر الخاسرين فنزلت أسهم بي.بي ورويال داتش شل وبي.جي وتولوي أويل وريبسول وتوتال بما بين 2 و3 بالمائة.
ومما أثر على الاتجاه العام كذلك موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون للإصلاح المالي يهدد بتقييد القطاع المصرفي وخفض أرباحه على مدى سنوات. إلي ذلك أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان إنه لا خطر بانفجار منطقة اليورو، بل الخطر أن يتفاقم الوضع فيها.
وقال ستروس: "لا اعتقد أن منطقة اليورو تواجه خطر الانفجار، لكن الخطر باعتقادي هو أن يتفاقم الوضع فيها، أن تسوء أمورها". وتابع "لست مطمئنا لان الأسباب الجوهرية ولا سيما النمو لا يمكن حلها بطريقة سحرية"، مشيرا رغم ذلك إلى وجود حلول للازمة الأوروبية الحالية.
وقال: " لا اعتقد إطلاقا انه يتحتم اعتماد موقف انهزامي، لكن لا يكفي التحدث عن هذه الحلول أو طرحها في مؤتمرات صحافية، بل ينبغي اتخاذ قرارات واتخاذها في الوقت المناسب". وتحدث عن "أزمة ثقة حيال السياسة" منتشرة حاليا في أوروبا معتبرا أنها تستدعي تحركا أوروبيا. وأكد بهذا الصدد "ثمة مواقف متعارضة ومتضاربة. العالم بأسره يراقب ذلك .. ويفقد ثقته بأوروبا". وحذر من أن الأوروبيين "وصلوا إلى منتصف النهر، إن عادوا إلى الضفة التي انطلقوا منها، خسروا اليورو .. عليهم المضي ابعد" معتبرا ان الحل يكون من خلال "أوروبا أكثر وحدة". وسئل عن المخاطر على النمو الناتجة عن خطط التقشف التي اعتمدت أو من المقرر اعتمادها في أوروبا فأقر ستروس كان بهذا الخطر لكنه نصح الدول الأوروبية الكبرى بعدم تخفيض نفقاتها بشكل سريع وإقرار خطط تقشف بشكل متزامن. وقال "إذا أخذ الجميع يقول انه ينبغي الحد من النفقات، عندها سوف نقضي على النمو في منطقة اليورو". ولفت إلى أن اليونان لا تمثل سوى 2 إلى 3 بالمائة من إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة اليورو مضيفا انه "إذا أبطأت اليونان (إنفاقها) فان هذا سيبطئ منطقة اليورو".
وحذر من مخاطر السعي لخفض العجز بأسرع مما ينبغي موضحا "ليس امرأ إلزاميا أن نعيد (العجز) حتما بحلول 2012 أو 2013 إلى 3 بالمائة " من إجمالي الناتج الداخلي عملا بأحد المعايير المحددة في المعاهدات الأوروبية.
وأضاف "المهم لإعادة الثقة هو أن نظهر أن لدينا خطة وانه عند إتمامها ستكون الأمور قد أصلحت" مؤكدا انه إن كان ينبغي خفض العجز، إلا انه "لا ينبغي القيام به بشكل متسرع". وتأثرت الأسواق الأسيوية في إغلاق الجمعة بكل هذه الأنباء حيث سجلت الأسهم اليابانية أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من عام مع سعي المستثمرين لتقليص ما بحوزتها من الأصول التي يعتبرون أنها تنطوي على مخاطر ومنها الأسهم وسط تزايد المخاوف من الانقسامات بين زعماء منطقة اليورو بشأن كيفية معالجة أزمة الديون في المنطقة. وخلال الأسبوع هبط مؤشر نيكي لأسهم كبرى الشركات اليابانية بنسبة 5ر6 بالمائة وهو أكبر تراجع.
وتابع جروس قائلا:، إذا كنت في موقف لديك فيه أشهر للتوصل إلى اتفاق فإن الجميع يريدونه مثاليا قدر الإمكان على الورق وألا يحتوي في الواقع إلا على قيود قليلة قدر الإمكان على الدول الأعضاء .. الموقف مختلف تماما.
وقال إن التوصل إلى اتفاق ذي مغزى قد يكون أيضا أكثر صعوبة إذا انتعش اليورو بعد خسائره في الأسابيع الأخيرة وإذا انحسرت أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو مما سيخفف الضغط على قادة الاتحاد الأوروبي للقيام بإصلاحات عميقة الأثر. وشهد اليورو كثيرا من السنوات الناجحة ضمن السنوات الـ 11 التي مضت على إطلاقه لكن قوضته أزمة الديون في اليونان التي حصلت على خطة إنقاذ بقيمة 110 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتريد المفوضية الأوروبية تشديد الرقابة المالية المشتركة لضمان احترام القواعد بشأن حدود عجز الميزانية والدين والتي كثير ما يجري تجاهلها وتريد أيضا عقوبات أكثر سرعة وصرامة على المخالفين لقواعد الميزانية. وترغب المفوضية أيضا في تكثيف الرقابة على الاختلافات العديدة في التنافسية بين بلدان منطقة اليورو.
