عزيزي القارئ: أحد الأصدقاء الأعزاء أخذ موقفاً سلبياً من الاستثمار العقاري وأنه غير مجدي إلا لأصحاب الذمم الضعيفة، سؤال لماذا ياصديقي ؟ الجواب قمت ببناء فلة بكل أمانة ومصداقية وعملت تشطيب لامثيل له وحتى الآن لم تصل ( السومات ) لتكلفتها الفعلية ؟ قلت الأمر فيه إشكال هل تسمح لي أن أطلع على التفاصيل فمن المحتمل أنك وقعت في فخ مقاول أو مورد مواد تلاعب بالاسعار فوجدت أن التكاليف في نطاقها الصحي، قلت: الأمر أقلقني دعنا نذهب إلى الفلة فمن الممكن أن المورد على الفاتورة شيء والموضوع في الفلة شيء آخر، فذهبت وإيه وانا أتسائل في نفسي لماذا لم يصل السعر لقيمة التكلفة فضلاً عن تحقيق ربح؟ وعند مدخل الحي قلت: ارجع لقد اكتشفت الإشكال ! قال: ما هو ؟! قلت: عندما نصل مكتبك سأخبرك، دخلنا المكتب فوجدت على مكتبه مجلة تجارة الرياض فسألته قائلاً:لم أشاهد في المجلة أية إعلان لمطعم بخاري أو لفوال في هذه المجلة ( ليه ؟ ) قال ضاحكاً: بخاري يعلن في تجارة الرياض ؟ قلت أجل وين لو يبي يعلن ؟ قال: عنده الوسيلة أو المبوبة يعلن فيها قلت: طيب ليه ؟ قال: مو مكانها قلت: جميل جداً ورائعٌ كلامك هذا ينطبق على الفلة التي قمت ببنائها. وضرب له بالسوق الرائع في التصميم والجميل في الشكل لكنه في يحقق 1.5% كعائد فقط ببساطة لأنه في البطحاء أجزم أنه لو كان ذات المبنى في شمال الرياض على العليا لكان صافي العائد أكثر من 15%.
ماوقع فيه صاحبي يقع فيه الكثير من الناس مع الأسف فيا عزيزي القارئ عندما تريد أن تقدم منتجاً معيناً أو خدمة معينة أو فكرة معينة، فأول سؤال تسأله نفسك من استهدف ؟ من هي الفئة التي أريد أن أبيع عليها المنتج أو الخدمة أو الفكرة؟
عندها تقوم بتصميم المنتج أو الخدمة او الفكرة وفق تطلعات واحتياجات ورغبات الشريحة التي تستهدفها وليس على هواك أو رغبتك أو حتى مزاجك.
التحول الهائل والكبير في عالم التقنية كيف حدثت ؟ كيف صارت صناعة اللاب توب؟ ببساطة وجد المصنعون أن غالبية عملائهم يرغبون في نقل أجهزتم الحاسوبية أينما ذهبوا ... إلا أن الحجم الكبير لأجهزتهم الحاسوبية تصعب التنقل بها أينما ذهبوا ... ففكروا لتحقيق رغباتهم فجاءت فكرة صناعة الاب توب. اسمح لي بسؤالك الآن عزيزي القارئ أين يذهب تفكيرك عند رغبتك لشراء حاسوب لك أو لأحد الأقارب أو الأصدقاء أهو للمكتبي أم للاب توب ؟ بل كم تتوقع حصة المكتبي في السوق؟ إنها في آخر إحصائية لاتتجاوز 18% بعد ان كانت هي المسيطرة على السوق.
عزيزي القارئ: إن ثاني أهم خطوات التسويق التي ينبغي ان يفكر بها أرباب الشركات والمؤسسات مهما كان النشاط مالي – صناعي- غذائي – عقاري .... الخ هي أن أحدد شريحة عملائي الذين أريد ان استقطبهم واحافظ عليهم؟ بماذا يفكرون وكيف يفكرون وماذا يريدون فيما أريد أن أطرحه؟ وماهي المواصفات التي يطمحون لها ويرغبونها؟ وهي القيمة المضافة على المنتج؟ وماهي الأسعار المقبولة لهذه الشريحة.
إن تحديد الشريحة المستهدفة قبل صناعة المنتج أو التفكير بتقديم الخدمات او الأفكار والعمل وفق معطيات الشريحة المستهدفة يسهل ويسرع من عملية المبيعات بنسبة لا تقل عن 80% . فالاستهداف مهم للغاية أحبتي ... أشكركم
مقال اكثر من رائع ومفيد جدا اشكرك استاذ داود تحياتي
العفو أخوي بانكر ... الشكر لك على القراءة