اتصل بي أحد الأصدقاء المهتمين بسهم آبار اليوم .. وبادرني بالقول : قبل عشرة أيام أي في 8/4/2010 كتبت مقالة بعنوان صفقة ” آبار دايملر ” .. قد تصبح “دجاجة تبيض ذهبا” فلماذا كتبت هذه المقالة؟ .. هل كنت تملك أخبارا خاصة عن شركة دايملر.. فقلت له لا!! .. ولماذا تسأل ؟.. فقال لي اذهب إلى الاسواق الأوروبية وانظر في شركات مؤشر داكس ولاحظ كيف قفز سهم شركة دايملر اليوم نحو اثنين ونصف يورو أي أكثر من ستة بالمئة .. قلت له وما الغريب في الأمر كما ارتفع اليوم اثنين ونصف يورو قد ينخفض غدا اثنين ونصف يورو.. فقال: وهو من المهتمين بالتحليل الفني .. لا.. فنيا سيتمكن السهم خلال الأيام القادمة من كسر مستوى 40 يورو.. انتظر وسترى .. وتابع قائلا ..الأرباح الدفترية لشركة آبار من ارتفاعات اليوم تصل لنحو مليار درهم أي أن" البيضة الذهبية" الأولى أصبحت في جيب آبار.. فضحكت وانتهت المكالمة .
قد يكون صديقي محقا فيما ذهب إليه ولكن يجب الإنتباه إلى أن استثمار آبار في شركة دايملر هو استثمار استراتيجي طويل الأمد وأن أي أرباح تحقق من ارتفاع سهم دايملر ستبقى ضمن حقوق المساهمين وتصنف أرباحا دفترية ما لم تقم آبار بجني هذه الأرباح عن طريق بيع حصتها ولذلك نصحت صديقي بعدم الإندفاع خلف خبر كهذا لأن ارتفاعات اليوم قد يقابلها انخفاضات في الغد .
لا شك أن صديقي والكثيرين مثله يندفعون خلف الأخبار المشابهة لكن المطمئن في الأمر أن صديقي محلل فني وبالتالي قادر على تحمل مسؤولية قراراته في حين البعض الآخر ينجر خلف عواطفه وبالتالي قد يدفعه طمعه إلى خطأ استثماري لا تحمد عقباه .
إن عدم تفاعل سهم آبار بسرعة كبيرة مع تحركات سهم شركة دايملر دليل على أن كبار المستثمرين لا يعيرون حركة سهم دايملر الكثير من الاهتمام وينظرون إليها على أنها تذبذبات مؤقته لا تعنيهم وينظرون إلى الأرباح الدفترية المحققة على أنها ارباح احتمالية قد تتبخر في أي لحظة ، لكني أعتقد جازما أن هذه الرؤية ستتغير حالما يستقر سهم ديملر عند مستويات أفضل من المستويات الحالية وعندما يشعر المستثمر أن الإنتعاش أصبح مكتمل الشروط في الإقتصاد الحقيقي العالمي .
إذا كانت قفزة سهم شركة دايملر اليوم تشكل ربحا دفتريا يقدر بمليار درهم لشركة آبار فهذا يعني أن مقولة صديقي أنها بمثابة " البيضة" الذهبية" الأولى محقة إلى حد ما .. لكن كي لا يحدث خلط بين ما رميت إليه في مقالتي السابقة وبين ما يجول في ذهن صديقي .. أكرر اليوم : إن شراكة آبار دايملر ستكون بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا ليس من ارتفاع سهم ديملر ولكن من الارباح التي ستحصل عليها آبار مستقبلا نتيجة ارتفاع أرباح دايملر خاصة عندما يعود الإنتعاش إلى أشده في الإقتصاد العالمي.