وقال فابيان زوليج كبير الاقتصاديين في مركز السياسة الأوروبية: الوحدة النقدية تتوقف على ألمانيا وعلى مستوى سياسي لا تستطيع ألمانيا القيام بشيء دون العمل مع فرنسا. إنهما صانعا القرار الرئيسيان في هذا وتابع قائلا، في الوقت الحالي الدول الكبيرة هي التي تشهد تساؤلات لكن ستكون هناك تساؤلات أيضا بشأن كيفية تطبيق ذلك على الدول الأضعف أداء. هل ستكون مستعدة للتوقيع على شيء يبدو أن له أنيابا.. إذا كنا نتحدث عن عقوبات تلقائية فإن دولا مثل اسبانيا وايرلندا والبرتغال قد تكون لديها تساؤلات بشأنها.
وأبدت السويد أيضا تحفظات بشأن بعض المقترحات كما أنها لن تلقى إعجاب بريطانيا. لكن لندن وستوكهولم ليستا في منطقة اليورو لذا لن تشعرا بتأثير الإصلاحات المقترحة كبقية الدول.
وتقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على وجه الخصوص في موقف صعب لان كثيرا من الألمان يبغضون كونهم أكثر دافعي الأموال في أوروبا لإنقاذ بلدان أخرى يعتبرونها مبذرة...!!
وهل لنا ان نقول : ان الأوروبيين وصلوا إلى منتصف النهر وإن عادوا إلى الضفة التي انطلقوا منها خسروا اليورو!! وهل لنا ان نسأل ...هل تنهار الاسواق العالمية ؟!! وهل الديون الاوربية تهدد العالم ...؟!! ام مجرد أزمة وستنقشع مثل غيرها ؟!!
وقال وزير المالية الاميركي " تيموثي جايتنر " اليوم انه لا يتفق مع الرأي السائد بأن أزمة الديون السيادية قد أصبحت التهديد الاكبر للاقتصاد العالمي، محاولا في ذلك تهدئة الأسواق التي اضطربت عالميا نتيجة المخاوف من انفلات الازمة وتوسعها. وأضاف في مقابلة مع صحيفة صينية : "ترون بعض التحديات في أوروبا الان. لكن أعتقد أننا في وضع أقوى بكثير لادارة تلك التحديات". وعن الدولار قال : "أن الدولار يرتفع نظرا للثقة الكبيرة في الاقتصاد الامريكي في أنحاء العالم."
الجواب : بتنهار الاسواق العالمية وليس ازمه ..
عزيزى الفاضل / ناصر محسن ياليت الاجابة على سؤالى كانت بمثل سهولة الاجابة التى اجبتها ..!! فالمسألة عميقة جدا والازمة لها جوانب متعددة ... واكاد اجزم بان هذا السؤال ليس له اجابة محددة . شكرا لتعليقك... وللجميع تحياتى . د. جمال شحات
نعم ستنهار يا د. جمال .. أتوقع ذلك والله أعلم .. فالحال يتحدث عن نفسه كما هو حال المستجير من الرمضاء بالنار .. إنما الطريقة والمدة فالله أعلم عز وجل أعلم بها .. المنطق هو نفسه في الطب والهندسة والنجارة والحدادة والاقتصاد لا يستخدم في كوكب آخر .. النظريات الاقتصادية والعلاقات بين أدواته ستختلف بعد ذلك .. إما أنهم يُضحون بمن تضرر ويقبلوا بالواقع أياً يكن لتخفيف الفقاعة وتأجيلها وتقبل ذلك بصدر رحب أو أن عليهم النفخ في الفقاعة حتى يصبح الإنفجار أكبر .. ما يحدث من وجهة نظري الآن مكابرة ودوخان غريق .. المسألة ببساطة كما أفهمها بفهمي المتواضع .. ضعف في الاقتصاد الأمريكي وسعر فائدة متدني وقد أستهلك بتتابع في تخفيضه للحفاظ على الأسواق .. الآن أزمة ديون سيادية ومؤسسات مالية متورطة .. نهايتها إفلاسات وتبخر .. متخصصين الإقتصاد مع كامل الاحترام لك يا د.جمال ولهم غرقوا في النظريات والعلاقات العكسية والطردية ولا يحضر في أذهانهم بشكل واضح أنهم داخل فقاعة وستنفجر .. الحال أراه شبيهاً بمتداولي سوق من الأسواق وقد أعمتهم سكرة الاتفاعات ولم يعودوا يفكروا إلا في الربح .. النظريات الاقتصادية صحيحة على عمرها القصير بالنسبة لتاريخ الإنسان على الأرض .. لكنها غير استراتيجية ووضعت في الأساس لتضخيم الثروات وليس لثراء الأمم .. والمنطق منطق .. فالسيولة ستشح والصينيون يجب أن يوقفوا النمو وإلا لتورطوا هم أيضاً في المشاريع المزمع انشاؤها بدلاً من أن تعشش فيها العناكب .. أراها أزمة تاريخية وستؤلف فيها الكتب وستتغير فيها نوعية العلاقات وستضعف من أجلها دول وستقوى أخرى .. هذا شيء مسلم به لنظام استند على الربا كأساس .. ويكفي أن نراجع موقف الإسلام من الربا ونتأمل لندرك حجم الكارثة التي لابد أن تحل على العالم . تحياتي لك وللجميع ,,
