عجبتُ لهذه الأيام التي تجاوزت فيها لعبة كرة القدم حدودها في كونها مجرد رياضة شعبية كغيرها من الألعاب، بل أصبحت هي ثقافة الشعوب، ولغتهم وفكرهم وأملهم وسر سعادتهم بل ونمطهم في شتى مجالات الحياة، فهي حديث الصباح والمساء في أي زمانٍ وأي مكان ..
لقد سرقت بالفعل العقول،، بل وأخذت معها القلوب أيضا ،، فعليها تجتمع الشعوب وتتفرق، وتسعد وتحزن، وتغضب وتضحك، وتهاجم وتشجع، وعليها.. وعليها.. وعليها .. كل هذا من أجل 11 لاعباً !! بل من الأحرى أن أن نقول – مجاهداً - ،، فيا لها من لعبة ويا لها من ساحرة مستديرة !!
ولكن إلى أين يمكن أن يصل بنا الحد من تشجيع اللاعبين وتمييزهم والتعبير عن حبهم وإلى أخره.. وهنا كان لشركة "كاسترول العالمية "- من أكبر شركات صناعة زيوت العربيات- كلمة أخرى وشكل أخر للتعبير عن حبها للعبة ولاعبيها،، إن لم يكن هناك أسباباً أخرى غير ذلك كالدعاية والتسويق لمنتجات الشركة !!
فقد أعلنت الشركة عن قيامها بتصميم – تمثال – على هيئة لاعب كرة قدم من الشمع والفيبر يشتمل على جميع المواصفات التي يتميز بها نجوم اللعبة على مستوى العالم،، الذين سجلوا أسمائهم في القلوب والعقول قبل أن يسجلوها في تاريخ اللعبة، ويقدر سعره بنحو 400 مليون دولار، لماذا ؟؟ ومن أين ؟؟ وإلى أين يا كاسترول ؟؟ أنا لا أدري !!
وعن التمثال (اللاعب) ،، فسوف تكون قدمه اليمنى للبرتغالي "كريستيانو رونالدو" صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني، والقدم اليسرى قطعا ستكون للساحر الأرجنتيني "ليونيل ميسي" مهاجم برشلونة، والعيون والشعر لقلب الأسد في البرثا "بويول" والأيدي للاعب "خوليو سيزار"، وعن الطول فلا أطول من اللاعب الإنجليزي " بيتر كراوتش" ليكون صاحبها ،،،،
فيا لها من لعبة ويا لها من عقول، ولكن فالكلُ يُغني على ليلاه وأنا على ليلاي أغني!!
وأخيراً.. كم تمنيت أن يكون هناك تماثيل أخرى في بلادنا نحاول أن نجمع فيها بين مميزات وخيارات لقائدِ يُحررنا، أو كبيراً يَعطف علينا، أو صبيُ يحترمنا ، أو رجلُ صالح ُ يؤُمنا، أو عالمُ يُفيدنا، أو ....
ولكنها بلاد الغرب وسنبقى نحن بلاد العرب:
وتموت الأُسد في الغابات جوعاُ .. ولحم الضأن يُرمى للكلاب وذو جهلِ ينامُ على حـــرير .. وذو علمِ ينامُ على التراب