الاخ الفاضل / على اشكرك على تعليقك الهام والذى اتفق مع بعض ما جاء فيه. ولكن النقطة التى احب ان اشير اليها هو ان الدول الاوربية وامريكا لن تقف مكتوفة اليد اذا ما حدث هذا الانهيار المذكور والدليل خطة الانقاذ التى قامت بها امريكا والكم الهائل من الدولارات التى قامت بضخها فى المؤسسات المالية فى اعقاب الازمة المالية العالمية وانهيار ليمان برازر للحفاظ على اسواقها المالية . وكذلك فعلت دول منطقة اليورو مع اليونان حتى لاتقع اليونان وينفرط عقد دول اليورو . ومع اقرارى بضخامة الازمة وجسامتها ولكن فى نفس الوقت اقر بان الدول الغربية ستفعل الكثير ان لم نقل المستحيل حتى لا يحدث هذا الانهيار. اما تلميحك لموقف الاسلام من الربا فاوافقك تماما ويكفينا قول الله تعالى ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله )والذى يتعامل بالربا كالذى يتخبطه مس من الشيطان نسال الله العافية والسلامة . واكرر شكرى وخلافنا - اذا كان موجودا - لايفسد للود قضية . وتحياتى للجميع ... د. جمال شحات
تقرير: تراجع اليورو يزيد من معدلات النمو الاقتصادي في ألمانيا هامبورج ـ د. ب. أ: على غير المتوقع أكدت تقارير اقتصادية أن تراجع قيمة اليورو سيزيد من معدلات نمو الاقتصاد الألماني خلال العام الجاري 2010. وقالت رابطة غرف الصناعة والتجارة، إن انخفاض العملة الأوروبية اليورو سيضيف لألمانيا مبلغ خمسة مليارات يورو. وصرح مارتين فانسليبن رئيس الرابطة لصحيفة ''راينبفالس آم زونتاج'' الصادرة أمس، بأن تراجع قيمة اليورو سيحافظ على نحو 80 ألف وظيفة بألمانيا. وأشار رئيس الرابطة إلى أن تراجع اليورو يزيد من فرص الصادرات الألمانية وسيساعد على ترويج المنتجات في الخارج، نظرا لانخفاض سعرها. وقال رئيس الرابطة إن السيارات الألمانية ستلقى رواجا كبيرا في الخارج مع تراجع قيمة اليورو، إضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات الكيماوية والإلكترونية. وفي المقابل أوضح رئيس الرابطة أن انخفاض قيمة اليورو سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والمواد الخام، كما أن المستهلك الألماني سيضطر إلى إنفاق أموال أقل في ظل تراجع اليورو لاداعي للترجيف هذه هي الفرصة المناسبة فإغتنمو ها اليورو سيعود وتعود معه الاسواق إلى الصعود ميركل قالت اليورو في خطر ؟؟؟؟ وهذا التقرير دليل على المآرب الخفية من تهويلها للوضع
شكراً د. جمال لهذا الخلق الجم والتواضع الذي يرفع قدرك .. ما أقصده أن الحلول الآن تستهلك وذكرت لك سعر الفائدة وهو عامل مؤثر في التحكم في السوق .. وبالتأكيد أنه لن تقف مكتوفة الأيدي ولكن الحلول تشح وربما وصل الأمر من التعقيد ما سيجعلهم يرتبكون .. هذه سنة من سنن الله في خلقه والدول والقوى والنفوذ تتغير وتتبدل .. فكل الدول التي انتهت بأسباب عدة قد فعلت المستحيل ولكن قلة الحيلة وضعف الأدوات أنهاها .. قد تكون أزمة وقد ينجحون وكل هذا في علم الله ولكني وفقاً للمنطق هم في طريق النهاية .. عمر هذا الطريق هل هو أشهر أو سنة أو سنتين أو حتى شهر لكن قمة الهرم قد جاوزوها منذ زمن . لك التحية والتقدير يا دكتور جمال ولقرائك الكرام,,
اخى الفاضل / على المفش اشكرك واتفق معك تماما على ان الحلول تستهلك.... والغرب فى ازمة شديدة غير مسبوقة. ولها تداعيات لا يعلم مداها الا الله العليم الخبير... وكل الدول والانظمة والحضارات التى انتهت فعلت المستحيل ولكن للحيلة نهاية وللادوات دور مهما اتسع فهو محدود ... وقد اتفق معك على انها بداية النهاية ..!! ولكن متى تكون النهاية ؟!! شكرى وتقديرى .... وللجميع تحياتى د. جمال شحات